لـَمْ تهاجم جسدي من قبلُ رعشةُ فزعٍ علىَ مصر كما تفعل بي هذه الأيام، وأخشىَ أنْ تتحول الدموعُ، حقيقة لا مجازًا، إلى دماءٍ حقيقيةٍ، فَلَمْ يحدث خلال كتاباتي القاسية والمباشرة والصريحة والمؤلمة ضد طاغية بلدي أنْ شعرت بالخوف عليها كما أشعر الآن!
هل تسعفني اللغةُ لتطير برسالتي إلى كل مصري، فيقرأها، ويفهمها، وتبللها دموعُه، وتحرقها أعصابُه، ثم يجمع أهلـَه وأولادَه وأقاربَه وأحبابَه وينظر في عيونـِهم الهزيلة ليبشرهم بأنه استيقظ الآن، ولن يترك لهم مقابرَ بمساحةِ الوطن، وخرابـًا يمتد إلى كل شبر من أرضٍ صمت أهلُها، فَفَجَرَ طغاتها؟
باقي من الزمن علىَ جنازةِ مصر نـَفَسات قليلة، ليصعد ابنُ الرئيس إلى شـُرفة قصر الظلم، ، ثم ينفجر ضاحكًا تتبعه كلُّ الشياطين المحيطة به، والمؤتمرة بأوامره، لتلفظ أرضُ الحضارات أنفاسَها الأخيرة!
شريطٌ طويلٌ يـَمُرّ في ذهني وأكاد أرىَ الطغاةَ يصطفون في طابور طويل، ويتهامسون فيما بينهم، وتجمعهم دهشة عجيبة علىَ صَمْتِ المصريين، أمّا هُمّْ فقد حَكَموا، وتسلـّطوا، وعذّبوا، وأهانوا، وانتهكوا الأعراضَ، وجعلوا أوطانـَهم سجونًا، ولكن في النهايةِ انتفض الأحرارُ لقيادةِ الشعوب، فاختفى فرانكو، وسالازار، وسوموزا، ومنجستو هيلامريم، وهيلاسلاسي، وستالين، وموسوليني، وهتلر، وفرانسوا ديفالييه، وياروزلسكي، وأنور خوجة، ونورييجا،وتشاوشيسكو، وباتيستا، ومحمد رضا بهلوي، وبينوشيه، وبول بوت، وعيدي أمين دادا، وجان بيدل بوكاسا، وجان كلود ديفالييه، وجعفر النميري، و تا موك الجزار الأعرج الذي قتل في المعسكر 21 بكمبوديا مئة ألف شخص.... و
لم يعد أمامنا إلا العصا السحرية للقضاء على الطاغية قبل أن يقبض مَلـَكُ الموت روحَه وهي أن نـُخفي وراء ظهورنا العقيدة، والايديولوجية، والمذهبَ، والطائفة، والمسجدَ، والكنيسة، والحزبَ، والمرشدَ، والأمينَ العام، والأميرَ، والجماعة، والجمعية، وكلَّ ما من شأنه أن يفتح كوة صغيرة لخلاف بين مصري وآخر ليظهر المصريون ولو مرة واحدة في تاريخهم بوجهٍ لا تستطيع أيُّ قوةٍ أنْ تعرف له انتماءً آخرَ غير مصر.
أخشى أنْ تكون اللعبةُ أكبرَ مـِنّا جميعًا، وأنْ تكون مصيدةُ ملايين التوقيعات رصاصةَ الرحمةِ للجسدِ المصري المنهـَك، فقد تم تجنيدُ شبابِ مصر وثوارِها القادمين والغاضبين لجمع توقيعاتٍ تمتص غضبَهم، نـُحصيها لــ( نـُحرج) النظامَ، ويطلب مـِنـّا زبانيتُه أنْ نـُلقيها في سَلـّة المهمـَلات فهي لا تـُقدّم ولا تؤخِر ولا تحَرّك شعرةً في رأس أصغر مُساعدي الطاغية.
