الكاتب: احمد جميل شاكر
منح ابناء الاردنية جواز السفر وحقوق الاردني
من غير المعقول ان نتحدث عن التزامنا بحقوق المرأة والاسرة والطفل ، وتعقد الاتفاقات الدولية ، ونقيم المؤسسات التي تعنى بهم ، ونضع التشريعات التي تضمن حمايتهم ولا نقترب من القضايا الاساسية التي تؤرق الاسرة وتلحق الاذى المعنوي والمادي بالمرأة والطفل على حد سواء والذي يتمثل في حرمان ابناء الاردنية التي تزوجت من عربي او من حملة الوثائق الفلسطينية من ابسط حقوقهم بالحصول على جواز السفر ، والدخول في المدارس ، والاستفادة من الخدمات الصحية ، وحق الاقامة في الوطن مع الوالدة.
لقد كان هذا الموضوع مدار بحث واهتمام في مؤتمر قمة المرأة العربية الذي عقد في عمان قبل سنوات وان الاردن كان في مقدمة الدول التي اعلنت عن حقوق الابناء الذين تتزوج والدتهم من مواطن من غير جنسيتها بان يحصلوا على كل المكتسبات التي يحصل عليها اي شخص من ناحية والده لكن شيئا من هذا لم يتحقق على ارض الواقع.
نحن نعلم ان هناك خصوصية معينة في الاردن ، حيث يحتضن عشرات الالاف من النازحين من غزة وان الحكومة قدمت لهم جوازات السفر المؤقتة ، لكن هناك المئات من النساء الاردنيات اللواتي تزوجن من رجال يحملون احدى الجنسيات العربية او وثيقة السفر الفلسطينية وانهن يعانين معاناة كبيرة في الحصول على اذن الاقامة لابنائهن او حتى للزوج العامل في الخارج اذا ما اراد الاستقرار في الاردن ، وان اعدادا منهن يعانين معاناة كبيرة بعد ان مات الزوج ، او حدث الطلاق اذ انه من الصعوبة بمكان الحصول على جواز السفر الاردني لان جنسية الابن تتبع الاب ولا تتبع الام لكن احدا لا يقر بان هناك حالات انسانية كثيرة لا بد من معالجتها ولا يجوز تحت اي ظرف من الظروف ان نزيد من عذابات المرأة الاردنية التي شاءت الاقدار ان تقترن بشاب عربي او من حملة الوثائق ، وحدثت ظروف خاصة ادت الى انفصال الزوجين وبقي الاطفال مع امهاتهم.
لا نريد ان نطلق احكاما عامة ، ولكن الامر يتطلب التوسع في تقديم كل التسهيلات اللازمة لابناء الاردنية شأنهم في ذلك شأن ابناء الاردني الذي تزوج من عربية او اجنبية.
كيف يكتسب ابناء الاردن العاملين في المهجر الجنسية من زوجاتهم الاجنبيات حتى ان الشخص الذي يولد في بلد اجنبي يحصل على جنسية هذا البلد بكل سهولة ويسر.
لقد احسن عشرات النواب صنعا بان تقدموا بطلب الى الحكومة بمعاملة ازواج وابناء الاردنيات المتزوجات من غير الاردنيين وحاملي الجوازات المؤقتة «الغزيين» معاملة الاردنيين في جميع الحالات باستثناء الجنسية لحين ازالة الاسباب المعيقة لذلك ، وانه من غير المعقول ان يكون بيننا ابناء غزة منذ اربعين عاما ولا يتمتعون بحق العلاج ، حتى ولو ادى الى طرح ذلك في المحافل الدولية وجامعة الدول العربية لتغطية التكاليف اذا كانت الحكومة غير قادرة على توفير هذه الخدمة الانسانية.
ومن غير المعقول ان يصاب ابن غزة في الاردن بالفشل الكلوي او السرطان ولا يجد جهة يلجأ اليها للعلاج بدلا من انتظار الموت لحظة بلحظة.
التعليقات (0)