كرم الثلجي:
تسارعت الجهود الفلسطينية المبذولة من أجل نيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وشكلت الاجتماعات والندوات والمؤتمرات لبناء خطة العمل اتجاه التحرك نحو الدول المؤيدة لانتزاع حق الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، خطوات متسارعة كالبرق نسابق فيها الزمن من أجل أن نحصد ثمرة نجاح للشعب الفلسطيني ألا وهي الدولة الفلسطينية على حدود 67.
من منا لا يحلم بدولة فلسطينية حرة مستقلة ومن منا لا يريد العيش بسلام في دولته الفلسطينية المرتقبة بعيد عن بطش الاحتلال وهجمات المستوطنين ، نحلم بأن يكون لنا مطار وميناء ومعبر تجاري وبحر وجو وبر، أحلام كثيرة تنم عن معاناة طويلة مع النضال ضد الاحتلال ولكن هناك تساؤلات وتخوفات يجب أن نضعها في الحسبان وهي:-
1- هل الاعتراف بالدولة يعني الإعتراف بدولة الكيان (الإسرائيلي) والتخلي عملياً عن 78% من أرض فلسطين، ولن يضر بعملية السلام بل سيعزز الجهود الرامية لتنفيذ حل الدولتين عن طريق التفاوض.؟
2- في حال الاعتراف بالدولة على ماذا ستتفاوض السلطة الفلسطينية مع إسرائيل اللاجئين حق العودة، القدس، تبادل الأراضي، الأسرى ، التبادل الاقتصادي.؟
3- هل الاعتراف بالدولة سيجعل السلطة الفلسطينية قادرة على تصريف شؤونها الداخلية والخارجية ؟
4- هل سيوقف إعلان الدولة ضربات الاحتلال للمناطق الفلسطينية وسيوقف هجمات المستوطنين على أبناء شعبنا الفلسطيني؟
5- هل سيتم وقف أعمال الاستيطان وانسحاب المستوطنون منها كونها غير شرعية؟
6- هل ستعتمد السلطة الفلسطينية على اقتصاد فلسطيني معرض لهجمات إسرائيلية وضرب البنية التحتية؟
7- هل إعلان الدولة يتطلب الهروب من المصالحة لتحقيق دولة غير متوازنة الاتفاق وتحميل الفشل للسلطة الفلسطينية لعدم التباحث في حملة استحقاق أيلول.؟
8- هل الاعتراف سينهي م. ت. ف وحركة حماس وغيرها من النضال من اجل استرداد فلسطين؟
9- هل الاعتراف بالدولة سيمنحها التمتع بالحدود البحرية والجوية وحرية التنقل بين أرجاء دولة الـ67؟
10- هل الاعتراف بالدولة سينهى عمل الاونروا مع الشعبي الفلسطيني كشعب لاجيء بعد إعلان الدولة؟
11- هل باعلان الدولة سنتعايش مع اسرائيل وسيتم دفن ملف الشهداء والجرحى الى امد بعيد؟
أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات وافرة من قبل القيادة الفلسطينية فان الاعتراف بالدولة الفلسطينية سينهي حق التفاوض والنضال ضد حق العودة واللاجئين في العودة لأوطانهم، وأن عملية تجنيس الجالية الفلسطينية في مصر والأردن والباق سيليها تباعاً يؤكد سقوط إحدى الثوابت الفلسطينية، إضافة إلى أن بالاعتراف بالدولة سيمنح إسرائيل بطرد الفلسطينيين من أراضيهم 48 إلى دولة الـ67 وسيمنحها أمام المجتمع الدولة التخلي عن جميع مسؤولياتها والتزاماتها كمحتل للشعب الفلسطيني وسيفقد الشعب حق المقومة وستعتبر إرهابا على دولة إسرائيل، بإعلان الدولة سيتم تبادل أراضي وهنا سنفتقد حق فلسطين لكل الشعب الفلسطيني.
أن المنزلق الفلسطيني والذي انزلقت القيادة الفلسطينية بشكل متسارع إنه لأمر مفبرك دوليا لتهيئة الظروف على تقبل الحل الدائم ، ولكن تبعاته ستكون وخيمة على شعبنا الفلسطيني وان القرار السياسي الفلسطيني يأتي متزامناً مع ما يسمى تخوف إسرائيل من الاعتراف بالدولة لتكن طمعا لمزيد من جني الثمار وبذل الجهد لنيل الاعتراف، وحينها ستتحمل الدولة الفلسطينية مسؤولياتها تجاه مجتمعها الفلسطيني اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا واستسلاميا لفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني
التعليقات (0)