عندما تسافر إلى جنوب اليمن وتقصد كبرى مدنه وحاضرته عدن، سواء كنت قادما من صنعاء عبر خط الضالع أو من تعز - كرش، لا بد أنك ستمر بمحافظة لحج وعاصمتها الحوطة، ولحج حكاية متفردة في الجنوب، فهي، إن جاز الوصف، عاصمة تراثه الغنائي والعشق ومتطلباته.
توصف هذه المحافظة بـ«لحج الخضيرة»، فهي تقع في منطقة صحراوية ويمر بها وادي «بَنا» القادم من أعالي جبال خُبان في المنطقة الوسطى في شمال البلاد، وبها دلتا تبن، ولذلك هي منطقة زراعية بامتياز وتنتج الكثير من المحاصيل، غير أن أسطورتها الأساسية في مضمار الشجر والزرع، هي «جناين الحسيني»، وهي عبارة عن بستان كبير كان ملكا لسلطان لحج، قبل ثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1963، ضد الاستعمار البريطاني، الأمير أحمد فضل العبدلي المعروف بـ«القمندان» وهو، أيضا، أحد أبرز شعراء هذه المحافظة وله أشعار غنائية كثيرة، ما زال الفنانون يتغنون بها حتى اليوم، وقد جلب القمندان الشتلات الخاصة بـ«جناينه» من الهند.
ولحج ليست فقط الحوطة، بل هناك مديريات يافع الشهيرة وردفان التي ارتبط اسمها باندلاع شرارة الثورة والكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني بعد مقتل المناضل «لبوزة»، والصبيحة والمضاربة وغيرها من المناطق المعروفة في اليمن، ورغم ذلك فعاصمة المحافظة (الحوطة)، ليست بالحجم والتطور الذي يعكس المساحة الواسطة والتنوع بالمحافظة، فهي مدينة صغيرة بها شارعان رئيسيان متعاكسان فقط وبضعة شوارع فرعية صغيرة، ومن أهم ما يميز سكان الحوطة هو البساطة في الحياة والعيش والملبس وكذا حبهم الجم والكبير لفن الغناء اللحجي وما يتمتعون به من أذواق في جلسات القات وليالي السمر والجلسات العائلية، فلا يمكن أن يخلو بيت في لحج، والحوطة خصوصا، من البخور اللحجي وأنواع الطيب الأخرى مثل الأخضرين، والزباد، والمشموم، إضافة إلى الفل اللحجي الشهير وشجرة الكاذي.
وهناك فنانون شعبيون مشهورون في لحج على مستوى الوطن اليمني، إلا أن الفنان الأشهر الذي يحبه أهل لحج وأهل اليمن وله شعبية كبيرة في دول الخليج، هو الفنان فيصل علوي، الذي رحل قبل عدة أشهر وخرجت الحوطة عن بكرة أبيها لتودعه في موكب جنائزي مهيب، بعد رحلة فنية استمرت عقودا، ولا يمكن أن ينسى هذا الفنان الذي كم عبّر بصوته وألحانه وعزفه عن حالات العشق والغرام، وكم غانية تراقصت على أنغام أوتاره.
ولحج التي تحتضن الفن وطقوس الغرام، تحتضن، أيضا، أنشطة للحراك الجنوبي، فعندما تسير في شوارع الحوطة يحدثك الناس عن أماكن تجمع أنصار الحراك وانطلاق مسيراتهم الأسبوعية وغيرها وعن المواجهات مع قوات الأمن، وهناك، في لحج، منطقة ردفان بمديرياتها الخمس التي تعد هي ومحافظة الضالع المجاورة لها «فرسي رهان» الجنوبيين في مسيرة الحراك، فهاتان المنطقتان فيهما وجود قوي جدا للحراك، لا يمكن اختراقه بسهولة، إن لم يكن ذلك مستحيلا، بحسب ما يطرح المراقبون والمتابعون لمسيرة الحراك الجنوبي.