لماذ لا يقوم الدكتور محمد البرادعي نفسُه بجمعِ ملايين التوقيعات التي تـُطالبه بتولّي رئاسة الدولة، لا تلك التي تـُثـَبّت شرعيةَ قاتـِلنا، وتستجديه أنْ يقوم بتغيير مواد في الدستور، رغم رفضِه القاطع، واستمرار مسلسل التوريث باحتقار شديدٍ لكل مصري، وازدراءٍ لقوىَ المعارضة، وبـَصْقٍ علىَ وجوهِنا قبل وصولِ الرئيس الابن ليجعل الموتَ أمنيةَ كل من سيشهد تكملةَ العصر المباركي اللعين؟
أيها المصريون،
اللعبةُ أكبر مـِنّا متفرقين، وأصغر لو تجاوزنا كلَّ الخلافات ليومٍ أو بعض اليوم!
باقي من الزمن ساعات، أو أيام، أو شهور قليلة ليلتف حبلُ غليظٌ حول رقابـِنا، ويلعن أبناؤنا، وأحفادُنا غباءَ وحماقةَ وجـُبنَ وصَمْتَ وسذاجةَ آباءٍ وأجدادٍ كانوا يصفعون بعضَهم في الوقت الذي يصفع أقفيتَهم أسفل طغاةِ العصر وأجبنهم وأضعفهم الذي تحميه تل أبيب وواشنطون وأبناءُ أبطال العبور وتلامذةُ رأفت الهجان وأجهزةٌ وطنيةٌ اشتراها بثمن بـَخْسٍ فأطاعته قبل أنْ يـُلَوّح لها بالعصا والجزرة.
لا أصدق أنني أعيش هذا الزمنَ، وأنَّ المصريين علىَ اختلافِ مشاربِهم لم يعثروا بعدُ علىَ سببٍ واحدٍ يستدعي غضبةً يتيمةً تقوم بها فئةٌ واحدةٌ فتلتحف بها كلُّ فئات الشعب المصري.
عاطلون عن العمل، قضاة، محامون، أساتذة جامعات، طلاب، مرضىَ مُسَرّطنون، عائلات وأهالي المعتقلين، ناصريون وإخوان مسلمون وأقباط ومستقلون ويساريون ووفديون وعانسات وأعضاء في أحزاب سياسية ومثقفون وإعلاميون وعمال وفنانون وأدباء و ...
هل يمكن أنْ يصدق عقلٌ في الدنيا كلها أنَّ هؤلاء عاجزون، ومستضعـَفون في الأرض، وجبناء، وخائفون من رجال الأمن، وغيرُ مُدْرِكين للمشهد الكارثي القادم؟
لن أصف المشهدَ المصري من جديد فهذا امتهانٌ لعيونِ المصريين التي تحفظه عن ظهْر قلبٍ، وتعرف تفاصيلـَه كلُّ دابةٍ علىَ أر ضِ الكنانة.
لكنني هذه المرة أريد أنْ أضع حلا مرهونا بعدةِ مَطالب قد تنقص أو تزيد، بفضل اشتراكنا جميعًا في دائرةِ النقاش، حتى يستوي ويستقيم ويَخْرُج للنور، وتلفظ مصرُ طاغيتـَها وأسرتَه وأزنابَه وكلابـَه إلىَ غير رجعة:
1- التفويض للدكتور البرادعي لتقديم استجداءٍ لمجرم الولايات الخمس ليتفضل بتغيير بعض مواد الدستور اهانةٌ كبيرة لشعبنا، وتثبيتٌ لشرعيةِ النظام الجائر والذي من المفترض أن يَمْثـُل كلُّ أركانِه في قفص الاتهام بحزمة من التـُهَم لا مثيل لها لدىَ أقسى وأغلظ مجرمي الحروب والابادات.
2- إذا أراد الدكتور البرادعي أنْ يتحمل مسؤوليةَ القيادةِ فليتفضل ويجمع توقيعاتٍ بتفويضِه لرئاسةِ مصر، أو يـُنشيء فضائيةً، أو يعقد مؤتمرًا صحفيًا في حضور عشرات من وكالات الأنباء ويطالب المصريين بعصيانٍ مدني سلمي، أو يُعلن على الأقل أنه ضد مبارك بدلا من الاعلان أنَّ الطاغية لطيف ومهذب وأنه على علاقة طيبة به، وحينئذ ستلتف حوله الملايين بعيدًا عن اللعب مع الكبار.
