مواضيع اليوم

منطقة وسطى

soso-n nafee

2009-06-13 10:18:12

0

منطقة وسطى

بين الصمت والكلام منطقة حرة يقظة، يتم فيها الضبط والربط بين التفكير والجنوح نحو القول أو الفعل، لا تعترف أن الكلام من فضة ولا السكوت من ذهب، ترى أن الإنسان في حالة تطور دائمة وعليه أن يعبر عن تطوره قولاً وفعلاً. لذا تسقط من حسابها من يحبذ البقاء على الحياد على غرار "سكن تسلم " وأمور الحياة تزداد تعقيداً، وتشفق على ذلك المصلوب على حبال مشنقة القلق والحيرة مع وضوح الأمور.
لكن.. لا عذر مقبول للفرد منا إذ أصبح ضحية للتعقيد وتم حرمانه من أن يقول ويجد من يصغي إليه، وخاصة إذا كان هو يصغي لما يقال ..

إنه حق الحوار ياسادة باعتبار ان الكلام صمام أمان، يقي من الانفجار، سواء أكان انفجاراً داخلياً يمرض، أو انفجاراً خارجياً لا إرادياً يدين .. 

إن مقولة "السكوت من الذهب" قد روج لها من أراد الإصغاء، أو من كان يهاب الحوار لضعف ملكة المنطق عنده أو افتقر الدقة في القول والفعل فأضاع الحقيقة.
فللحوار مهام جلية ومن حق الجميع ممارستها وتحقيقها، وللصمت مضار وأو
جاع ليس من العدل تعرض النفوس لتبعاتها..

ان الرؤى تتبعثرهنا وهناك فتأتي على شكل أوهام غريبة مخيفة مثل كوابي تشم بها رائحة المرار، لذا فالحوار بفضائله يستحق التضحية بالصمت ولو كان من ذهب ..

حاور وتجاوزالذهب الذى ربما يكون مغشوشا .. حاور وتجاوز المعوقاتواعلم ان المستمع الجيد نادرندرة من لا توجعه الحقائق وتجاوز وصول الكلمات كليلة للغير فيحسها كأنها المرض ويسمع صرير رسمها على الورق كأنه الوجع.
بالصمت تمتنع عن التفكير بصوت عال فيحول ذلك دون تداول الآراء والأفكار كعملية صقل وتنفيس وتمحيص مما يتيح رؤية ردود الأفعال وجميع الأبعاد حتى البعد الخفي والعميق. تحت وطأته تنفرد العقول بقسوتها وجبروتها باتخاذ القرارات فتأتي مخيفة مفرغة من روحها. نتيجة تأمل الأمور والأشياء بنظرة موضوعية بحتة متحررة من التوافق مع الرغبات والعواطف فتجنح لعدل قسري يفقد قيمته حين يصد عن كثير تحبه ويجبر على كثير تكرهه فيجر إلى المهالك أحيانا، أو يفشل بسبب جمود رؤياه وتحييدها في الوصول للقرار المطلوب لعجزه عن الإحاطة بمجمل الظروف التي ستتفاعل مع القرار سواء أكانت جسدية أم نفسية أم بيئية.
شاقة الحياة وأنت ممنوع من البوح أيها الإنسان.. توتر قلق، اشرب كل عذاباتك وحنينك لأن تكون حراً. وترفض السماح للصعوبات المفروضة بالمرور فوق جسدك المعنى المشدود لساقية بعقوبة أبدية تملؤه من بئرها العتيد وبعذاب جديد.
ثرثر بما يؤرقك، اطرح أفكارك للجدل وللنقاش، ولا تنتصح بهمس الناصحين وترضخ وتتقبل قهرك وتعيش غليانك وتقلبات مشاعر الآخرين. وحدك العارف أن لا شفاء بانتظارك لعودة التواصل مع الآخرين إلا بإصرارك على العبور فوق كل الجسور المعطلة وإعادة صمام ا

لأمان لمرونته ومهمته. الحوار البناء.. لأن تسمع وتستمع.
إن التزام الصمت والهروب لدواخل النفوس يعجل بانهيار علاقات الفرد مع من حوله والوصول لطريق مسدود. فتعز الحلول المرضية له وللآخرين. وبعودة الحوار والتحلي بالصبر قد يأتي الفرج بظهور أشخاص متفهمة تؤمن بقيمة الكلام واستعادة التواصل بتقديم حلول باهرة ساحرة. فتتحول تلك الأشخاص والتي كانت عادية لفترة وجيزة إلى أبطال خارقين. فتنشأ مشاعر رائعة من المحبة والتقدير والاحترام والإعجاب. كذلك يعود للغة قدسيتها كأساس للتفاهم والتواصل ويستعيد الفرد المثالي الثقة والصدق مع نفسه ومع الآخرين.
ماذا حدث.. صمت همس القلم، فمتى وأين وكيف؟ نمارس مجرد البوح بما يعذب الجسد المتعب والروح المرهفة والقلب المعنى والمشاعر الرقيقة. فلتطبق اليد عليه ليقوى على شق قنوات يتدفق منها نبض يفرج عن أحاسيس رازحة بين فكي رحى الخوف. تطحن كل شيء وتذروه للهواء. كل الكلام، والابتسام والاستياء والعناء والغناء. هنا في هذه المنطقة يعبر الإنسان بحرية وصدق أنه سيبقى بأمس الحاجة لقدوة تتربع في ذهنه كرمز محبوب. والى أفكار حرة تهزه فيتبناها ويدافع عنها. ولحركة بسيطة ولو إشارة صغيرة من يد مرفوعة له بالتحية لتطيب خاطره.

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !