منطقة الباحة تٌريد كل شيء
على خارطة الوطن الكبير هناك منطقة صغيرة من الناحية الجغرافية لكنها كبيرة بتاريخيها العريق الذي لا يمكن لأحدٍ تجاوزه أو إغفاله فهي كبقية المناطق والمدن جذور في التاريخ وعيون على المستقبل .
منطقة الباحة المنطقة التي لم تتركها هوامير الفساد تشق طريقها نحو التنمية رغم حاجتها الماسة للكثير والكثير من المشروعات التنموية والمعرفية والحضارية , سنوات طوال والباحة تئن تحت وطأت الفساد الإداري والمالي وتعيش في ظل ضعف الكفاءات الصورة الأقل حجماً للفساد ومرد ذلك الضعف يرجع إلى تحول إداراتها الحكومية إلى ما يشبه المزرعة الخاصة فالوظائف محتكرة والواسطة هي الفيصل في كل أمر بتلك المنطقة الحالمة بغدٍ مشرق .
مرت السنوات تلو السنوات تتقدم مناطق وتتأخر الباحة ولم يشفع لها تجديد الدماء في المناصب القيادية فالبنية موبوءة بالفساد والضبابية التي تفوقت على ظاهرة الضباب الحالة الطبيعية للأجواء الساحرة التي تٌميزها عن بقية المناطق , أسماء تحتكر كل شيء وظائف مخططات مشروعات تجارية وتسخر ما تملكه لمصالحها فقط ومشاريع متعثرة وأخرى لا قيمة لها سوى في المبالغ المصروفة عليها , الفساد المستشري بمنطقة الباحة يرى أثره الصغير قبل الكبير ومن سخرية القدر أنها منطقة صغيرة الحجم جغرافياً فالفساد لا يستطيع الاختباء فكل شيء واضح وضوح الشمس , من المضحكات دخول أسماء إلى المنطقة على حساب أبناء المنطقة المتميزين مهنياً وإدارياً والمتأمل في حال مختلف الإدارات الحكومية يرى ذلك بوضوح لا يخالطه شك , ليس من باب العنصرية كما سيتوهم البعض بل من باب العدالة والكفاءة وإتاحة الفرصة لأبناء المنطقة ورفضاً لمبدأ ما في هالبلد الإ هالولد لكن عروق الفساد لا تٌريد كفاءة أو تميزاً , مشاريع ولدت من رحم الفساد ورداءة التخطيط والهدف إثراء جيوب ومغازلة أخرى ومشاريع متوقفة منذ زمن بأعذار وهمية كمشاريع الطرق التي إذا رأت النور فأنها ستساهم بشكل مباشر في إيقاف مذابح طرق أكلت الأجساد وقطعت الأكباد , قد يقول قائل منطقة الباحة ليست استثناءً من الفساد والواسطة وتوارث المناصب وتعثر المشاريع ودخول أسماء على حساب أبناء المنطقة قولٌ صحيح لكن تلك المنطقة " الباحة " تتميز بأنها لم تعرف من التنمية سوى الاسم فقط وبعض المشروعات المتناثرة يمنة ويسره والتي أٌصيبت بداء الفساد وسوء التوزيع قبل ولادتها بسنوات ؟
منطقة الباحة بحاجة لكل شيء وأكثر شيء تحتاجه هو المستقبل الذي لن يكون في ظل الواسطة وسوء توزيع المشاريع وتهميش الكفاءات وتعثر مشاريع أشد أهمية وحيوية من مشروعات لا قيمة لها سوى في لغة الأرقام ومن عرف السبب بطل عنده العجب .
التعليقات (0)