بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي
لا شك أن حديثي هذا عن منظمة الدعوة الإسلامية في اندونيسيا لن يعجب كثيرا من الاندونيسيين الذين يرون أن هذه المنظمة مجهولة الاتجاه وما ذاك إلا لأن أتباع هذه الجماعة وعلى رغم كثرتهم لا يحبون الظهور الإعلامي وإن أحبوه فهم لا يجيدونه على غرار منظمة المحمدية أو نهضة العلماء أو جمعية الإرشاد وكلهم محصورون في اندونيسيا خصوصا ، ولكنني وبعدنا سمعت الكثير من الاتهامات عنهم بحثت وقرأت ودرست وقابلت العديد منهم وعرفت أنهم بكل بساطة جماعة على الكتاب والسنة لا يفرضون مذهبا معينا فهم سلفيون وعلى منهاج التوحيد ولهذا فقد سارعت المنظمات الأخرى بشن الحملات عليهم بنشر قصص كاذبة تارة والتهجم على فكرهم تارات عديدة وأنا هنا لست بصدد الترويج لهم أو الدفاع عنهم فهذا شأنهم ولكنني أذكر أن العديد من الأصدقاء حذرني منهم كأصحاب فكر منحرف وعندما تبين لي خطأ الاتهام بحثت عن أصولهم ووجدت للأسف عددا من أصحاب الأقلام المأجورة قد نشرت أكاذيب عنهم واتهمتهم بأنهم هم "الأحمدية" والمقصود "القاديانية" ، والآخرون اتهموهم بأنهم من التكفير والهجرة وأنهم يعتقدون انه من ليس منهم فهو كافر ، وكل هذا باطل جملة وتفصيلا ، فهم جماعة فكر وعلم وتوحيد يدعون للعلم وينتهجون نهج السلف الصالح في كل مسلكهم وعبادتهم ويرحبون بأي حوار وأي نقاش قائم على احترام الآخر ، ومكاتبهم مفتوحة للجميع ولهم تواصل مع جميع الحركات والجمعيات الاندونيسية ، كما أن نشاطهم الدعوي قد بلغ مداه حيث أن عددهم رسميا فاق 15 مليون منتسب ولهم أكثر من 4000 مركز ومئات المساجد والمدارس والمعاهد ، وأخيرا وجدت حكومة اندونيسيا أنها قد أخطأت في البداية بإبعادهم عن نشاط وزارة الأديان الرسمي وأنها سمعت ضدهم من أصحاب الفتن " والعمامات مختلفة الألوان " وأنها كانت ضحية فتنة أوقعها بها سالفو الذكر فأكرمتهم وسمعت منهم ، وللحقيقة أقول : إن الذين يشوهون صورتهم وسمعتهم إنما ينطلقون من أحد الفريقين إما التشويه عن جهل وعدم دراية أو عن علم وخبث وهم المأجورون، ومثال على ذلك ما كتبه أحد الاندونيسيين في صحيفة اندونيسية ويدعى " هرتونو احمد جائز " وهو صحفي يتبع منظمة المحمدية وعند البحث عن المذكور تبين أنه اعتاد التطاول على الجماعات والرموز الدينية كنوع من التقرب لجماعته المحمدية وهو صاحب علاقات مشبوهة وقد استدعته الأجهزة الأمنية أكثر من مرة وله مجلس جدال في إحدى الجامعات الإسلامية الاندونيسية . ولأن الصحافة هي مهنة البحث عن المعلومات فما توفر لدينا من معلومات عن المذكور ترقى لمستوى "الإجراءات الخاصة بالأمن" وليس للنشر والتشهير ولعل أفضل تشبيه لهذا الصحفي هو قول الشاعر العربي "إذا أتتك مذمتي من عدو فهي الشهادة لي بأني كامل" مع مراعاة تعديل كلمة "عدو" إلى "سفيه" عند الضرورة. إن المدعو "هارتونو" عندما تطاول على منظمة الدعوة الاسلامية كان يعلم أنهم أطيب بكثير من أن يقوموا بالرد عليه أو نشر أي شيء ضده لأن هذا ليس مسلكهم أو منهجهم ، وأنا عندما اطلعت على بعض ما نشر وأنه صب جام غضبه عليهم لأنهم من أتباع السلف الصالح كان لابد لي أن أوضح ما توصلت إليه ، ومن الغريب أن نجد أن كل الذين يتهجمون على منظمة الدعوة الإسلامية في اندونيسيا هم من المقربون تماما لبعض الجهات المشبوهة وأيضا لهم ارتباطات وربما رواتب ومنح من سفارة أو أكثر اعتادت الإساءة لكل ما هو سني أو سلفي وللأسف بعض مسؤولي المحمدية يسرهم ذلك ويرضوه وخاصة أن عددا كبيرا من جماعة المحمدية مشوشو الفكر وفاقدون للبوصلة تماما ، ومن المشبوهين أيضا شاب مغمور اسمه أمين جمال الدين سبق أن قرأت له موضوعا عن منظمة الدعوة الإسلامية يتهمهم فيه أنهم يكفرون من ليس منهم وأنهم لا يصلون إلا في مساجدهم ومن هذا الكلام وكله عار من الصحة فهم يستغلون المجتمع الاندونيسي الذي يصدق كل ما ينشر ولا يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة فمنظمة الدعوة الإسلامية في اندونيسيا هي جماعة إسلامية سنية على كتاب الله وسنة رسوله تسعى لتعليم أفرادها مختلف العلوم وتتخذ لنفسها نهجا علميا قائما اساسا على عقيدة التوحيد ولهم في حياتهم التنظيمية خمس مبادئ ومراحل يسيرون عليها أولها العلم ثم العمل ومن ثم الدعوة وبعدها التواصل وآخرها الطاعة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وأما أصحاب الأقلام المشبوهة من منتسبي الجماعات المختلفة فنجد أن مبادئهم تكون بالطاعة أولا والطاعة آخرا ، وتقديس "الحبيب" إن صح التعبير
التعليقات (0)