لروحك ايتها الاميرة ..
الاميرة التي عرفت , كيف تكون اميرة الاميرات , بحنانها و عطفها اللامتناههين و بلكنتك التي طالما خدعتني بها كما الكثيرين , فقد كانت لكنة محبوبة على قلوب الصغار , كانوا ينتظرونك في الشمس على الطرقات و تحت الاشجار واقفين و يأبون الجلوس في انتظار رؤيتك , يريدون ان يكونوا في انتظار موكبك , موكب الاميرة - كما كانوا يسمونه , موكب الاميرة الجميلة , اميرة الاميرات . اليك ولائي الابدي , اليك يا صاحبة السمو واجب الاحترام , مني و من كل من عمل في رفع شقاء الطفولة البريئة , لك الاحترام الذي يكنه الصديق للصديق , لا لمصلحة و لا لطمع و لا لنيل او لغرض او لهدف .. اليك محبتي و خالص مودتي و امتناني , و صلواتي ان يتغمدك الرب بملكوته في عليائه . امين , امين .
لا زالت كلماتك التي القيتها في اول لقاء جمع بيننا " كن انت الراعي .. تتبعك الخراف , لا تندم على الفشل , بل اعتذر و تابع العمل .. من لا يعمل لا يخطيء , رسالتنا ان نبتسم و نتعالى على الجراح , لنضمد جراحا اوجع من جراحنا , لنداوي الام البؤساء و المستضعفين , الذين فقدوا كل شيء و نحن لا زال لدينا كل شيء , كل الاطفال احبابنا , هم ملائكة حقيقيون , فلم نتركهم و نسلمهم بايدينا الى الشياطين ... ؟ "
نعم ايتها الطاهرة .. نعم ايتها القديسة , خطواتك كانت واسعة ممتدة , تتسابق مع الزمن الى حيث لم يستطع غيرك الوصول اليه . في سباق الى فعل الخير و توزيع بشائر المحبة و الانسانية , دون تمييز بين البشر , مخترقة كل الحدود , ضد سخريات القدر . و غدر الانسان للانسان و هزيمته النكراء امام نفسه , بضعفه و عجزه عن تحدي جشعه و بشاعة فعله .
اعلم ان كلماتي تصلك لاول مرة بلغتي و باحرف لا تعرفينها , لكن روحك القديسة و ملاكك الامين يوصلانها اليك كما هي من قلبي و عبردموعي و المي الشديد على فراقك الذي ادمى قلبي .. انها العبرات التي لا تفارقني منذ ان تلقيت الخبر المشؤوم .. خبر موت التراب , موت الفناء و بقاء الروح الابدية في سرمدها في عليائها .. حيث يكون امثالك من الطيبين الذين اعطتهم الدنيا فلم يبخلوا على من حرموا منها .
فذة فريدة انت , قلة هم من عملوا كما عملت و كما اخترت , منذ طفولتك و انت تحلمين ان تكون ملاكا , تحملت المشاق كلها , استنكرت كل المباهج و البروتوكولات و حفلات البذخ و الاستهتار, اردت ان تكون لك الدنيا ممرا و جسرا الى القلوب الصادقة , الى من يحبك لانسانيتك , عبرت القلوب الصغيرة و الكبيرة , تلك القلوب التي تعلقت بك و تعلقت بها . فذوبت الفوارق و ازحت عنك هالة السطوة بالمحبة , تحملت الصعاب لاسعاد ارواح ظمأى الى العطف , فتركت كل ما حولك من ابهة السلطة و عظمة الآمر الناهي و فخامة المكانة و الرفعة . اغضبت الاهل و الحاشية , فطردوك من جنان زيفهم و نفاقهم , تركت الانوار الكاشفة الخادعة حتى تحققي الحلم , فكانت اياديك البيضاء في كل مكان ذهبت اليه . تنشرين المحبة و الطمأنينة , تمنحي السعادة و تنيري بضيائك حياة اخرى , تمنحين الامل لمن ضاقت بهم سبل الحياة ..
فكانت الفاجعة في خبر صعقنا جميعا , انا و هؤلاء الذين نهلوا و نعموا حتى الثمالة من عطاياك الكثيرة , خبر كنا لا نريده ان يكون . جاءك المرض لم يرحمك بقسوته و شدته كنت تتعذبين بصمت , تصرخين بصمت , قاومت ببسالة المحاربين و بارادة لا تلين و كأن الحياة تقس عليك لتقول , هذا الذي يعانيه الضعفاء و المساكين , كي تعلم كم كنت عونا لهم في امضاء عزمهم و تقوية ارادتهم و دعمهم في تحد الالم .. مرضك الذي اقعدك كان يفتك فينا قبل ان تشعرين به .. لانك شعرت بنا جميعا منذ سنين و سنين .
من لهؤلاء من بعدك ؟؟ من يفف عنهم غلواء ايامهم من بعدك ؟؟ اعلم ان وصاياك عديدة و كلماتك يرددونها في ترتيل .. لكنهم سيفقدون عطفك , حبك , لمساتك و تواجدك بينهم , سيفتقدون يد الام الرؤوم الحنون , اليد التي تمسح دموعهم و تواسيهم و تنشلهم من عثراتهم , اليد التي كانت تمدهم بالشجاعة و على مواجهة ظروفهم البائسة الشديدة الحزن ..
سالم الحزين
عني و عن المحرومين .
التعليقات (0)