3- أنَّ الباقي من الوقت قبل اسدال الستار على مسرحية التوريث لا يسمح حتى بالتقاط الأنفاس، وأنَّ نيةَ الطاغية لتوريث ابنه رقابنا كانت منذ تولـّيه السلطة لثمانية وعشرين عامًا خـَلـَتْ، والنقاشُ الآن عبثٌ في الوقتِ الضائع، فالطاغيةُ الصغيرُ مُشارِكٌ في القرارات منذ عدة سنوات، بل لعله الحاكمُ الفعليُّ من وراء الستار.
4- أنَّ المطلوبَ شيءٌ واحدٌ فقط وهو يومٌ لمصر قد يمتد ليصبح يومين أو ثلاثة قبل سقوط الطاغية وأسرتـِه، وفي هذا اليوم لا يعرف مصريٌ مصريًا إلا من خلال كراهيتنا لنظام الحُكم الآثم والفظّ والمستبد.
5- أنَّ مبارك عدوُّنا المشترك، وأيُّ خلافٍ بين فصيلين مصريين، أو بين حزبين أو حتى بين اثنين من المواطنين في هذا اليوم المشهودِ هو انحياز ٌ من الطرفين، الظالم والمظلوم، لاستمرار الديكتاتور وحيتانه في نهبِ ما تبقى من مصر .. لو تبقى منها شيءٌ بعد خمس سنوات أو أقل.
6- ينبغي أنْ نعترف بأنَّ كل المظاهرات والانتفاضات والاحتجاجات السابقة باءت بالفشل لأننا كنا نضع رؤوسنا بين أنياب أجهزة الأمن والتي تجاوزت مليونا من المطيعين لأوامر القصر، فإذا تظاهر مِئـَةٌ في ميدان عام أحاط بهم خمسةُ آلافٍ من رجال الأمن.
7- يجب أن يكون التخطيطُ أكثر حنكة، ويباغت حُماة الديكتاتور، ويتحدد موعدُه قبل اليوم الموعود بثلاثة أشهر، ويكون مُوَجَّهاً لمفصل الوجع، وشلّ النظام، ولن يمر يومان فقط قبل أن ينحاز الشرفاءُ في الجيش والمخابرات وأمن الدولة والإعلام ليقوم مبارك وأسرته وأعضاء حكومته وقيادات الحزب الوطني وأعضاء مجلسي الشعب والشورى بتسليم أنفسهم طوعًا إلى غضبة الشعب.
8- ولن تتم السيطرة على الوضع إلا بالتوجّه ناحية كل أقسام الشرطة في مصر، من أدناها إلى أقصاها، والاستيلاء عليها من قِبَل الملايين الغاضبة، وهنا سنكتشف أنَّ النظام من ورق، وأن الشرفاء أكثر عددا من المجرمين، وأن كل ضابط أمن وشرطي ومخبر سيبكي، ويقسم بأنه كان مضطرا للطاعة خوفا من بطش الطاغية.
9- في هذه الحالة لن نحتاج للتضحية بجماعة صغيرة في ميدان عام، و لن تستطيع قوى الأمن أن تسُدَّ المنافذَ والشوارعَ، وسيخرج المصريون في وقت مُحَدَّد متوجهين إلى أقرب قسم شرطة، ولن تمر ساعة واحدة حتى ينضم آلاف الضباط إلى أهلهم وأبنائهم واخوانهم وزوجاتهم.
10- ليس هناك مستضعـَفون في الانتفاضة، وسيخرج كل المصريين والمصريات، نساء، أطفال، شيوخ، مرضى، شباب وطلاب، عائلات بأكملها.
11- الاقتراح المبدئي هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، واقتراح اليوم الموعود قابل للنقاش لمدة شهرين من الآن، وساعة التوجه إلى أقسام الشرطة محددة بالدقيقة لئلا ينفرد بجماعة صغيرة مخبرون وبلطجية وأفراد الأمن المركزي، وسيكون مشهدا رائعا يخرج فيه المصريون من مصانعهم ومساجدهم وكنائسهم وبيوتهم وعشش الصفيح وعشوائياتهم كأنهم أفراد عائلة واحدة قررت أن تثأر أخيرا لاغتصاب كل أفرادها على أيدي كلاب السلطة المفترسة.
12- ينبغي استثناء مديرية الأمن خشية أن تقع أسرارٌ خاصة بأمن الدولة والجهات المشبوهة في أيدي بعض العابثين، فيحاط بها ولكن لا يدخلها أبطال الانتفاضة المصرية.
13- تبقى معضلة قابلة للنقاش ممن لديهم أفكار موضوعية وعقلانية وهي وجود الطاغية في شرم الشيخ التي هي ثكنة عسكرية مغلقة، ويحميها إسرائيليون وأمريكيون، وبها عشرات الآلاف من السائحين في هذا الوقت من العام، ومنها سيهرب مبارك وأسرته، فكيف السبيل إلى هذا المكان المنعزل والذي لا تدخله ذبابة إلا ورصدها حماة الطاغية؟
14- أي جماعة ترفع شعار الحزب أو الدين أو التوجه الفكري أو شخصية مصرية ( البرادعي، أيمن نور، السيد البدوي، المرشد العام للاخوان المسلمين، عمرو موسى، ...) سنفهم منه أنه محاولة تخريب الانتفاضة، فمصر قبل الجميع، وبعد نجاح الانتفاضة يمكن لأي جماعة أن تنسب النصر إلى نفسها إن أرادت.
15- لكل مصري الحق في الغضب لأسباب خاصة، عاطل عن العمل، الفقر، لا يجد سكنا، عانس، مهضوم حقه، مريض بسبب المزروعات المسرطنة،تعرض لتعذيب أو ظلم، لا يجد قوت أسرته لأكثر من بضعة أيام في الشهر، ....، ولكن في اليوم الموعود كلنا نستند على سبب واحد وهو كراهيتنا لمبارك الديكتاتور وأسرته.
16- لا مانع من اطلاق أي اسم عليها: انتفاضة، غضب شعبي، عصيان مدني، احتجاج، تظاهرات، مطالبة جماعية، فلن نختلف على الاسم والوصف، وإن كنت أقترح تسميتها ( إسقاط مبارك من أجل مصر) ولكن الأهم هو تحديد اليوم الأخير لمبارك في الحكم إلا إذا قبض مَلَك الموت روحَه، فمعركتنا مع الوريث.
17- محترفو تخريب الاحتجاجات الوطنية قبل نجاحها كثيرون، وستجدهم بين أقرب الناس إليك، وفي الاعلام، وبين الفنانين والأدباء، وفي مانشيتات الصحف القومية، وبين المتغطرسين من القوى الوطنية الذين يأنسون بالمعارضة شريطة أنْ لا تزيح النظام، ولهم قدرة عجيبة على تحويل مسار أي صورة من صور الاحتجاج، وسيتعللون بأنَّ دولةً من غير أجهزة الأمن مُعرَّضة للانهيار، وأن عدمَ الخروج من البيت صورة حضارية للاحتجاج، وأن الاخوان المسلمين سيثبون على الحكم، وأن الكرباج الذي اعتادت ظهورُنا العارية عليه أفضل من كرباجٍ مجهولٍ لا نعرف متى وأين سيلهب أجسادَنا.
18- حتى لو أن أقل من 5% من أبناء شعبنا سيشتركون في الحراك الالكتروني لوضع هذه الخطة موضع التنفيذ، فكل من يشترك فيها قادر على ايصالها، ومناقشة تفاصيلها، واقناع أهله وأصدقائه وأحبابه ليكون الزخمُ حيًا وكبيرا، ولن تستطيع القبضة الحديدية أن تعتقل الشعب كله.
19- المرأة هي الأم والزوجة والابنة والأخت ومربية الأجيال، وهي التي تتحمل الغلاء وعمل معجزة في مصروفات البيت، وبدونها لن تنجح الانتفاضة، فإذا كان ملايين الأطفال معنا، وتنقل وكالات الأنباء العالمية خبر أول غضبة مصرية حقيقية لم تعرف مثلها أم الدنيا مثلا، فإن مبارك لن يستمر لأكثر من 48 ساعة، فإمّا أن يقوم جنرالات وقادة في الجيش والمخابرات والأمن باعتقاله، أو يتمكن من الهروب من شرم الشيخ بمساعدة إسرائيلية.
20- إذا سقط الطاغية تهاوت معه كل عروش الطغاة في العالم العربي، وسنكتشف مقابر جماعية، وآلاف المنسيين في زنزانات تحت الأرض، ومليارات من أموال شعوبنا تم تهريبها، وصفقات بيع كنوز وخيرات مثل آثار، وبترول، وغاز، وقناة السويس، واستقلال القرار العسكري، ومعاهدات سرية، ومؤامرات ضد شعوب أخرى، وفساد قذر سينهي عصر نهر النيل إن استمر الأوغادُ في حُكْم بلدنا.
21-هذا اليوم يحمل شعار ( اسقاط عائلة مبارك) وبالتالي لا يستطيع أحد أن يلتف حول الهدف النبيل، فمنهم من يقول بأنه ليس ضد مبارك ولكن ضد أعماله، ومنهم من يدّعي بحق الطاغية الصغير في الترشح لرئاسة الدولة، ومنهم من سيسعى لقتل الانتفاضة بالصمت، لكننا سننتصر بعون الله إن لم نخرج قيد شعرة عن هدفنا ( اسقاط عائلة مبارك) ، والسؤال المهين والسخيف عمن سيحكم مصر بعده يظل عقبة تخفف من طموح الشعب، فنحن أمام سفاح وطاغية وعدو للمصريين، فإما أن نزيحه وإما أن يقضي علينا.
22- أقباط مصر مطالبون قبل غيرهم بلعب دور سياسي ووطني أكبر من أي هموم خاصة بالحقوق والمطالب الدينية، فالوطن العادل والديمقراطي والنزيه والذي يحكمه نظام منحاز للشعب هو الطريق الوحيد للحقوق الخاصة والفئوية والدينية والإنسانية، والطاغية مبارك عدو لأقباطنا، ونازع لحقوقهم، ومفجر للفتنة بينهم وبين اخوانهم مسلمي الوطن.
23- شباب الفيس بوك والإنترنت و6 ابريل وكفاية والعمل والاخوان وغيرهم ينطلقون في اليوم الموعود من أجل مصر، وقبل أن تلحق بهم قبضة الأمن الوحشية، والانتفاضة ستنجح بإذن الله بعيدا عن العنف والانتقام والثأر ، باستثناء حالة واحدة وهي مواجهة بعض البلطجية والمسجلين خطرين الذي يتسلمون من أجهزة الأمن مطاوى وسكاكين وسيوفًا، وهؤلاء أشد وحشية من الذئاب، وهم لا يرحمون شابا أو عجوزا أو امرأة.
24- يمكن أن تكون بنود هذه الانتفاضة قابلة للنقاش، والتغيير، والتبديل، والاضافة، والحذف حتى الأول من أكتوبر 2010 ليخرج البيان النهائي وبه الموعد المحدد ، مع الحذر في أن مرشدي الطاغية وابنه يجوسون بالآلاف على الإنترنت، ويديرون حوارات عقيمة، ويتهكمون، ويسخرون من أي عمل مناهض للديكتاتور، ويوجهون الاتهامات، ويحشرون كلمات طائفية، ويفتون في عضد المتحمسين، ولديهم عشرات الطرق المختلفة لقتل الدعوة على الإنترنت، وقد يزعم بعضهم أنهم معنا، وأنهم ضد الطاغية، وأنهم يرفضون دعوة من الخارج، وأن المصريين في الداخل أقدر على معرفة نبض الشارع، لكن الحقيقة أنهم يمدون في روح النظام العفن، عمدا أو عن غير قصد.
25- على المتحمسين البدء فورًا في تبني الدعوة، وعلى الذين يطرقون الأبواب لجمع توقيعات نستجدي الديكتاتور بها أن يصلح هو ما خربه في ثلاثة عقود أن يعودوا إلى رشدهم، وإلى صوت العقل، فمبارك ليس ككل الطواغيت، ويساعده جيش جرار من المثقفين والإعلاميين والمخابرات العربية والغربية والاسرائيلية والأمريكية، ومدعوم من الجيران ( القذافي، البشير، قوات الاحتلال الاسرائيلية)، وأموال الأشقاء تطيل في فترة بقائه فوق رقاب شعبنا.
إذا اكتشف شبابُ طرق الأبواب في حملة التغيير بأن اللعب مع الكبار كان توطئة لوصول الطاغية الصغير ، فقد خسرنا وخسرتْ مصر ُقلبَ الوطن، ودينامو الحركة، وأملَ المستقبل.
26- المصريون في الخارج امتدادٌ للمصريين في الداخل، ونحن لا نَقِلّ وطنية عن أهلنا فوق تراب الوطن، وسبعة ملايين يمكنهم أن يقودوا من الخارج الانتفاضة في الداخل، وأيّ محاولة لدق إسفين بين المواطنين هنا و .. هناك يجب التصدي لها.