وفي مدينة الحوطة للمرأة حضور مهم في أنشطة الحراك الجنوبي، وقد شهدت المدينة عدة مظاهرات نسائية خاصة، وفي هذه الحلقة ضمن سلسلة حلقات «الشرق الأوسط» عن جنوب اليمن المضطرب، التقت إحدى أهم وأنشط النساء المنخرطات في الحراك وهي ثريا سالم مجمل، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، التي أكدت أن للمرأة اليمنية - الجنوبية، حضورا ومشاركة مهمة في أنشطة الحراك وفعالياته منذ انطلاقته الأولى من «ساحة العروض» في مدينة عدن في 2007، وأن موقفها كان «إيجابيا في الدفاع، أيضا، عن مقبرة الشهداء بمعسكر طارق، والخاصة بشهداء أحداث يناير (كانون الثاني) عام 1986».
وتقول مجمل إن المرأة في جنوب اليمن تقوم بأدوار مهمة باستبسال و«تقدم خدمات لإنجاح الفعاليات»، كما تقوم بزيارة أسر الشهداء والمعتقلين والجرحى لمواساتهم»، نواسيهم بالدموع وهذا أقل شيء، وتذكر الناشطة الحراكية أن المرأة في جنوب اليمن تشارك، أيضا، في «تشييع الشهداء»، وأن قطاعات نسائية كثيرة لها حضور في الحراك كالطالبات وربات البيوت، وأن مسيرات نسائية خاصة، انطلقت في لحج وحضرموت وأبين وردفان والضالع للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، لكنها تؤكد لـ«الشرق الأوسط» إن حضور ومشاركة المرأة في أنشطة الحراك داخل المدن، خفت مؤخرا، بعض الشيء، وذلك بسبب «قمع الفعاليات والاعتقالات والمداهمات التي تجري في وقت متأخر من الليل للمنازل ويعتقل، خلال تلك المداهمات، أطفال النساء»، وفي الوقت ذاته تجزم بأن ذلك الخفوت لا ينطبق على المناطق الريفية، حيث «ما زال للمرأة حضور قوي».
وتشير ثريا مجمل إلى أن مشاركة المرأة في الجنوب ولحج، سواء المرتبطة فقط بالحراك أو من يرتبطن بالحراك وبأحزاب سياسية كحالتها هي كقيادية في الحزب الاشتراكي، له عدة أهداف، بالنسبة لحالتها، مثلا، الهدف هو «الضغط على السلطة للاعتراف بالقضية الجنوبية واستعادة حق الجنوبيين في العيش والثروة والأرض واستعادة البنية التحتية التي دمرت في الجنوب». وتضيف: «نحن من نناضل في إطار برامج الأحزاب الوحدوية، هدفنا الحوار وإخراج البلاد من الأزمة الطاحنة».
وتعتقل السلطات اليمنية، في مدينة عدن، إحدى أبرز القيادات النسائية في الحراك وهي زهرة صالح، التي تمت مداهمة منزلها من قبل قوات الأمن، قبل عدة أيام، وجرت مصادرة بعض محتوياتها ووثائقها الشخصية وهي داخل المعتقل، وفي هذا السياق ترى ثريا مجمل أنه «ما دام أخواتنا في المعتقلات، ورغم أن هدفنا ونضالنا سلمي لاستعادة حقوقنا، فلن نتراجع عن السعي لتحقيق الهدف، رغم الحملات العسكرية والأمنية الشرسة»، كما ترى أن مستقبل المرأة في الحراك ونشاطه سيكون «أوسع وأكبر رغم كل ما يجري».
