هذه المقالة كتبت بعد الافراج عن الصحافي العراقي منتظر الزيدي
تم الافراج عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي ,قاذف الحذاء الشهير,
الذي شغل الناس وملا دنياهم. في هنيهة مثيرة وحدت الاهتمام العالمي,
في لقطة مشحونة بكثافة تنقطع لها الانفاس .لقطة اعيد عرضها في كل
الشاشات :و الحدث قذف بوش بالحذاء;في الوقت الذي حاول فيه بوش
توهيم الراي العالمي بان الوضع الامني يبعث على الرضى. وان الاحتفاء
بالتوقيع على الاتفاقية الامنية علامة على ان النهج المعتمد ينتج الثمار
المرجوة.
وقد تلقت كل الاوساط هذا الحدث بانشغال كبير, وبتباين كبير بين زوايا
النظر:
هناك من راى في فعل القذف اساءة للمهنة, وهناك من اعتبره منافيا
لاصول الضيافة ,باعتبار ان حكومة المالكي تعتبربوش ضيفا!
وهناك من راى القذف تنفيسا عن كوابت, سببها الاحتلال والوضع
الامني.
وفي المقابل; ثمة من اشاد بالواقعة; ومجد صاحبها ,ومن اعتبرها
ثارا مباركا للشهداء, والمفجوعين, و الارامل, و اليتامى, و المعتقلين,
و المهجرين, و المنفيين .و ثمة من اعتبرها نسفا لاطروحة الاحتلال
القائمة على ماتبقى من اوهام; استقدمت المحتل كمحررمزعوم يستقبل
بالورود و الزغاريد. وتوالت الردود من واعد بارفع الاوسمة واغلى الهدايا
ومن مؤسسين لمجموعات تواصلية في الفايسبوك. بالاضافة الى اعتباره
رجل السنة متقدما على اوباما في موقع cnnوبفارق ملحوظ.
كل هذه المعطيات على اختلافها; سالبة او موجبة, تلخص ان الحدث فاض عن السياق ,فكان له الاثر البليغ. مشيرا الى الهوة القريبة من الهاوية التي تفصل بين من يرفض الاحتلال; ومن يراهن على العملية
السياسية في ظل الاحتلال .
لقد اكتسبت الواقعة طابعا فجائيا; بالنسبة للمحتل وشركائه. في حين ان اقدام الزيدي على هذه الخطوة امر وارد. لان وضعية الاحتلال تمتلك معاييرها . ان الاحتلال كان ولازال تدميرا فظيعا لكل ما هو انساني
بدعوى اسقاط نظام غير ديمقراطي. و النتيجة تدمير دولة ;بتحريض من طرف من لا يميزون بين الدولة و النظام.
ان الحرب مازق ;و الاحتلال ورطة .وان حرية الاخرين جزء من مصلحة مشتركة ;اذا توهج الذكاء الانساني, في هذه القرية التي نسميها العالم.
التعليقات (0)