منظمة التحرير الفلسطينية والجسم البديل
بقلم / حسام الدجني
أثارت تصريحات السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس", حول إيجاد مرجعية جديدة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية ردود أفعال متباينة انقسمت بين مؤيد ومعارض لمثل هذه الخطوة.
لابد عند الحديث عن منظمة التحرير الفلسطينية الإشارة والوقوف بكل احترام وشموخ عند تضحيات شهدائها, وآلام جرحاها, وعذابات أسراها. فقد سطرت منظمة التحرير تاريخها بالدم, وانتزعت شرعيتها من مخالب الشيطان المغتصب لقضيتنا وحقوقنا, فهي ارث تاريخي, وتجسيد للكيانية والهوية الفلسطينية.
صحيح أن منظمة التحرير الفلسطينية شهدت تحولا سياسيا جوهريا عندما قبلت بمقررات مؤتمر مدريد للسلام في نهاية الثمانينات, وصولا إلى توقيع اتفاق أوسلو عام 1993, وتغيير الميثاق الوطني الفلسطيني بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام1998, والذي انتقلت منظمة التحرير من العمل المسلح كخيار استراتيجي, إلى تبني خيار المفاوضات والتسوية, ومع إنشاء السلطة الفلسطينية, أهملت مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية, وأصيبت بالترهل, حيث توفى بعض أعضاء المجلس الوطني واللجنة التنفيذية, وأصبحت السلطة الفلسطينية هي الهم الشاغل للساسة الفلسطينيين, وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى, وزيادة شعبية الحركات الإسلامية على حساب حركة فتح التي دفعت فاتورة الفساد داخل السلطة الفلسطينية, تم الاتفاق في القاهرة (2005) على إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية, ومنذ ذلك الوقت ظل الملف مجمدا, وعلى ما يبدو أن السيد خالد مشعل أراد من توقيت الإعلان عن إنشاء جسم بديل للمنظمة هو الاستفادة من نتائج حرب غزة وطرح ملف منظمة التحرير على طاولة الحوار والمصالحة في القاهرة, من خلال رفع سقف المطالب السياسية لحركة حماس.
وأتمنى على جميع المفكرين والقادة وأصحاب الرأي التوقف عن سيل الاتهامات لبعضنا البعض, واستغلال الوقت للدخول في حوار جدي ومعمق ترعاه الشقيقة مصر, يكون على رأس أولوياته إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية, لتبقى المظلة التي يستظل بها الفلسطينيون في الداخل والشتات.
حســام الدجنــي
كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
التعليقات (0)