وفي مدينة الحوطة، أيضا، يعيش الدكتور حسين العاقل، وهو أستاذ جامعي بكلية التربية بلحج والتابعة لجامعة عدن، الذي التقته «الشرق الأوسط» بعد الإفراج عنه بعدة أيام من قبل جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في آخر عملية اعتقال تعرض لها وتلتها عملية مداهمة لمنزله بعد المداهمة الأولى أثناء اعتقاله، وفي هذا الحوار القصير، يشرح الدكتور العاقل ما يقول إنها الأسباب التي أدت إلى اعتقاله، أكثر من مرة، إضافة إلى حديث بشأن الحراك الجنوبي، فإلى نص الحوار:
في البدء صف لي ملابسات اعتقالك بتهمة الانتماء للحراك؟
- شخصيا ومنذ عام 2006 كانت لي اهتمامات بحكم عملي أو مهنتي كمدرس في مجال الجغرافيا، وهذه الاهتمامات هي بخصوص الثروات في العالم العربي، النفط والطاقة ومصادرها وأهميتها للنهضة الصناعية، وكان اليمن ضمن الاهتمامات ومدى وجود الثروات والمعادن، وبالتالي تابعت نشاط الشركات منذ ما قبل الاستقلال عن بريطانيا (استقلال الجنوب)، ولي دراسات نشرت في بعض المجلات عن النفط في الجزيرة العربية، واتضح لي أنه ومنذ ما بعد حرب صيف 1994 (الأهلية بين الشمال والجنوب) أن هناك تدفقا وتنافسا محموما بين الشركات العالمية في اليمن بصورة مثيرة، فقد قفز عدد الشركات التي كانت تعمل في الجنوب من 4 عام 1995، إلى 28 شركة نفطية تقريبا في عام 2000، حيث بدأت ظاهرة ما يمكن أن نسميه «استنساخ الشركات الوهمية»، وكذا عملية الدخول في شراكات مع الشركات التي يتم التعاقد معها، وعند بحثي في مواقع الشركات العالمية على الإنترنت عن المعلومات ومقارنتها بما تورده وزارة النفط اليمنية على موقعها على شبكة الإنترنت، وجدت قرارات جمهورية (تتعلق بالنفط) صادرة في اليمن منذ عام 1990 وحتى عام 2003 ، وعندما قمت بعملية مقارنة وجدت أن تلك القرارات غير مشروعة، غير صحيحة وغير سليمة، وبها نوع من الاحتيال ولا تتطابق مع القانون الدولي فيما يتعلق بالاتفاقيات التي تبرم مع الشركات العالمية، ووجدت نوعا من منح الشركات صلاحيات كنوع من الإباحة المفرطة، وبدأت أحلل المعلومات، حتى إن أعضاء مجلس النواب (البرلمان) عندما كانوا يناقشون هذه القرارات الجمهورية، قبل المصادقة عليها، كانت بعض الشركات فعليا تعمل في الحقول وتنتج ومجلس الوزراء أيضا كان يناقش قرارات بشكل متأخر، ووجدت أن وزارة النفط علاقتها محدودة أو تكاد تكون وهمية (بالشركات)، إذن كيف، ومن وراء هذا الأخطبوط وهذه اللعبة وما هي مصلحة اليمن والنتائج المترتبة؟. وتبين، في الأخير، وأنا مسؤول عن كلامي، أن هناك استنزافا متعمدا وإهمالا وتجاهلا وعملية ترك للشركات دون رقابة أو إشراف، ويبدو أن الاستثمار في النفط والغاز يذهب في اتجاهات لا نعرفها، ولو يتسع المجال لسردت لكم بالأرقام كل ما أقوله، لكنه موثق لدي.
أريدك أن توضح لي نوع الربط بين الدكتور العاقل والنفط والجنوب؟
- عندما دخلت بعض الشركات في مناطق بشمال اليمن للتنقيب عن النفط في ثمانينات القرن الماضي، كانت تعرف أن كميات المخزون النفطي محدودة، وكانت تلك الشركات تبحث عن حقل «جنة» وحقل «عسيلان» وغيرهما من الحقول وانتقلت شركة «هنت» الأميركية إلى هذه الحقول (بعد الحرب عام 1994)، وإلى مناطق في محافظتي المهرة وحضرموت حيث المخزون النفطي الهائل في باطن الأرض، وقبل الوحدة وبعد الحرب ظل الجنوب وكأن ليس في أراضيه شيء من الثروات ومن المعروف أن هناك شركات عالمية كانت تغري الشركات التي كانت تعمل في الجنوب للانسحاب، ولكن بعد الحرب مباشرة أتت هذه المنافسة الرهيبة ودخلت الشركات وقسم الجنوب إلى نحو 92 قطاعا (استكشاف وإنتاج)، والمثير أنه اتضح أن هناك قطاعات بأسماء أشخاص ولا يعرف من أتى بهذه الشركة أو تعاقد مع تلك، ولذلك يتم التساؤل: كيف يتراجع إنتاج اليمن من النفط وهناك أكثر من 38 شركة عالمية وأكثر من 50 شركة محلية؟ ومن وحي ما يجري أعتقد أن الشركات العالمية دخلت في صفقات مع رجال قبائل وقادة في الجيش ونافذين في الدولة وأن هذه الثروات تهدر ويسرف في استغلالها، دون عائد أو فائدة وأن أبناء الجنوب إذا سكتوا فإن هذه الثروات ستستنزف دون علمهم وسيأتي وقت نجد الثروات التي في باطن الأرض قد شفطت.
