علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
يختلف منطق التاجر عن منطق الشهيد اختلافا كبيرا اذ ان التاجر يفكر بالربح والخسارة ويحاول ان يتجنب الخسارة ويحقق اعلى قدر من الارباح.
بينما يكون هم الشهيد منحصرا في العطاء والتضحية واذ ينتظر التاجر الربح المادي الملموس يتطلع الشهيد الى الفوز في عالم المعاني الممتدة الى ما شاء الله وفوق ادراك الحواس.
وللتجارة ناسها وللشهادة مريدوها فأين يقع العشاق؟ ومن ذا الذي يمكنه ان يقنع شخصا ماديا لايؤمن الا بما يسفر عنه المختبر العلمي ان حفاة وجياعا واطباء ومهندسين ومثقفين وقليلي العلم والمعرفة يقطعون مئات الكيلومترات راكبين وراجلين لزيارة ابي الاحرار وسيد الشهداء الحسين عليه السلام قربة الى الله وطمعا بما عند الله من المغفرة والعطاء الجزيل..
من ذا الذي يستطيع ان يقنع التاجر بمنطق العاشق في رحلته الى المعشوق فلكل واحد منهما منطقه الخاص ومفتاحه لان مفتاح كنوز الذهب والفضة يختلف عن مفتاح كنوز العشق والمحبة.
معذرة ابا الشهداء اذا ضحك الوافدون اليك بينما يتوقع منهم ان يظهروا الحزن فكيف يحزن من يروم اللقاء بحبيبه.. وكيف لايصير الغبار الذي يغطي اجسام زائريك اثمن من الذهب وهم يغذون السير اليك يحملهم الشوق وتطير بهم اجنحة اللهفة..
معذرة سيدي الحسين ان اخطات في التعبير وخذلتني العبارة حين ضاقت بي بل ضقت بها فقد تلمست خيط النور في شعاع محبتك ملتحقا في الدرس الاول من دروسك الكبرى في سجل البشرية.
معذرة ابا الاحرار اذا تعثرت وانت الكريم الذي تقيل العثرات!.
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)