منتظر الزيدى..... وقبلة وداع " بوش "
( الجزمة ......كلاكيت ثانى مرة )
ثمان سنوات عجاف على العرب والمسلمين , كانت هى فترتى ولاية (جورج بوش الأبن ) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من 2000 الى 2008 .
ولد من رحم الحقد , ورضع الكراهية , فشب حقودا , وتصرف بكل عقد ومركبات النقص التى ورثها عن والده (جورج بوش الأب ).
فى لحظة انفعال عبر عما يجيش فى صدره و أعلن أن الحرب على الارهاب هى حرب صليبية .
ثم عاد واعتذر حرصا على محابس النفط .
فى لحظة صفا أعلن أن العرب كالصراصير يصومون بالنهار و يسرحون باليل . ولم يعتذر فليس هناك من يهمه و ان جرحت مشاعره .
يدبج الخطب ويدشن المقالات بكاءا على الديمقراطية الموؤدة عند العرب .
وفى ذات الوقت هو الراعى الرسمى لكل الأنظمة الديكتاتورية و العميلة .
يسقى أشجارا أصطناعية و ورودا بلاستيكية فى العراق . موهما ايانا بأنها شجرة الديمقراطية الوارفة - فيما بعد - . وهو ذاته يقتلع شجرة الديمقراطية التى أتت بحماس الى السلطة .ويمنع عنها الماء
و الغذاء نحو مزيد من التصحر .
قبل أسبوعين يعلن فى أمريكا أن الحرب على العراق كانت نتيجة معلومات مضللة ساقتها اليه المخابرات . وبدلا من الاعتذار يذهب الى العراق لتمرير الاتفاقية الامنية .
قبل أن تغرب عنه الشمس بحوالى 35 يوما .
الاتفاقية الامنية و التى يسميها العراق معاهدة لأنه تم أخذ تصويت البرلمان العراقى عليها .
بينما " بوش " لم يأخذ عليها موافقة الكونجرس حتى تبقى فى اطار اتفاقية وقعها رئيس و رحل . ويستطيع الكونجرس أن يلغيها فى أى وقت أو يستطيع الرئيس التالى حلها و التنصل منها كيفما و وقتما يشاء .
فكأنها من نسختين , ما بيد أمريكا اتفاقية , و ما بيد العراق معاهدة
بدلا من أن يخجل من نفسه و يتوارى و يتدارى لأن أجهزته ضللته " وضحكت عليه " .
نجده يذهب بوقاحة وبجاحة لتوديع جنوده " المرتزقة " فى العراق .
فى أثناء المؤتمر الصحفى عقب توقيع الاتفاقية وبجواره " المالكى" رئيس وزراء العراق , وبعد انتهاء شبيه القرد من كلمته .قام الصحفى الشاب " منتظر الزيدى " مراسل قناة البغدادية - فضائية عراقية – بخلع حذائه والقاءه فردة فردة فى اتجاه " بوش " .
"بوش "الذى يبلغ من العمر 62 عاما , يسير خمسة كيلومترات يوميا , يعد من أكثر الرؤساء حيوية مقارنة بعمره .كان رد فعله الجسدى والنفسى رائعا – على غير المتوقع - فقد تمكن بمرونة شديدة فى أقل من جزء من الثانية من الانحناء برأسه واحناء نصفه العلوى الى أسفل متفاديا الفردة اليمين .
لم يمهله " منتظر " وسارع بقذفه بالفردة الأخرى التى طاحت أيضا فى اتجاهه ولم تلمسه وعزاؤنا أنها أكملت مسارها فى اتجاه العلم الأمريكى .
حاول " المالكى " صدها بيده , فلم يفلح , وكنت أتمنى أن تصطدم بيده , ساعتها كان من الممكن احتساب ضربة جزاء , وكان بوسع " منتظر " أن يسدد مجددا ومن المؤكد أنه كان سيصيب الهدف .
" جورج بوش " الذى حاول التظاهر بأنه رابط الجأش وغير خائف ,رغم ارتعاد فرائصه ونظرة الرعب فى عينيه والبلل فى سرواله .
أما عن رد فعل " بوش " النفسى فقد أستمر فى ابتسامة البلاهة التى تلازمه طول الوقت , وأدعى أن بعض الناس يسلكون مثل هذا السلوك بحثا عن الشهرة ولفت الأنظار , وامعانا فى الاستخفاف – رغم ثقل دمه – قال ان الجزمة مقاس (10 ) (ملحوظه : هذا المقاس الأمريكى يقابله عندنا مقاس 44 ).
المخابرات الأمريكية متخفية فى زى وأدوات الصحفيين كانت مندسة بين الصفوف , سارعت الى شل حركة البطل " منتظر " وسحلته الى خارج القاعة , مخلفة آثار دماء من جسده الطاهر .
" منتظر " الآن فى مكان لا يعلمه الا الله ينتظر مصيرا لا يعلمه الا الله .
" منتظر " اسما على مسمى , فقد أنتظر الفرصة التى لاحت , وأنتظر صيده وصبر عليه , وأهانه , وأنتظر سنوات ليرفع رأس العرب , وهو الآ ن منتظر مصيره .
