مني أشرف الاسرائيلي باقة ورد الى قرية سلوان الفلسطينية وأهلها
السيد المدون سليمان ابو علان صباح الخير. قرأنا ما كتبتم في تناولكم (سوبارو سنرى من سيقف أمامك). كان الاولى بنا ان نعقب على الموضوع على صفحة مدونتكم لكنا فضلنا ان يكون موقفنا الواضح والصريح من هذا الموضوع بمتناول قراءنا وعلى صفحة مدونتنا. سيدي نحن نرفض وندين كل نشاطات مؤسسة العاد التي يرأسها دافيد باري، في قرية سلوان. ونقاطع نشاطاتهم وندواتهم. بل ونمتنع عن زيارة الموقع الأثري (مدينة داوود) منذ تسلمت جمعية إلعاد ادارة هذا الموقع. وانا هنا أتحدث باسمي وباسم جمعية بيت المقدس الاسرائيلية التي أتشرف بكوني ناطقا باسمها وممثلا لها في المحافل الاسرائيلية..
ان مجموع ما كتب بالعربية عن قرية سلوان لا يساوي حجم ما كتب عنها بالعبرية. لقد أفاضت الجمعيات الاسرائيلية في تناول هذا الموضوع وايصاله الى المواطن الاسرائيلي. بمقدورك ان تقرأ بالعبرية على الانترنت وعلى صفحات الصحف الاسرائيلية والمجامع الاكاديمية، أضعاف ما تكتبون عن هذا الموضوع، بل أشد نبرة وحدة واستهجانا مما يكتب بالعربية.
وهناك مواقع وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدني اسرائيلية رهنت نفسها وجهدها ووقتها لكشف وتعرية ما تقوم به مؤسسة إلعاد وخلافها وبالتالي طرح رؤى مغايرة وتصحيحات وتصويبات وتوصيات للحكومة الاسرائيلية التي فشلت حتى اليوم في كبح جماح أمثال هذه المؤسسات اليمينية..
سيدي الكريم.. لا يخلو المجتمع الاسرائيلي من حركات مسيحانية متعصبة وأصولية تنشط لما تسميه اعادة الحال الى سابق عهده، واحقاق الحق اليهودي التاريخي والحضاري في أورشالم على وجه الخصوص وفي ارض اسرائيل عموما.. ولا أكتمك خبرا بان قرية سلوان بنظر الغالبية في اسرائيل تخفي بين ثناياها اسرارا يهودية غابرة هي عزيزة على وجدان كل اسرائيلي. وغني عن القول إن الملك داوود يرتقي الى مرتبة سامقة في الضمير الاسرائيلي والذاكرة الاسرائيلية الجمعية. دافيد او داوود هو عظيم ملوك اسرائيل في كافة العصور والاجيال. الملك داوود يطرز اسمه علم اسرائيل فلمن لا يعلم نقول إن النجمة السداسية التي تظهر على العلم الاسرائيلي انما هي تقاطع حرفي الدال باللغات القديمة وهو الحرف الاول من اسم دافيد. والسائد في اسرائيل ان عاصمة داوود القديمة تقع اليوم في محيط البلدة القديمة في أورشالم (القدس) جنوبا باتجاه قرية سلوان المقدسية. واسم سلوان ليس بعيدا عن عبارة شيلواح العبرية التي أطلقها أسلافنا على نفس الموقع.
ولا أخفيك خبرا الهوس الاسرائيلي بلغ حد الجنون في الكشف عن خبايا وخفايا واسرار ودفائن بلدة داوود القديمة. ولا يكل الاسرائيليون ولا يهدأ لهم بال ولا يستقر لهم مضجع ولا ينامون الليل الا وقد اهتدوا على عاصمة داوود. لا يألون جهدا في اقتفاء أثرها وتتبع خطى داوود والحصول ولو على طرف خيط ليصلون الى مقره وقصره ومضجعه وبساتينه وأروقته التي كانت مقر حكمه ومنها كانت انطلاقة بني اسرائيل نحو تشييد ممالك اسرائيل القديمة. اذاً مدينة داوود هي معلم بالغ الرمزية يجسد عظمة اسرائيل ومجدها الغابر والحاضر..
لكن نحن في جمعية بيت المقدس ننظر الى الموضوع من زاوية مغايرة. فكل ما ذكر لا يبرر ان تعيث في قرية سلوان حفرا وهوسا وتنقيبا قد وصل جنونه الى حد التغاضي عن المساس بممتلكات أهل سلوان الفلسطينيين وخصوصياتهم. قلنا ونقول لهم ان لا صوت يعلو على صوت الحرية الشخصية واحترام ذات الانسان وكرامته وارضه وعرضه.. لا يعقل ان يصل جنون البحث عن داوود الى حد قض مضاجع سكان سلوان والنبش في ارضهم والعبث في سيرورة حياتهم الطبيعية.
كما اننا رفضنا ونرفض الاحكام القضائية، العادلة او الجائرة، التي صدرت عن دور القضاء الاسرائيلية لتثبيت الوجود اليهودي في اراض ومساكن ومواقع أثرية وغير أثرية في قرية سلوان. بصرف النظر عن شرعية هذا الوجود او عدمه. وبغض الطرف عن مدى مصداقية الحق اليهودي التاريخي في سلوان من عدمها. لن أسكن في قرية سلوان الا عندما يأذن لي السلوانيون بذلك. ولن أستولي على أراضيهم حتى لو باعوها لي بمال الذهب الا بموافقة أهل سلوان جميعا شيوخهم وأطفالهم ونساءهم.
