مواضيع اليوم

منى زكي

Riyad .

2022-01-27 09:01:26

0

 كُلوت منى زكي

أعتقد أن الغالبية شاهدت فيلم منى زكي الأخير على منصة نتفلكس، وأعتقد أن هناك فئة لم يروق لها بعض المشاهد بذلك الفيلم ولعل كلوت منى زكي من أكثر المشاهد التي تسببت في احتقان البعض ليس لأنه مشهد عابر بل لأنه مرتبط بالقيم العربية التي ترى الشرف محصور في العضو التناسلي للمرأة وما عدا ذلك فليس من الشرف في شيء..
المضحك المبكي في الأمر أن هناك فنانين استشاطوا غضباً من ذلك المشهد ومن الفيلم بأكمله وهم كانوا وما يزالون يقدمون اعمالاً تتنافى مع القيم العربية ومع مقايسهم التى أعلنوا عنها عندما انتقدوا الفيلم الأخير، ولا أدري مالسبب هل هناك غيره بين الفنانين أم أن المنصات الجديدة أكلت سوق الفنانين ولم يعد للشاشة الفضية أي مستقبل في القريب العاجل، الفن رسالة وتاريخ وما يقدمه الممثل سواءً اتفقنا معه أو اختلفنا ماهو إلا صورة مصغرة قدمت بطريقةِ فنية فذلك المشهد أو القصة ليست بضرب خيال بل موجوده بالمجتمع أياً كان ذلك المجتمع وفي قاموس الفن لا مكان للمثاليات. 
قد تقبل المجتمعات مناقشة قضاياها فنياً وقد يقبل المشاهد تلك المناقشة بتحفظ على بعض المشاهد، وما تم عرضه في فيلم منى زكي لا يعدو عن كونه قضية موجودة في المجتمعات رغم مثاليتها وهذا لا يعني اتفاق المجتمعات مع تلك القضية بل تسليط الضوء عليها فنياً قد يسهم في تحصين المجتمعات من انتشارها وهنا يبرز دور الفن في كشف الستار عماهو مسكوت عنه.. 
الغضب المجتمعي لا يمكنه ترشيد الفن الذي يُرشد الفن هو النقد الفني وهذا هو الحاضر الغائب، الشرف كلمة عربية محصورة في أعضاء تناسلية على الرغم من أن تلك الكلمة شاملة جامعة لكل ماهو إنساني كنصرة المظلوم واغاثة الملهوف والمحتاج الخ... 
العقلية العربية عقلية ترى الأشياء من زاوية انثويه وهذا ما ينكره البعض فلولا كلوت منى زكي ماغضب الغالبية ولولا كلوتها ما تداول المستشرفين مقاطع الفيلم، فالقضية ليست المثلية الجنسية التي حاول الفيلم الترويج لها بطريقةِ غير مباشرة بل في الكلوت لارتباطه بالانثى، الترويج للمثلية بات في أشد مراحلة وهذا لا ينذر بهدم المجتمعات بل بزوالها إلى الأبد، تسليط الضوء على المثلية الجنسية في الوطن العربي يعنى الدخول في عش الدبابير فمابالك بالترويج لذلك الفعل المضاد للفطرة السليمة . . 
في فيلم منى زكي نحنُ أمام حالة فنية قلبت الأوراق وقدمت كل شيء على أنه هو الواقع وهو الواقع لكنه مسكوت عنه فالمجتمعات العربية مجتمعات مثالية تؤمن بشيء وتمارس نقضيه، لن نعالج مشكلاتنا ونحنُ نخشى من طرحها للعلن ولن نحمي الأجيال القادمة ونحنُ نحاول غض الطرف عن واقع معقد شوهته المثالية وحولته لما يشبه لوحة بلا معالم واضحة .. 
ويبقى السؤال الذي يتكرر دائماً هل يمكن للفن أن يحل قضايا المجتمع؛ أم أنه لا يستطيع ذلك...... 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات