حين تدفق أكثر من مليوني عراقي على سوريا وحدها ، بعد الغزو الأمريكي والأوربي ، والتآمر العربي الخليجي والمتصهين ، لم ينبس العالم كله ـ آنذاك ـ بكلمة حول إقامة منطقة عازلة ، لأن الاجتياح أمريكي ، والقتلة أمريكيون ..
فقط كان الشعب المقتول أو المهجّر عربيا ، ولأسباب طائفية بهدف إغراق العراق بفتنة لا تبقي ولا تذر ..
ولم تجأر سوريا بالصوت عاليا من هؤلاء المهجّرين كما يفعل الآن الأتراك والأردنيون من عشرات آلاف الهاربين السوريين الذين هم في غالبيتهم العظمى مجرمون فارون وعائلاتهم وأهاليهم ، أو مجرمون يتدربون على حمل السلاح ، أو مهجّرون قسريا وتحت تهديدي سلاح الإجرام ..
ومع تتالي حملات النزوح ، لم تتذمر سوريا من وجود أكثر من مليوني عراقي على أراضيها ، كما لم تتذمر من لجوء مئات آلاف الفلسطينيين من قبل إلى أراضيها ، ولجوء مئات آلاف اللبنانيين أيضا أكثر من مرة إلى سوريا ....
وقبل كل ذلك ، احتضنت مئات آلاف الأرمن الذين هجرهم الأتراك بعد مذابحهم في أرمينيا وتركيا ، ومازالت هذه المسألة وصمة عار كبرى في جبين الترك ..
ولم تنصب لهم مخيمات معزولة ، ولم تكتع يدها لتتسوّل عليهم .. ولم تهدد بإقامة مناطق عازلة ..
وفوق كل ذلك ، سوريا لم تحرّض هؤلاء على النزوح لتحقيق غايات حقيرة كما يفعل جيرانها الآن ..
وما يزال إلى الآن ، يوجد في سوريا قرابة مليون فلسطيني ، لهم في سوريا ما للسوريين فيها ..
وإلى الآن ، يوجد في سورية أعداد كبيرة ( ربما أكثر من نصف مليون ) من العراقيين ، يعيشون في المدن والبيوت والقلوب ، وليس في " مخيمات نازحين ولاجئين " ..
29/08/2012
التعليقات (0)