أيا كان مصيرك يابطل , فقد فعلت مالم – وأظنه لن – يفعله غيرك.
سيذهب " بوش " الى مزبلة التاريخ , وسوف يبدل الله الأرض غير الأرض وسيأتى أقوام لديهم نخوة , وستعود للقاموس مصطلحات العزة والكرامة وسيتداولها الناس وسوف تلوكها ألسنتهم بعد سماح الحكام بهذا .
وستدخل جزمة "منتظر " التاريخ ضمن أشهر الجزم .
وكنت قد كتبت موضوع سابق فى هذه المدونة تحت عنوان " الجزمة " لمن أراد الرجوع اليه وفاتنى – وذكرتنى جزمة منتظر – أشهر جزم التاريخ , وهى جزمة " سندريللا " فى القصة الشهيرة , وفاتنى أن " غاندى " عند ركوب القطار سقطت فردة الجزمة من قدمه ولما لحق بالقطار وركبه خلع الفردة الأخرى وألقاها بجوار التى سقطت , ولما سألوه قال حتى يستفيد بها من يجدها لأنه لا حاجة له بفردة واحدة .
و فاتنى أن السفير الأمريكى فى فيتنام حينما هاجمه الثوار فى (
سايجون) و أراد الهرب لم يسعفه الوقت لارتداء الحذاء . و انتعل فردة واحدة و سافر بها .
ولا ننسى حذاء " خرشوف " عام 1960 فى الامم المتحدة حينما خلعه وطرق به على المنضدة .
" وايميلدا ماركوس" التى كانت تقتنى ثلاثة الاف زوج من الجزم (حوالى ستة الاف فردة على ما اذكر) ايضا لاننسى حذاء "طلعت رسلان " فى مجلس الشعب المصرى فى وجه "زكى بدر" اضافة الى ما سلف ذكره من حذاء " مرتضى منصور" و حذاء
" احمد ماهر" وحذاء"محمود عباس"ولكن سيبقى احدثهم واشهرهم قبلة وداع" منتظر الزيدى" على راس" جورج بوش" . قبلة وداع مقاس44 .فى 14/12/2008.
عزيزى " منتظر" .الجماهيرالعربية استحسنت فعلتك التى فعلت.
والكثيرون يودون لو كانوا مكانك .واكثر منهم تمنوا ان يمدوك بخط انتاج للاحذية. والحكام العرب صامتون - كعادتهم – و ان كان من داخلهم فرح عميق . فقد فرجت عنهم بعض اهانتهم التى اعتادوا أن يبلعوها . فقد أحرجهم و أهانهم و أذلهم هذا " البوش " مرات ومرات . وعندما لاحت الفرصة ليسخروا منه . ضحكوا ملء أشداقهم و لكن فى فراشهم و بعد اطفاء الأنوار .
و رغم كل ما فعلت و تفردك به .
فاننى عاتب عليك لعدة اعتبارات .
أولا : هذا الجرذ – شبيه القرد – ما كان يستحق أن تخسر حذاءك من أجله , كان بوسعك أن تلوح له به , و تعيد انتعاله – أنت ناسى ان الجزمة اليومين دول ثمنها فى حدود مائة جنيه .
ثانيا : اذا كان لابد من قذفه بالحذاء , فكان بوسعك أن تشترى جزمة طفل رضيع –يسمونها لكلوك –وكان يمكنك أن تخفيها داخل حذاءك لحين اتمام المهمة .
ثالثا : انك بما فعلته سوف تجعلهم فيما بعد لا يسمحون للصحافيين الا بالدخول حفاة , وقد تتطور الاجراءات الامنية فيصبح الصحفيون على المدى البعيد حفاة عراة .
رابعا : فى الدين الاسلامى أن تلبس الفردة اليمين أولا , وعند الخلع أن تخلع الشمال أولا , أما كونك قذفته بادئا بالفردة اليمين فهذا يعنى أنك خلعتها أولا , وكنت أتمنى أن تقذفه بالفردة الشمال أولا . ولكن يشفع لك أنك فى وضع الرمى تيمنت , سلمت يمينك يا منتظر .
خامسا : ما ذنب الحذاء ؟
فى وجه " بوش " رأيت حذاء يقذف & رد الحذاء بأى ذنب أضرب
سادسا :تكونت مجموعات كثيرة من المحامين والصحافيين للدفاع عنك ومعرفة مكانك , وأنا شخصيا سأكون مجموعة لمعرفة مكان الحذاء , وسنحاول استعادته , وان شاء الله سيكون له مكان فى متحف الشمع , وسط الرؤساء والمشاهير .
فقط أنا عاتب عليك أن الحذاء ليس قديما وليس جديدا –يسمونه نص عمر - , يا أخى هذا البوش لم يكن يستحق سوى حذاء قديم , عندنا فى مصر يقولون أضربه بالصرمه القديمه .
سابعا : أرجو أن تسامحنى ويسامحنى القراء , فقد غضبت منك لأن الحذاء كان نظيفا , وأسمح لى , فى المرة القادمة " بوش " وأمثاله وكل من على شاكلته لا يستحقون سوى (جزمه متعاصه خره )
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)