منظمات حقوق المرأة . هي لحرية (ام لتعرية) المرأة؟
انتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة المطالبة بحقوق (أوحرية) المرأة ، وتم تشكيل عدة هيئات وجمعيات ومنظمات للمطالبة بتلك الحقوق (الحرية) ، منها ما هي حكومية تتبع بعض الحكومات ، ومنها ما هي اهلية تخص مجموعة او فئة معينة من الناس . والكل منها يدعو الى تحرر المرأة من قيود العبودية للرجل ، ومنحها كافة الحقوق التي للرجل ، والمساواة بينها وبين الرجل ، وكأنها بالفعل تعيش تحت قمع العبودية والرق ، وان للرجل حقوق اكثر من تلك التي للمرأة .
فما ان تسمع تلك الهيئات والمنظمات عن حالة اعتداء على امرأة الا واثارة ضجة حول هذه النقطة ، واقامت الدنيا ولم تجلسها رافعة بذلك شعار حقوق المرأة عاليا ، ومطالبة بتحرر المرأة بصوت صارخ ، كل ذلك يتم في لحظة واحدة وبسرعة لا متناهية ، دون ان تكلف تلك الجهات نفسها وتتعب حالها ولو قليلا بالبحث عن سبب هذا الاعتداء ، وهل هذه المرأة مظلومة ام ظالمة ؟ فقد تكون هي الظالم والطرف الاخر هو المظلوم ، وان ما لافته هو من جراء ظلمها للاخرين.
وتزيد تلك الجهات من لهجتها واتهاماتها للطرف الاخر اذا ما كان يتبع الدين الاسلامي ، فتقوم (تلك الجهات) بتصوير الاسلام على انه دين ينزع الحريات من اصحابها (وبالاخص المرأة) ، ويصورون المرأة في الاسلام وكأنها جارية مملوكة لدى الرجل ، ليبدأوا بعد كل ذلك بكيل التهم للاسلام ، وانزال اقصى الشتائم عليه وعلى رجاله ، بدعوة المطالبة بحقوق المرأة .
دون ان يكون للبعض منهم اي اطلاع على الدين الاسلامي وما منحه من حقوق للمرأة ، والبعض الاخر قد يعلم ذلك ولكن لما في نفسه تجاه الدين الاسلامي يخفي الحقائق ويظهرها للاخرين بشكل معكوس .
في حين ان الدين الاسلامي كفل المرأة -منذ ولادتها الى مماتها- ومنحها حقوقا تناسب طبيعتها (النفسية والجسمانية) ، فكفلها في بيت ابيها والزم الاب عدة حقوق لها ، منها حسن تسميتها ، وتأمين مسكنها ومأكلها وملبسها ، بالاضافة الى حسن تربيتها ، كما كفلها في بيت زوجها ، والزمه تأمين مسكنها وملبسها ومأكلها ، بالاضافة الى حسن المعاشرة ، وفي حال التعذر عن حسن المعاشرة فالحل الفراق فشرع الطلاق .
اما تلك الهيئات والمنظمات التي خرجت ولا تزال تخرج لنا بين حين واخر ، فهي لا تلزم الاب بشيء من ذلك ، كذلك الزوج لم تلزمه بشيء من حقوق الزوجة عليه ، وجعلت المرأة ملزمة بالعمل والكد والتعب من اجل ان الحصول على لقمة العيش لها ، ولكي تحافظ على بقائها في الحياة .
كما انها اتخذت من شعار الحرية والتحرر وسيلة لجعل المرأة سلعة تقيم بالمال ، فدعت الى نزع المرأة للحجاب واستحسنت تعري المرأة اما الناس وفي الاماكن العامة ، لتنقل تلك الجهات (منظمات حقوق المرأة) المرأة من تصنيفها (الذي منحها خالقها تبارك وتعالى عبر الدين الاسلامي وسائر الاديان السماوية ) كانسانة ومتممة للرجل الى شهوة وغريزة تقيم بالمال ، حالها كحال اي سلعة بالاسواق . فنرى هذه الهيئات والمنظمات تسكت عن شواطئ العراة ودور الدعارة وممارسة مهنة الرذيلة من قبل المرأة بحجة الحرية ، في حين انها لا تقبل لبس المرأة للحجاب ولا تعتبره حرية شخصية لها .
ففي اولمبياد سدني في استراليا عام 2000 م ، عندما طالبوا بضرور لبس السباح من الجنسين لباس يستر الجسم كاملا ، ثارت منظمات حقوق المرأة واعتبرته حجب للحريات ، وطالبت بعدم تطبيقه على النساء ، في حين انها سكتت عندما طبق على الرجال ، ولم تحتج على ذلك بانه من منع الحريات .
وبقيت المرأة بعدها تسابق وتنافس وتعمل وتسير في الشوارع وتذهب اينما تريد وتعمل ما ترغب ، بلباس شبه عاري ، وبجسم غير مستور ، ولتكون المرأة مجرد غريزة حيوانية تسير في الشوارع على قدمين .
فهل منظمات وهيئات حقوق المرأة هذه تدعوا الى حرية المرأة ؟ ام الى تعرية المرأة؟
التعليقات (0)