مواضيع اليوم

منوشهر متكي يفضح التدخل الفارسي في اليمن

منوشهر متكي يفضح التدخل الفارسي في اليمن

عندما بدأ النزاع الحوثي مع صنعاء يتصاعد في خانة الطائفية توجهت الشكوك نحو الدولة الفارسية بوصفها صاحبة سوابق عديدة في هذا المجال داخل المجتمعات والدول العربية ظنا منها أن الحقن الطائفي أو العرقي سيتيح لها الفرصة في إيجاد موطيء قدم أو مناطق وجيوب نفوذ تضغط بها على الدول العربية المحورية والغنية الثلاثة على وجه التحديد وهي العربية السعودية والعراق ومصر.
وخلال الفترة السابقة كنا نرى في الحوثي عربيا متمردا على حكومته ليس إلا لأسباب تتعلق بالتهميش على علاته . ولأجل ذلك لزم معظم العرب الصمت تقديرا لحساسية الموقف وذلك على الرغم من أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأكثر من متحدث رسمي كانوا يوجهون أصابع الإتهام للدولة الفارسية بأنها وراء التسليح والتدريب بل والمشاركة بالخبراء في هذا النزاع لمصلحة الحوثيين بهدف تحويله من نزاع مطلبي يمكن حله على مائدة المفاوضات إلى نزاع طائفي يمزق النسيج الاجتماعي للدولة اليمنية وبوصف أن النزاعات الطائفية من أكثر أنواع النزاعات الداخلية ضرواة وقساوة وإستعصاءا على الحل العقلاني المنطقي... وبالطبع كل هذا الدمار يرخص في سبيل أن يجد الفرس لأنفسهم جيب حدودي مباشر مع العربية السعودية ينفثون من خلاله سهام سمومهم وأحقادهم وغيرتهم التاريخية من العرب وأرض الحرمين الشريفين التي انطلقت منها جحافل الفجر العربي الإسلامي لتنشر الفضيلة وتمحو الرذيلة من سور الصين شرقا إلى الأندلس غربا.
مضى الأمر إذن في ظل صمت عربي إلى أن فضح التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي حقيقة التدخل الفارسي في الشئون العربية الداخلية ومحاولاتها اليائسة للهيمنة على المنطقة في زمن لم يعد فيه للهيمنة من مجال في وجود قوة عظمى أحادية الجانب بحجم الولايات المتحدة تستطيع بواسطة الأقمار الصناعية لا غير إعادة دولة مثل إيران إلى العصر الحجري في خلال خمس دقائق دون أن تجبر نفسها على إنزال جندي واحد داخل أراضيها . وسواء إمتلكت إيران قنابل نووية  وصواريخ إقليمية عابرة أو لم تمتلك.
 إن وصف متكي لحالة دفاع العربية السعودية عن نفسها وحرمة حدودها وأراضيها بأنه تدخل أجنبي في شئون دولة أخرى جانبه الصواب من عدة جوانب أولها أن السعودية قد أجبرت على اتخاذ موقف يكفله لها القانون الدولي فيما يتعلق بحقها في صيانة حدودها ووحدة أراضيها وأمن مواطنهيا . والثاني أن العربية السعودية في علاقتها باليمن العربي السعيد ليست بالدولة الأجنبية بل كلاهما أشقاء يجمع بينهما من الأواصر والعلاقات الأزلية ما يكفي ليكون دافعا وحافزا للحفاظ على المصلحة المشتركة . وقد كان لكلا البلدين في علاقتهما المتبادلة مواقف إيجابية فاعلة تصب في خانة القناعات بالوحدة العربية والمصير المشترك .
ثم أننا إذا فرضنا جدلا رغبة العربية السعودية في التدخل المباشر لحماية اليمن من التهديد الذي يتعرض له نسيجه الاجتماعي والمدعوم من إيران فلابد هنا من التذكير والإعادة إلى الأذهان بأن كلا البلدين عضو في الجامعة العربية وبإمكانهما تفعيل قرارات الجامعة العربية الصادرة بشأن حق الدفاع العربي المشترك .. وكذلك الحال بالنسبة لعضويتهما المشتركة في دول مجلس التعاون الخليجي.
إن مزاعم الحكومة الفارسية بأنها لا تدعم الحوثيين رسميا وأن الدعم يأتيهم من جمعيات دينية فارسية هو منطق غير مقبول ولا مقنع ولا كريم ، عدا كونه لف ودوران لا يخيل خبثه على أحد ولا يدخل رأساً ولا قبلاً أو دبراً ، إذ أن لدى السلطات الفارسية الرسمية من إمكانات وقوانين ما يتيح لها أن تمنع سريان هذا الدعم وتوقفه عند حده لو كانت ترغب ... ولكنها قطعا لا تتمنى ذلك بل على العكس فإنها تعطي الهبات
المالية لهذه الجمعيات الطائفية المتطرفة باليسار لتعطيها هذه عيانا جهارا للحوثيين وغير الحوثيين باليمين... وفوق ذلك تسمح لها بجمع التبرعات وشحن الأسلحة وإرسال الخبراء العسكريين عبر جيبوتي وأرتريا وقراصنة الصومال على عينك يا تاجر بعد دفع الرشاوي (الشرعية) للمسئولين في هذه الدول الفقيرة .... إنه إذن تدخل في شئون الدول العربية الأخرى تمارسه الجمعيات الطائفية المتشددة لحساب الحكومة الفارسية بالوكالة ليس إلا.
وعلى الحوثيون العرب أن يدركوا في نهاية المطاف أنهم ظلوا أكثر من 1400 عام في أرضهم دون أن يرهقهم أحد بسوء . وكذلك لا يتمنى عربي من الخليج إلى المحيط بأن يصيب الحوثيون الغبن أو الظلم لأن الذي يجمع بينهم وبين العرب هو أكثر بكثير مما قد يفرق . بل على العكس نؤكد وقوفنا معهم في مجال مطالبهم إن كانت عادلة وتصب في خانة الحقوق الشرعية التي يكفلها الدستور لكل مواطن دون حاجة إلى حمل السلاح والاستعانة بالأجنبي الذي لا ينشد سوى مصلحته الضيقة . وبالتالي فإن على قيادات التمرد من أشقاءنا الحوثيين أن يربأوا بأنفسهم وتاريخهم الناصع ودماء شبابهم وأطفالهم أن تكون وقودا رخيصا لأحلام الفرس الغير منطقية واللاعقلانية في ظل وجوار العربية السعودية الدولة القوية المتماسكة النسيج ذات الإمكانات العسكرية والمالية الهائلة ولها الحق في الدفاع عن نفسها.
إن تصريح عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الفوري ردا على تصريحات متكي التي فضحت التورط الفارسي الرسمي في بلاد اليمن السعيد لابد أن يصحبه اجتماع لمجلس الجامعة ووزراء الخارجية العرب على اعتبار أن هناك بالفعل تدخل خارجي أجنبي فارسي واضح وصريح وسافر الآن في الشئون الداخلية لدول عربية هي اليمن والسعودية مجتمعتين .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات