مِن حَق إبنتى أن اعتذرَ لها !!!
مُنذُ بداية مظاهرات الشعب فى تونس الشقيقة وتظاهرات الشباب وتضحياته لتغيير النظام وانا ارى ابنتى تتعاطف مع المظاهرات وتتوقع ان يتغير النظام نتيجة ضغط الشعب وانا اسخرمن تعاطف ابنتى حتى وبعد ان تغير النظام وهرب بن على خارجا عن تونس ولكنى اعتبرته حدث غريب لا يتكرر , ثم وبعد بداية مظاهرات الشباب فى مصر واحداث ميدان التحرير وما صحبها من تفاعلات من الشباب ,كررت موقفى من ابنتى المتعاطفة مع شباب ميدان التحرير وكررت سخريتى من ابنتى للمرة الثانية واخبرتها فى صبيحة يوم الخامس والعشرينمن يناير اننى ورغم ما اعلمه من فساد النظام ورغم دعوتى فى اشعارى ومقالاتى لمعارضة النظام منذ التسعينات من القرن العشرين , إلا اننى اعتبرت ما يقوم به الشباب فى ميدان التحرير مجرد عبث ثورى لن يؤثر ولن يُغير , وبمرو الايام مع احداث التحرير كانت ابنتى تراهن على ان الاحداث القادمة لصالح الشباب وان النظام سيتغير وقد اكتشفت ان ابنتى ومعها شقيقها يتفاعلون ويتشاركون مع شباب ميدان التحرير , فاخبرتهم بالبعد عن الاحداث حتى ولوتعاطفوا مع الاحداث ,وهذا الاحساس إحساس ابوى اعتقد انه شعور قديم منذ الازل لكل الاباء ...
وتمضى الاحداث وتتحقق توقعات الشباب ويتغير النظام فى مصر وتنكشف كل صور الفساد الذى لم نتوقعه بهذا الانتشار ,وتابعنا جميعا ثورة الشباب التى بدأت شرارتها من تونس ثم الى مصر ثم الى ليبيا وتنتشر فى كل البلاد العربية ثورة سلمية ضد الفساد والديكتاتورية ,والتى ندعو الله ان تكلل بالنجاح لكل البلاد العربية,
وهنـا فأنا اكرر اعتذارى لإبنتى ولكل الشباب الذين لم نعطهم حقهم بل وقفنا اما آرائهم واستخففنا بعقولهم واثبتت الايام صدق توجههم وآرائهم ,
والحقيقة فالاعتذار للشباب وان كان واجبا علينا اجميعا نحن الاباء والاجداد ’إلا انه لا يخفى شعوراً آخر ونتيجة أخرى يجب ان نعيها وان نستفيد منها ,والشعور هو اننا ومهما كنا كبارا إلا ان الصغار لهم رؤيتهم ولهم افكارهم التى قد تكون اصح من افكار الكبار واصوب من اراء الكبار ,وهوشعور نجده متوافقا مع التاريخ واحداث التاريخ فجميع الثورات قام بها الشباب وكل دعوات التحرر جاءت على يدالشباب بل اكاد اجزم ان كل الانبياء والرسل ارسلهم الله الى الناس وهم فى سن الشباب ,وهكذا نجد ان الشباب قوة ودعما وعلما يجب ان نعترف به.....
واما النتيجة التى نستنتجها فهى ان مقولةالشاعر التونسى والذى مات فى سن الشباب فى قصيدته الخالدة التى يقول فيها :
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد للليل أن ينجلى و لابـد للقـيد ان ينكــسر
هذا الشاعر وكأنه تنبأ بما سوف يحدث فى تونس ثم فى مصر وباقى الدول العربية ,وهنا نقول هل ما تشهده الدول العربية الآن من احداث ومعارضات هونتيجة متوقعة ام انه نتيجة عدوة من ميكروب الحرية الذى اصاب الجميع والسؤال لن يجيب عنه إلا الشباب الذين اعيد لهم الاعتذار ودعواتى لهم بالنجاح ان شاء الله .
التعليقات (0)