قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران تدخل «الحرس الثوري» هناك متهما أنصار المرشح مير حسين موسوي بالتخطيط لما يشبه «الثورة البرتقالية» في جورجيا، في إشارة إلى اللون الأخضر الذي ميّز حملة المرشح موسوي. لكن ما لم يتوقعه الكثير هو حدوث ما أصبح يسمى «ثورة التويتر».
ثورة توتر تلك لا تحتاج من الأسلحة إلا سلاح «140 حرف» تكتب على موقع التدوين المصغر الأمريكي ذاك الذي يحمل الاسم نفسه، واستطاعت تلك التقنية التي تبدو بسيطة في التأثير على مجريات الأحداث في إيران إلى درجة تدخل الإدارة الامريكية لدى إدارة الموقع حتى تعيد تشغيله من جديد وتوقف عملية الغلق المؤقت له من اجل الصيانة والتي كانت ستمتد إلى أسبوع كامل، فقد اتصلت الخارجية الاميركية بمسؤولي الموقع «لتلفت نظرهم الى ان الموقع اداة تواصل مهمة جدا، ليس لنا، بل في ايران نفسها»، حسب قول مسؤول لوكالة الانباء الفرنسية رفض الكشف عن اسمه. وفي نفس السياق أكد احد مؤسسي موقع تويتر بيز ستون بان اغلاق الموقع تم تأجيله دون الإشارة إلى طلب الخارجية الأمريكية، وقال مسؤول آخر في توتر ان الاقبال على الموقع في إيران مؤخرا كان «مذهلا». وأكد «فكروا بما يجري هناك وفي امكانية الاطلاع على تطور الاحداث في ايران في الوقت نفسه». وأضاف «فجأة كل ما يحصل هناك يبدو قريبا».
وكان المتظاهرون الايرانيون المشككون في نتائج الانتخابات الرئاسية قد لجأوا الى موقع تويتر لتنظيم انفسهم ونقل المعلومات بسرعة كما لم يحدث من قبل خاصة مع التشويش الذي حصل على شبكات الهواتف المحمولة. وبعدها دافعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على تدخل مصالح وزارتها لدى «تويتر» قائلة أن «الولايات المتحدة تؤمن بمبدأ حرية التعبير». وأكد «ومن بين وسائل التعبير فان استعمال موقع تويتر هو امر مهم جدا في هذا المجال ليس فقط للايرانيين ولكن ايضا لكثيرين من الاشخاص في العالم باسره خصوصا الشبان». ولئن ارتبطت هذه «الثورة» بتويتر فإنها لم تقتصر على ذلك الموقع بل أن المحتجين استعملوا الكثير من وسائل الإعلام الرقمية الجديدة منها «فليكر» للصور الفوتغرافية و»يوتوب» للفيدو، ومعظم القوات الفضائية العالمية ومع قرار منعها من تغطية الاحداث في إيران لجأت إلى «اليوتوب» بـ»تصوير هواة» لتدارك النقص في الصورة والمعلومة.
وقبل «ثورة تويتر» ي إيران كانت جمهورية مصر قد شهدت السنة الماضية ما يسميت بـ»ثورة الفايسبوك» التي «قادتها» فتاة مصرية اسمها إسراء عبد الفتاح، تحولت فجأة إلى واحدة من أشهر السياسيين في مصر، ولها صفحة في الموسوعة الإلكترونية الحرة، وهي التي دعت إلى إضراب عبر موقع الفايس بوك الاجتماعي يوم 6 أفريل 2008، مما أحدثت زلزالا في مصر وتم القبض عليها واعتقالها ليفرج عنها يوم 14 من نفس الشهر.
مرت «ثورة الفايس بوك» بسلام في مصر، وتواجه إيران حيليا تداعيات ثورة «تويتر»، ولا نعلم أي اسم ستحمله الثورات المرتبطة بالإعلام الرقمي الجديد لاحقا، والتقنية في تطور مستمر، وأنظمة الحكم مازالت تسير في الكثير من الحالات بعقلية «ما قبل الرقمية».
التعليقات (0)