منطق العقل في الخير والشر
الخير هو ضد الشر؛ والاختيار او الاصطفاء وكذلك التَّخَيُّرُ.
كلمة نجدها في القاموس مشتقة من الخير. لدقة اللغة العربية ورحابتها في التعبير ، لن نجدها في اللغات الأخرى،في صفة التفضيل عندما قال الشيطان. أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "ص76
لعل كلمة الاختيار مشتقا منها هو كل فعل مقبول ،المتبادل بين الناس بالمعنى الذي نفهمه، او كل عمل نرى فيه استحسانا ،من الجهة الفكرية والأخلاقية
لكن عندما يكون الاختيار بالإجبار، في الدين ويصير مجرد وصايا وأوامر دون الفعل، يفتقد الصدق وإن كان على صواب، الدين صفة يشترك فيها العالم المحدّث والمتلقي، للعلم أن لا أحد مجبر على التدين، مادام له حرية الإختيار بشرط إحترام حرية الغير، مثل التكفير والإستهزاء بالدين، كما الحال عند الفرق المتشددة فكريا، يرون دين الاسلام كأنه دين حرب، بما يتناقض مع السلام، وعند الملحدين لما يقولون لماذا لا نرى الله ان كان موجودا، لو تجلى اليهم فعلا هل كان أحد يقدر أن يرى نفسه حرا، يؤمن أم يكفر من شدة الخوف ،طبعا الخوف سيملك عليه كيانه ينسى معه التفكير، من قوة تجعله يعتقد بفكر رغما عنه،مشكلته أنه حر وليس مجبرا، إلا بما يعتقد أنه على صواب ، ،هذا هو مبدأ الحرية في الإسلام التي بني عليها، وسر إنتشاره عبر العالم، عكس ما قيل أنه إنتشر بقوة السيف،فاختلاف المؤمن والملحد، أن المؤمن مؤمن بحسن الجزاء على كل عمل خير عند الله سبحانه وتعالى ،الملحد ليس له من الجزاء غير ما يجد من أجر الدنيا، لأن فكره منحصر في الزمن الحاضر عن فكر الغيب ، من تمام العبادة أن نعبد الله عن حب إختيار، ليس كالملائكة خلقهم لعبادته، هنا نرى الفرق بين عمل المخيّر من المسيّر المقترن بحرية الإرادة،الأصل في عبادة الإنسان هي الحرية، بينما الغاية في مفهوم الجهاد الدود عن السلام، إذن كيف صار لا ينطبق وصف كلمة إسلام على المسلم، لما جردت من معناها الحقيقي، وألبست بثوب الإرهاب متى كان الإرهاب جهادا، بقتل الأبرياء حتى صار الإسلام مرادفا لكلمة إرهاب، تطور إلى قتل المسلم أخاه، لا شك أن أعداء السلام، يودون ألا يكون للسلام دين يدين الناس به ، على الجانب الأخر هناك من جعل العلم دينا، هذا جميل أن يكون العلم دينا والدين علما، لكن إن لم يمنعه علمه من الشذوذ عن الفطرة، التي فطر عليها كل الكائنات العاقلة والغير عاقلة، ويتناسب معها نظريا ما فائدة العلم ،كذلك الدين إن لم يتناسب مع العلم، الغريب أن الشذوذ صار مشرّع من قبل الدول العلمانية، من بعد الإباحية ،الطامة الكبرى بعض المستغربين عندنا ،يودون الحرية بهذا الشكل، التي توصلهم الى الخروج عن دائرة منطق العقل قبل الدين ،الدول المتقدمة حضاريا لا أقول متقدمة علميا ،حين ينزل العلم عندهم، بمستوى الإنسان الى أسفل سافلين، إنتهى الكلام لأنه لم يعد مشكل علم، بل مشكل ما هو أكبر من العلم الإنسان ذاته ،هنا يجب أن نتوقف عند نقطة النهاية.
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة.
وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29). الكهف.
التعليقات (0)