27- نحتاج لمن يتبنى الدعوة على الفيس بوك والتويتر ونشرها في أكبر عدد ممكن من المواقع والمنتديات واعادة ارسالها بالبريد الالكتروني لقائمة العناوين لدى كل من يهمه أمر مصر ويرى فيها مخرجا قبل أن ندخل في جحيم لا نهاية له مع وصول جمال مبارك.
28- أي تخريب أو كسر محلات أو إيذاء ضابط أمن أو عسكري أو مخبر مرفوض تماما.
29- خصوم الانتفاضة الحقيقيون هم الساخرون، والمتهكمون، واليائسون، والمشككون.
30- عندما تقرأ هذه الكلمات، وتهزّ رأسَك، وتعثر على المستحيل فيها قبل محاولة البحث عن ايجابياتها، ثم تنضم إلى المنتظرين الصامتين والسلبيين ...
وعندما يفقد الزمنُ قيمته لديك، ولا تتخيل أن الغد الأقرب سيحمل لنا كارثة سيلعننا أبناؤنا وأحفادنا أنهم ورثوها عن جبننا، وأن قرار الحزب الوطني ومجلس الشعب وملايين من الشباب المغيبين والجهلاء والمنافقين والخائفين الذين صنعوا الفكر الجديد لجمال مبارك سيجعل الكابوس حقيقة في دقائق أقل من تلك التي أعلن مجلس الشعب السوري ابنَ الرئيسِ .. الرئيسَ الابن، وحينئذ لن تنفع انتخابات، ولا احتجاجات، ولا ملايين التوقيعات، ولا صلوات في كل مساجد وكنائس مصر يقول المنسحبون من هموم الوطن بأنها إرادة الله!
إنها دعوة الأمل الأخير لئلا يأتي اليوم الذي نلطم فيه وجوهنا، ويبصق عليها أبناؤنا، ونخجل ما بقي لنا من أعمار أننا لم نحافظ على مصر حفاظ الشرفاء والنبلاء والشجعان، فأعطينا ما تبقى منها للصوص والأوغاد و .. الطغاة.
إنه برنامج عمل يحتاج لورشة نقاش، وحوار هاديء، وأفكار تـُجدّد في البرنامج حتى يكتمل مع غرة شهر أكتوبر ، وأنا على يقين من أن أفكارًا رائعة ووطنية ، من الدخل ومن الخارج، ستجعل هذا البيان وثيقة عهد شعبية تنهي إلى مزبلة التاريخ أسرة مبارك.
لا نطلب من طارقي الأبواب وحاملي توقيعات التغيير أن يتوقفوا، معاذ الله، ولكن أن يشدّوا من أزر غير المؤمنين بأنَّ مبارك يمكن أن يتنازل بالطلب أو الاستجداء أو عريضة عليها 80 مليون توقيع، فهذا الرجل أكثر طغاة العصر غطرسة، وكراهية للمصريين، وتعاونًا مع أعدائها، وعلينا ازاحته قبل أن يحرق بلدنا.
لنبدأ الآن في تفنيد السلبيات والايجابيات في البيان، مع طلب الاضافة والحذف، وعندما يهز عرش الطاغية يكون كل مصري صاحب البيان، وكل مشارك فيه مساهمًا فاعلا في انهاء عصر الكابوس .. الطاغية.
بدلا من أن تقوم بالتهنئة، والاطراء، والشكر، والتشكيك، والاتهام، و كتابة حكمة، أو آية كريمة، أو حديث شريف، أو القول أن لا فائدة، أو اضعاف موقف، أو الاكتفاء بالتوقيع والاستجداء لحقوقك، قَـدِّم لنا فكرة جديدة تضيف أو تحذف من البيان، فما أشد حاجتنا جميعا أن نصطف كالبنيان المرصوص..
لا تجعل البيانَ يتوقف عندك، وينتهي إليك، وأَعـِدْ ارسالـَه إلىَ قائمةِ بريدِك، فهو مـِلـْكٌ لك.
أيها المصريون،
هذا بيانكم، فافعلوا به ما تشاؤون.
وسلام الله على مصر
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 31 يوليو 2010
Taeralshmal@gmail.com
http://taeralshmal.jeeran.com
التعليقات (0)