أثارت الناشطة السعودية منال الشريف الاوساط الغربية وهي تعيد رسم الصورة للمرأة المكبلة في بلادها تحت وطأة رجال الدين.
وقالت الشريف التي توصف بـ”رمز الحرية” بعد قيادتها السيارة وتعرضها للسجن، في كلمة القتها أمام “منتدى اوسلو للحرية”
“كلما زادت ردة الفعل كلما كان التأثير أكبر”، في إشارة إلى ردود الفعل الغاضبة على ما تقوم به للمطالبة بحقوق المرأة السعودية.
واستعرضت محطات هامة ساهمت في تشكيل المجتمع السعودي بحسب رأيها.
وتبدأ الشريف المدافعة عن حقوق المرأة السعودية كلمتها في الحديث عن متاعب حياتها كفتاة سعودية، بدأ بحادثة جهيمان في السبعينات، وكيف أدت إلى تشديد قبضة المتشددين ضد النساء، ومنعت الموسيقى والسينما وظهور السيدات في التلفزيون ومنع ظهور السيدات في المجتمع وتم منع الاختلاط.
واشارت الى حادثة قيام سيدات بقيادة السيارة عام 1990، قام بعدها مفتي السعودية “بن باز” بإصدار فتوى حرمان القيادة، وقامت وزارة الداخلية بالإعلان عن المنع.
وقبل بضعة أشهر تمكنت مصادر في السعودية من إقناع جهات إعلامية بينها وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس” أن الشريف قد قضت في حادث تحطم سيارة، وكان هدف الشائعة توصيل رسالة مفادها القول “أرايتم؟ إن الله عاقبها على أفعالها فلا يجب على المرأة أن تقود سيارة”!.
وسارعت الشريف بطمأنة عائلتها وأخبرت 90 ألف من متابعيها على موقع “تويتر” أن شائعات موتها هي “هراء”.
وتناولت الشريف في كلمتها أمام المنتدى العالمي حادثة تفجيرات “الخبر”، ثم أحداث 11 سبتمبر/ ايلول حين اضطرت السلطات السعودية لإصدار هويات للمرأة السعودية. وتحدثت عن مبادرتها بقيادة السيارة وردود الفعل الغاضبة.
وكانت منال الشريف الفتاة التي تحدت قسوة المجتمع والسلطات الدينية السعودية وقادت سيارتها في شوارع الخبر متحدية القوانين التي تجرم قيادة المرأة للسيارة في السعودية.
واعتقلت الشريف وأمضت تسعة أيام في السجن بشبهة ارتكابها لجريمة “تهديد السلم الأهلي”.
وبرزت الشريف قبل عام بعد أن لمع اسمها على مستوى العالم بفضل انتشار لقطات على “يوتيوب” شاهدها الملايين وهي تقود السيارة، واستفادت الشريف من شهرتها سعيا وراء التغيير وقادت حملة لقيادة السعوديات للسيارة احتجاجا على قانون منعهن، وقامت برفع قضايا ضد قوانين المرور في بلادها.
ونظمت مع مجموعة ضغط نسائية حملة بهدف مواجهة التعامل مع المرأة السعودية كمواطنة من الدرجة الثانية.
وقالت الشريف لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية في حوار نشرته بعددها الصادر الاربعاء “إنهم لم يعرفوا أنهم عبثوا مع شخص المرأة الخطأ”.
ويصف مراسل الصحيفة البريطانية “غاي آدمز” الناشطة السعودية بأنها “امرأة صغيرة مقدامة” تحدت “واحدا من أكثر المجتمعات قمعية في العالم”، عندما قادت سيارتها في شوارع مدينة الخبر.
وقال آدمز إنه التقى بمنال في النرويج حيث القت كلمة أمام “منتدى اوسلو للحرية”.
وتنقل “الاندبندنت” عن منال قولها إنها طلبت إجازة أربعة أيام بعد أن تلقت الدعوة لإلقاء كلمة في اوسلو.
واضافت “دعاني رئيسي في العمل وقال لي: ستفقدين وظيفتك إذا تحدثت في مؤتمر آخر”.
وتحدثت عن انتهاك حقوقها، مشيرة إلى أنها تبلغ من العمر 33 عاما، لكنها لا تستطيع إيجار شقتها من دون الحصول على اذن من والدها.
وقالت أنها ذهبت من أجل تجديد جواز سفرها لكن المسؤولين أخبروها بضرورة إحضار ولي ذكر.
وأكدت “هذه هي حياة المرأة السعودية، حيثما ذهبنا وبصرف النظر عما حققناه، نحن من ممتلكات الرجل”.
وأشارت الشريف الى الاضطهاد الذي تحملته في سعيها للحصول على المساواة ولماذا لن تسمح بإسكاتها.
ولم يكن سعيها خاليا من المخاطر والتهديد بالقتل ولم تكن شهرتها ولا اختيارها إلى جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما في قائمة مجلة “تايم” لأكثر الشخصيات تأثيرات في العالم، بلا ثمن، فهي لا تزال تخشى على سلامة وحياة أفراد عائلتها وابنها الذي يبلغ من العمر ستة سنوات.
وتقول بأنها تقيس فاعلية ما تقوم به بحدة الهجمات ضدها، “فكلما كانت الهجمات أشرس كلما تبين لي صواب ما أقوم به”.
وتلقت الشريف هذا الشهر أقصى عقوبة تنالها أم وهي خسارة مصدر رزقها، حيث اضطرت للاستقالة من شركة أرامكو التي تعمل لديها منذ عقد من الزمن.
وقالت “لم يدركوا أنهم عبثوا مع المرأة الخطأ، اليوم على حسابي على تويتر عجبني قول احدهم (لم يكن البوعزيزي يجر عربة خضار، كان يجر عربة التاريخ)”.
وترد الشريف على من يسألها “متى ستأخذ المرأة السعودية حقها؟” بالقول “ستأخذه عندما تريد، لكنها لا تعلم ذلك”.
المصدر : ميدل ايست اونلاين
التعليقات (0)