من هنا ينطلق نقاشنا المرير مع بني جلدتنا من أمثال دافيد باري ورفاقه. صحيح ان أورشليم هي قرة عيننا جميعا. وصحيح ايضا ان اليهودي كل يهودي في اسرائيل او المهجر لا يكتمل دينه ولا تصح دنياه الا عندما تكون أورشالم في بؤرة اهتمامه وسؤدد فؤاده.. وغني عن التكرار ان اليهود ظلوا يرددون طوال الفي عام دعاء السنة القادمة في يروشلايم (القدس). ولا يختلف اثنان في اسرائيل ان كل يهودي يتمنى ويتضرع ويتوسل ان تطأ قدماه ثرى أورشالم وان يفوز بزيارة الى مرقد داوود الذي يقع في محيط قرية سلوان.
لكن وجودي بل حتى زيارتي لمهبط اسلافي في رحاب قرية سلوان لن يكون الا بترحاب من أهلها ولن يكتمل الا بمباركتهم ورفادتهم. فهم اليوم سدنة هذه البقعة المباركة وهم أهلها وأصحابها وأسيادها. ولن أطلق عنان معولي للبحث والتنقيب الا بموافقتهم ومشاركتهم. مليكنا داوود هو نبيهم داوود. وعاصمتنا التاريخية هي مسرى نبيهم. وارتباطنا التاريخي في هذه الارض لا يسمو فوق ارتباطهم. وحقنا في سلوان ليس أنصع من حق سكانها الفلسطينيين.
لا ينتقص هذا من حقنا التاريخي والحضاري والانساني في أورشليم وحاضرة أورشليم وأكناف أورشليم فهي مهبط أنبياءنا ومهوى قلوبنا ومقر ملوكنا. لكن هذا الحق لا يتأتى ولا يكتمل الا بانصاف سكانها الحاليين ومشاركتهم ومباركتهم.
ومن نافلة القول في اسرائيل ان تغاضي الحكومة الاسرائيلية عن نشاطات وفعاليات جمعية العاد وعطيرت كوهنيم وخلافها في أورشالم مرده الى الاحباط والمرارة التي اكتوى بها الاسرائيليون حينما بادرت الحركة الاسلامية في الداخل وبمشاركة ومباركة دائرة الاوقاف المقدسية الى اجراء اعمال توسعة وحفريات داخل حرم المسجد الاقصى ضاربة عرض الحائط ان مئات الالوف من اطنان التراب التي رمت بها خارج رحاب المسجد تحمل كنوزا أثرية لا تقدر بثمن. ورافضة العرض الاسرائيلي ان تكون هذه الحفريات بمرافقة ومراقبة علماء آثار اسرائيليين. وكأن لسان حال الحكومة الاسرائيلية يقول اذا كانوا يرفضون حتى متابعتنا ومشاركتنا واذا كانوا لا يتورعون عن القذف بآثارنا الى الجحيم فلماذا نراقب ونقيد ما تقوم به جمعياتنا من مساعي وحفريات ونشاطات لاحقاق الحق اليهودي في أورشليم. واحدة بواحدة.
لكن موقفنا ظل يقول ويلهج بان الخطأ لا يعالج بالخطأ. وجريمة أثرية لا تصلحها جريمة أثرية مماثلة. فلقد تجاوز الزمن نزوات السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم. لا يؤخذ اهل سلوان بجريرة الحركات الاسلامية. ولا يحمل السلوانيين أوزار هذه الحركات التي تنفي أي حق يهودي في أورشالم وارض اسرائيل. لن نهبط الى هذا الدرك ولن نعامل اهل قرية سلوان كما تتعامل معنا الحركات الاسلامية، وسنترفع ونتغاضى عن تضامن هذه الحركات مع سكان سلوان وتحريضهم لمجابهة ما تسميه سياسة التهويد الاسرائيلية في القدس. فيما يبدو لنا ازدواجية في المعايير وكيل بمكاييل وتعدد المعايير من طرف هذه الحركات التي تحارب التهويد من جانب وتشجع استئثار المسلمين بالقدس واستحواذهم على كل ما هو يهودي من جانب آخر.
من هذه الناحية ومن هذا المنظور ننظر الى حادثة دهس الطفل عمران منصور. الكاميرات والصور تبين ان قطع الطريق على دافيد باري كان مدبرا. وتبين كذلك بان دهس الطفل لم يكن متعمدا. دافيد باري يعلم بانه غير مرغوب به في سلوان الامر الذي أثر على سرعة محاولته في الهرب. وبالتالي صدم الطفل بشكل غير متعمد. باري حاول ان يشق طريقه ويهرب فوقع ما وقع. لقد تم فتح ملف قضائي بحقه لكنه لم يعاقب الى الان. اما نحن فلا نختزل موضوع سلوان بهذا الحادث بل نرفض وجود السيد باري اصلا في بلد هو غير مرحب به عند أهلها وأبناءها وأطفالها. فلا يلومنّ الاطفال ولا يندب حظه بدعاء اللهم اني أشكو اليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس وقد دخل هو على الطائف ينشد أهلها اتباع دينه... نحن لا ندخل الطائف وسلوان الا بمشيئة ورغبة وترحاب اهلها.....
وكل عام وانتم بكل خير
التعليقات (0)