منبر الجمعة معززاً للوحدة والتعددية
لمنبر الجمعة أهمية لا يمكن إغفالها أو تجاوزها لكن بقاءه بقبضة الصحوة ومن لف لفيفها جعله منزوع الدسم خالي الفوائد , الوعظ والدعوة لٌعبة الصحوة " الغفوة" والحركات الايدلوجية الدينية السياسية وتلك حقيقة ليست وليدة اليوم فالحقبة الأموية كانت البداية لذلك الهٌراء المتستر برداء الدين , في السعودية الحديث عن منبر الجمعة خطٌ أحمر والحديث عن الدعوة والوعظ يٌدخل المرء بدائرة النفاق , منبر الجمعة مٌقدس ليس لأنه من الطقوس الدينية بل لأن من يعتليه ويطأه بقدمه مسموم اللحم جامد العظم قوي الظهر , وجود خٌطبة جمعة تنشر السلام والطمأنينة وتدعو للقيم وتحث عليها خيال ووهم , التحذير من إقحام الدين أو المذاهب في الصراعات السياسية والترويج للجهاد لنصرة أطراف ضد أطراف لمكاسب سياسية لا أكثر أمرٌ لا يمكن أن يتحقق فالطائفة المنصورة ستنتصر على مجتمعها في يومٍ من الأيام ولا تستطيع العيش من دون ذلك الخيال , الاختلاف المذهبي والفقهي كظاهرة طبيعية يجب حمايتها وصيانتها لا أثر له فالاختلاف من الشيطان والشيطان رجيم والرجيم لا يحضر على المنبر , المنابر وسائل وأدوات اٌختطفت توجه المجتمع يمنةً ويسرةً يخرج منها أراء متشددة وتحليلات خاطئة وصراخ ودعوات ظالمة وشق للصف الوطني تفيسقاً وتكفيراً وتخويناً وكل ذلك باسم الدين ..
منابر الجمعة ليست ملكاً لفرد أو جماعة معينة , لكنها ومنذ زمنٍ بعيد مٌلك لفئة لا ترى المجتمع شيئاً فهي الصواب والحق الأبلج . متى تعود منابر الجمعة لتؤدي دورها التنويري التوجيهي وتٌعزز السلام والوحدة الوطنية والتعددية والتعايش وتقف على الحياد فدورها سامي وحيادي أيضاً فالمجتمع دفع أثمانٌ باهظة جراء بقاء المنابر مٌختطفة مؤدلجة وأصبح هشيماً تذره يمنةً ويسرة منابر اسلاموية وليست إسلامية بالمعنى الصحيح للإسلام ..
التعليقات (0)