مواضيع اليوم

منظمات حقوق الأنسان الأنتقائية

زين الدين الكعبي

2009-07-26 16:19:38

0

                                                                 

تخطط جماعات مؤيدة لحقوق الإنسان لتنظيم مسيرات في  عشرات المدن حول العالم السبت، للتضامن مع الإيرانيين الساعين نحو الديمقراطية والحقوق المدنية، وللتنديد برد حكومة طهران العنيف على احتجاجات نتائج الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو/حزيران الفائت.

وقالت حركة "متحدون من أجل إيران united4iran" إنها تأمل في خروج مسيرات تنديدية أمام سفارات إيران وعدد آخر من المواقع . وأوضحت المنظمة، وتصف نفسها بأنها حركة غير حزبية مكونة من أفراد ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وليس لها أجندة سياسية، أن "هدفها إدانة الانتهاكات المنظمة والمنتشرة ضد حقوق الشعب الإيراني والدعوة للحفاظ على حقوقهم الإنسانية والمدنية." وذكرت المنظمة أن الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، ومنظمتي العفو الدولية "امنستي" إلى جانب "مراسلون بلا حدود" من رعاة مسيرات السبت. وزعمت أن عدداً من التنظيمات العربية منها "معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، و"مركز البحرين للحقوق الإنسان" و"لجان الدفاع عن الديمقراطية الحرة وحقوق الإنسان في سوريا" تتضامن جميعها لدعم الإيرانيين.

 الخبر اعلاه ورد في عدة مواقع اخبارية اليوم . واذا ما تحققت هذه المظاهرات يوم السبت القادم فنحن سنشد على يد هذه الحركات والمنظمات في دعمها للشعب الأيراني  اللذي يحاول استرجاع اصواته ممن سرقوها , الا اننا نتسائل هنا كيف استطاعت جميع هذه المنظمات والحركات الأيرانية والدولية والمصرية والبحرينية والسورية من التنسيق فيما بينها بهذه الدقة للقيام بهذا الدور , وأي قوة هائلة جمعت ونسقت جهود هذه المنظمات على اختلاف انواعها واهدافها وجنسياتها لنصرة هذا الشعب التواق الى استرداد حقوقه وفي عدة دول وفي وقت واحد كما يبين البيان .

لا يستطيع احد انكار دور الشعب الأيراني العريق والواعي والمثقف في ايصال صوته الى كل الدنيا وتعريف القاصي والداني بعدالة قضيته . ولكن هذه التوليفة العجيبة من المنظمات والحركات لم تجتمع يوما لتنسيق هكذا تظاهرات دولية حاشدة لا في مناسبات مماثلة ولا حتى في مناسبات اكثر اهمية بكثير من هذه المناسبة الا ما ندر .

فأنا اتعجب مثلا من عدم قيام هذه المنظمات او اعلان عزمها على القيام بتظاهرات مماثلة امام سفارات الصين حينما قتلت الصين ما لا يقل عن 600 صيني من الأويغور المسلمين قبل اسبوعين فقط  . ام ان دماء مئات الصينيين لا تساوي دماء سبعة عشر شهيدا ايرانيا في نظر منظمات الحق والحقوق هذه مع احترامي الشديد لدماء الشهداء الأيرانيين  .

ولماذا لم تحاول امنستي ومراسلون بلا حدود ومركز البحرين لحقوق الأنسان ! التظاهر امام سفارات الهندوراس اللتي يجاهد رئيسها المنتخب زيلايا لدخول اراضيها منذ يومين دون جدوى بعد ان اطاح به انقلاب عسكري قبل شهر على الرغم من التأييد الجارف لعودته من قبل شعب الهندوراس اللذي انتخبه بصورة ديموقراطية وعن طريق صناديق الأقتراع المباشر ؟؟ .

اعتقد ان تصريح هيلاري كلنتون واللذي وصفت فيه عودة سيلايا (( الغير محبوب امريكيا )) الى بلاده بأنها "عمل متهور لا يخدم الهدف الرئيسي المتمثل في اعادة الديمقراطية والنظام الدستوري الى هندوراس." يسلط الضوء عن سبب عزوف هذه المنظمات عن التظاهر لمساندة الشعب الهندوراسي على استرداد اصواته من اللذين قاموا بالأنقلاب العسكري في الهندوراس اسوة بمساندتها للشعب الأيراني . ام ان الأنقلاب المباشر لايرقى الى مستوى التزوير في الأنتخابات في رأي المجتمع الدولي الأنساني الديموقراطي في هذه الأيام ؟؟؟ .

                                                                                                                                                          مانويل سيلايا

لست من المؤيدين لنظرية المؤامرة بالمطلق  , ولكني ايضا لست من النافين لوجودها بالمطلق  . فالمؤامرات السياسية السرية والعلنية امرا واقعا لا يستطيع احد انكاره . وهذه الأنتقائية الواضحة وضوح الشمس في مساندة قضية اخلاقية لا غبار على صحة مساندتها وترك المساندة لقضايا مماثلة تماما للقضية الأولى ان لم تكن اكثر حاجة للمساندة منها لأمر يبعث على الشك والريبة في اهداف هذه التوليفة العجيبة من المنظمات والحركات الدولية المساندة للشعب الأيراني دونا عن الشعب الهندوراسي والفلسطيني والصيني وغيرها من الشعوب .

 الا تعني هذه الأخبار ان كثيرا من المنظمات الدولية هي منظمات علاقات عامة للدول الكبرى في حقيقتها ؟ .

www.elaph.com/Web/Politics/2009/7/464875.htm

www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2009/07/090724_als_ousted_zelaya_returns_to_honduras_2_tc2.shtml

www.france24.com/ar/20090711-china-violence-oppsotion-ouigours-new-death-rabia-kadir-statment




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات