علي جبار عطية
النفس الى حضور بعض الاماسي الثقافية التي اصبحت بفضل الارهاب اصبوحات وان كان الاصح تعبير (ضحى) على تعبير (اصبوحة) لان مثل هذه الفعاليات تقام عادة بعد العاشرة او الحادية عشرة من ضحى اليوم الموعود !
ماذا يحصل في هذه (الاضحية) وهو تعبير مبالغ به يذكرنا باضحية صباح العيد !؟
ان ما يحدث اشبه بالكوميديا فهناك مقدم الضيف وهو من الاشكال المألوفة ويروح بالمديح والاطراء حتى تخال ان الذي امامك مخترع للمصباح الكهربائي ومكتشف للاشعة فوق البنفسجية وحين يأتي الدور للضيف ويبلع ريقه تصطدم بقلة تحضيره للمحاضرة لكن ما ان ينتهي من اطروحته حتى يهب ثلاثة من الوجوه المألوفة لصعود المنبر ليتكلموا بأي شيء يخطر ببالهم وكأنما صعودهم هذا فرض عين في كل اصبوحة وهم عادة يهرفون بما يعرفون وبما لايعرفون فالمهم هي الاضواء وان يكونوا في الصدارة !
وبعد انتهاء هذه الاصبوحة التعذيبية التي تحولت الى ظهيرة مطولة ومملة بسبب تكرار المنبريين لاطروحاتهم الحداثوية ينتاب المرء صداع من نوع خاص لاتنفع معه حبة باراسيتول ولا الطب الصيني ولا فنجان قهوة ولا شاي سيلاني اصلي ..
المفارقة في الامر ان هذا القرف يعاد عليك مع المونتاج في المساء اذ بينما تقلب بعض القنوات الفضائية من التي لديها اهتمام بالشأن الثقافي حتى تصدمك فقرة (ندوات) او (محاضرات) اذ يظهر ملخص لما جرى في الاصبوحات فيصعد المنبريون هذه المرة المنصة بثقة وبالالوان الطبيعية وتكتشف انهم يرتدون ربطات عنق في الايام الحارة وانهم سمان لان الشاشة الفضية تمنح من يظهر عليها ما يقرب خمسة كيلوغرامات على كتلة اجسامهم !
ستكتشف حجم خسارتك هذه المرة ان هؤلاء المملين السمان اقتحموا عليك فترة استرخائك واجبروك على متابعتهم مع كل اطروحاتهم المكرورة السقيمة لانهم يجيدون لعبة اصطياد الاضواء كما تجيد انت اصطياد النكد!!.
التعليقات (0)