كتبت له رسالة حب ، وعطرتها من عطرها ، 
وخبأتها بين أشيائها الخاصة ..
وأصبحت كل سنة تفتح هذه الرسالة ، 
وتقرأ كل كلمة وحرف فيها ، ثم تطويها برفق بعد 
أن تحضنها كثيراً ، قبل أن تعود بها لمكانها 
السري ..
،
ومضت السنين ، وتزوجت منيرة ، 
وأنجبت ثلاثة أطفال ، والرسالة ما زالت في مكانها 
الأول والخاص بين أشيائها ..
،
الأزهار تتفتح بجمال ألوانها وروائحها 
كل ربيع ، والأشجار تزهو بأوراقها مع ثمار 
الصيف والشتاء ، والأطفال أصبحوا شباباً
في مقتبل العمر ، والتجاعيد رسمت خيوط 
الطريق ، وانتظارات السنين ، على جبين 
وملامح عيون منيرة ..
،
وبعد كل هذه السنين الطويلة ، فتحت منيرة 
الرسالة ، وبدأت تقرأ فيها من جديد ، 
ولاح في الأفق القريب غمامة ، وارتسمت بين 
ثنايا عينيها وشفتيها ، فرحة وابتسامة ، 
وصارت ترقص وترقص ، محلقة كطائر النورس ،
وتهمس لروحها ولرسالتها ..
وجدته ..
أخيراً وجدته ..
،،
قلم رصاص :
ياسر حمّاد
التعليقات (0)