من آخر ما قرأت
من أتخذ القراءة والكتاب مؤنسا له لا يكل ولا يمل من الحديث والكتابة عنها فقد كتبت الكثير عن القراءة وها أنا أكتب من جديد لما يخالجني بين الحين والآخر من أفكار جديدة تخصها.
وأن كانت هذه المرة تختلف نوعا ما ففي كل مرة تكون الكتابة عامة عن القراءة وفوائدها والحث عليها ، أما في هذه المرة سيكون الحديث عن كتب قراءتها.
فعن قراءتي أقول أنني بدأت استمتع بها منذ أكثر من عشرين عاما مضت ويالها من متعة لايشعر بها إلا من يلجها ويطرق بابها فمن خلالها نثري الحصيلة المعلوماتية أكثر ويكون باب المعرفة لدينا أوسع ونبني شخصيتنا الثقافية والفكرية وتتنوع الحصيلة بتنوع الكتب التي نحاول توفيرها في مكتبتنا التي من المفترض أن نقضي فيها الوفير من وقتنا.
ففي مكتبتي من آخر ما قرأت منها كتاب ( قصص وعادات البلدان في شهر رمضان) لمؤلفته (( بثينة محسن الدّراجي)) فقد شدّني هذا الكتاب الشيق لقراءته لما فيه من فصول تذكر بأيام شهر رمضان قديما من الاستعداد للفطور والصلاة في المساجد وقراءة القرآن الكريم فيها إلى تبادل الصائمين بين بيوتهم وجبات الافطار وذكر المسحراتي ودوره في إيقاظ الصائمين لوجبة السحور وقد خصصت المؤلفة فصل لذلك فذكرت فيه عادات وتقاليد سبعة دول في شهر رمضان بدأ بالمملكة العربية السعودية مرورا بتركيا وختاما بمملكة البحرين.
كما خصّصت فصلا للاحداث التي وقعت في شهررمضان وكيف كان لها الاثرالاجتماعي والانتصار العسكري في حياة المسلمين.
فالكتاب جيد لا يخلو من العبر والفوائد الجمة والقصص اللطيفة التي تحمل في طياتها وأحداثها النكات العلمية والمسائل التي تخلد في الذهن.
والكتاب الآخر ( مغتربات الافلاج) للكاتبة (( بشائر محمد)) وهي كاتبة من وسطنا الاحسائي وروايتها هذه بحق رواية جسدت معنى الاغتراب بمعناه الواقعي والحقيقي لأنها حاولت ونجحت في رسم صورة معاناة الغربة في معناها الاجتماعي والنفسي والشخصي ولاسيما إذا كانت هذه المغتربة امرأة لأنه مع النساء أكثر تعقيدا ( إي الاغتراب) ، فالمرأة تكون مأساتها أكثر مع المواصلات والسكن ومسألة الكفيل .. الخ.
ويتضح ذلك في روايتها في بعض عناوينها ( فندق خمس نجوم) (رقصة على طريق الموت) ( والله وصار لنا باص) ( ست معلمات وكفيل)، إلى غير ذلك من العناوين التي وفقت فيها الكاتبة في شد القارئ وجذّبه لقراءة الرواية وجعله يتفاعل مع أحداثها.
وهذا ما جعل كاتب كبير مثل عابد خزندار يشبهها بيوميات نائب في الأرياف للكاتب العملاق توفيق الحكيم ، ويقول أنها من أفضل ما قرأ في السنوات الأخيرة .
وأخيرا وعودا على ذي بدأ نذكر بأهمية القراءة وأنها سلاح المثقف في بناء كيانه الثقافي وتعتبر البنية التحتية التي يجب أن نبنيها بكل ما أوتينا من وقت وفكر ومال.
التعليقات (0)