منهج الارتداد

مُرتَدَة ، هَذِه أنَّا حَقِيقتِي التِي لابد لَهَا أنْ تَظْهَر ذَات يَوْم ، وَأظنُه قَدْ حَان .

مُرتَدَة .. وَكُل الارتِدَاد إنْكَار لِلعَقائدِ ، ولَيّسْت كُل العَقَائِد مُنزلة ، وَليَس كُل الارتِدَاد كُفْر .

فِي صَبَاحٍ تَعْيسْ كَكُل صَبَاحاتِي قررتُ أن أتَمَرد عَلَى شَيء أظننِيَ ْلم أستُوعبه كَاملاً حَتَى الآن ، بِبَسَاطَة أنَا أكرَهُ نَمَط حَيَاتي ، أكره يَوميَاتِي البَائِسَة ، أكرَه مَا أُلزمتُ بِهِ مِنْ مُعتَقَداتٍ وتَعَاريِف . وَلطَالمَا رَغبْتُ فِي التَغرِيد بَعِيداً عَن القَيدِ وقَسْوةِ الحِسَاب .

الأمس كَان 15 - 7 -2010 .. أنتَظر فِي آخر هَذَا الشَهْر حَادِث سَعِيد رُبَمَا سَيُغير مَسَار حَيَاتِي لِلأبد .

 قَرَرتُ أنْ أجعَل الأمس هُوَ آخر يَومِيَاتِي السَخِيفَة ، قَررت أنْ أتَجدد مُنْذ اليَوم ؛ قَررّتُ أنْ أَتنفس بِرئة جديدة اليَوم الموافق 16 يوليو  2010 .

حَتَى أني قُمتُ بإزَالة الغُبَار عَنْ غُرفتِي التِي لم ألمسهَا مُنذُ ثَلاثة أعوَام , ويَاله مِنْ حَدث جَلَل عَظِيم ، أدهَشَ كُلَ مَنْ حَولِي ، خَاصة عِنْدَما أخبَرتهم أنني أخيراً سَأبات فيها ليلتي ، فبِالرغُم مِنْ نِظام غُرفتِي إلاَ أنهَا كَانت كَالكهف المَهجُور ، كَالخَزِينَة المُهملة ، رَشْشتها بِمَاءِ الوَرد الذِي أعْشَقُه ، وَرتبتُ أغراضِي بِطَريقَة مُغَايرَة ، حَمَلتُ تِلكَ الصَنَاديق التِي كَانت مُعدة لانتِقالي لِحَياةٍ جَديدَةٍ وأبعدتُها عَنْ مَرمَى بَصَرِي .. لا أريد أنْ اُفكِر إلا فِي جدوَلِي الحَالِي ، رَتبت الالتِزَامَات المُستعجلة جَعلتها قَائِمَة لنْ أهدأ قَبل أنْ أُنهِيهَا .

 أنَّا لَسْتُ نَاقمَة عَلى قَدَرِي حَتَى لا يَتَصور البَعْض أنِي بِصَددِ عَرض فكر إلحادي مُتَهور مَثَلاً ، ولِيَلعنني الجَميع ، لكنْ لِيسْتوعِبُوا أوَلاً أنِي لنْ أُقابِل لَعناتِهم إلا بِابتِسَامةٍ لَطَالمَا تَعْلمتُ رَسمَهَا بِدبلومَاسية مُتقَنة كل ما أنا عليه هو حالة من التراجع .. هو ليس كأي تراجع ، فأنا أتراجع من الهزيمة للانتصار ، وسأنتصر على نفسي قبل أي شيء آخر سَأهزِم جُيُوشَ الاستِهتَار واليَأس والبُؤس وَالضَيَاع ، سَأهزم المَرض ، والوَخْم ، والبُكَاء ، سَأهزِم الغِيرَة المَجنُونَة ، وَاَلقلق المُبَالغ فِيه ، والسَعْي خَلفَ الوَهْم الكَبِير ، سَأقتل ذَاكرتِي الحَزينَة ، وأستَرجِعُ دَقَائِق البهجة دُونَ سِوَاها

أنَا المُرتَدَة .. حَتَى أُرضِينِي .