منهج الراب الإسلامي منهج الإصلاح المستقيم
تطمح كل أمة إلى تحقيق الإصلاح الشامل في مختلف ميادين الحياة، فمن أجل قيام الإصلاح قولاً و فعلاً مقدمة الحياة الكريمة فهي لا تتوانى بالتضحية بكل ما تملك من أدوات بغية الوصول إلى الأهداف التي تسعى وراءها و تطمح في قيامها على أرض الواقع فترى مظاهر السعادة و تباشير الكرامة الإنسانية تعلو محيا أبنائها و تسكن في نفوسهم و تقدم لهم سبل النجاح المؤكد، ومما لا يختلف عليه إثنان أن هذه المقدمة هي من بديهيات المجتمعات البشرية التي عاث فيها الفساد و الإفساد و ضرب أغلب أركانها المهمة التي تقوم عليها، فلا وجود لما يوحي بأن الفرد يعيش حراً كريماً يسير بمنهاج مستقيم و يمارس شؤون حياته بما يتماشى من متطلبات الشريعة السمحاء، فيقدم النجاحات الباهرة في جميع نواحي الحياة، فالفساد صال و جال فيها، الظلم و الاضطهاد تغلغل فيها، السرقات و السلب و النهب أصبح من المسلمات فيها، ضاعت الأخلاق، انقلبت الموازين، المال السحت و الحرام أصبح معياراً للإنسان على أخيه الإنسان، فغابت أسس التقوى و ملامح الإيمان و اختفت بشائر الأخلاق المثلى، الذئاب البشرية الفاسدة تحكم بمشاريعها الفاسدة التي لعبت دوراً كبيراً فيما وصلت إليه الحياة الاجتماعية إلى ما لا يُحمد عقباها و مارست دوراً عظيماً في محاربة الإصلاح الحقيقي الصادق و إعادة الأمة إلى المربع الأول من جهل و ضلالة و تخلف و انهيار أخلاقي من مثلية و شذوذ لا أخلاقي عصف بها بسبب ذئاب الغابة الحاكمة المفسدة، فقد أصبح عمادها – أي الأمة – يعاني الأمرين، فبين مطرقة عالم الجريمة و تأثير المخدرات و هيمة الفكر الإلحادي و تغلغله بين صفوف الشباب و دعوات تكفيرية و كفر و الشرك نشرتها الايادي الخفية بين أبناء هذه الشريحة حتى باتت تقف على مشارف الهاوية لكن مهما حاولت و تحاول قوى الشر و الرذيلة و الفساد و المخدرات و المثلية إلا أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه فقد لمع نجم شبابنا الواعد وهم يحثون الخُطى نحو إعادة رسم خارطة طريق المجتمع من جديد و تقديم كل السبل الممكنة في سبيل إنقاذ الشباب من مخاطر تلك المستنقعات الضحلة و هدم مشاريع الذئاب التي تعمل على الاصطياد بالماء العكر و نسف تلك المشاريع جملةً و تفصيلاً و بناء الشخصية الإنسانية بناءاً متكاملاً تتجلى فيها أجمل صورة الأخلاق الفاضلة و الحياة الحرة الكريمة و تعلو فوقها نجوم التقوى و الإيمان وقد تجسدت كلها في مشروع الشباب الواعد الإصلاحي الذي استلهم فكره و منهجه الإصلاحي من وحي الفكر المتين و المنهج القويم للمعلم الأستاذ الصرخي الحسني الذي لا زال يقود المشروع الإصلاحي الإسلامي الكبير من خلال طرح كل المقدمات التي تتكفل بخروج من كل ما يتعرض له الإنسان من مشاكل وفي جميع نواحي الحياة و تربية الفرد تربية صالحة تجعله قادر على تطبيق تعاليم السماء على أحسن وجه فينال رضاها و يفوز بجنانها الفسيحة، ولنا في مهرجانات الراب الإسلامي و الشور وما يُطرح فيها من دعوات إصلاحية و نشر لقيم الوسطية و الاعتدال و التطبيق الواقعي الحي لها و السعي الجاد في لم الشمل العربي الإسلامي .
بقلم محمد الخيكاني
التعليقات (0)