هل أفهم من كلامك أنك اعتقلت بسبب تطرقك لهذا الملف؟
- نعم، وقبل أيام عقب الإفراج عني وعندما قابلت مدير الأمن السياسي بمحافظة لحج، عبد القادر الشامي، قال لي بالحرف الواحد: أنت تعرف أنك دخلت إلى خط أحمر ممنوع عليك وعلى أي شخص الاقتراب منه، لا نريدك أن تكتب عن النفط أو تتحدث عنه وأنت سببت مشكلات لنفسك وأتعبت نفسك بنفسك، وأخرج لي ملفا عن محاضراتي بهذا الخصوص، فقلت له إنني أبين لكم الأرقام فهل أنتم ضد الفساد أم معه؟ فقال إنهم ضده فسألته: لماذا إذن تلومونني؟ وهذه المعلومات التي أتحدث عنها منشورة على المواقع الإلكترونية وأنتم نشرتموها بأنفسكم، فلماذا تحاسبونني أنا؟ وحتى عندما حاكموني هناك (في صنعاء)، كانت التهم متعلقة بشأن ما كتبت عن النفط والغاز، وطبعا سجنت المرة الأولى لأكثر من سنة وحوكمت أثناء ذلك في 8 جلسات قضائية قبل أن يأتي العفو الرئاسي، وأنا، حاليا، وبعد الإفراج هذه المرة عني، أعكف على مراجعة المعلومات وتشذيبها كي أصدرها في كتاب بالخرائط والجداول البيانية وصور جوية، طبعا اعتقالي المرة الأخيرة تم عبر مداهمة منزلي وإخافة أطفالي وأخذي من أمامهم، وقد أكدت للمحققين أن الأمانة العلمية تحتم علينا أن نبين للناس ما يجري وبالأرقام، ثم وجهوا لي تهما بتوزيع أسلحة.. إلخ، تصور يا أخي أنني ذهلت أمام تلك الاتهامات وأصبت بالحيرة إزاء ذلك ومنها اتصالات لي بالخارج لإفشال مؤتمر الرياض (لأصدقاء اليمن)، يا أخي ايش (ما هي) علاقتي بالمؤتمر والمانحين؟ أنا محاضر لدي قلمي وكتابي، وهذا النظام أصبح يلقي بالتهم جزافا على الناس ومن دون احترام أو شرعية للاعتقالات، إلى درجة أنهم بعد أن أفرجوا عني، هذه المرة، طلبوا مني أن أعتذر، فقلت لهم إن عليهم هم أن يعتذروا لنا بسبب انتهاكات حرمات منازلنا وكرامتنا، ويبدو أن البعض وصل به الحال في الدفاع عن الفساد باعتباره من المنجزات، الناس في فقر مدقع وسمعة اليمن في الحضيض، إقليميا وعالميا يندى له الجبين، وكيف يطلبون منا أن نتحدث عن المنجزات في ظل الأوضاع المخيفة في البلاد؟
هل وجود الحراك الجنوبي يرتبط بمسألة سياسية راهنة أم بوضع اقتصادي يعاني منه المواطنون؟
- أقول وباختصار وبأمانة وبحسب ما أعرف وبحسب ارتباطي بجماهير الحراك، إن المسألة ليست اقتصادية، بل هي سياسية وإن الناس شعروا بعد حرب 1994، أنهم همشوا وانتهكت حقوقهم وأهملوا وتم إقصاؤهم، وبالتالي شعر المواطن الجنوبي أنه يخضع للمواطن الشمالي بالقوة وبالبلطجة وبأساليب لم يعتدها الجنوبيون، لهذا ضاق الناس ذرعا، خاصة أن الحياة المعيشية تدهورت بشكل مرعب، فتأمين المعيشة والتطبيب، تحول إلى حسرة وألم وتأزم الناس سواء الذين في الأرياف أو الذين في المدن، والشيء الآخر والمهم الذي أتمنى أن يفهمه الصغير والكبير على مستوى اليمن كله، هو أن التصرفات التي تلت الحرب في 1994 (هزم الطرف الجنوبي فيها)، كانت تسابقا على تقسيم الأراضي بنهب وكهبات دون خجل ويتنافسون (الشماليون في السلطة وبعض الجنوبيين) في عدن وحضرموت وشبوة وأبين وملكوا مزارع وأراضي وعقارات، ولذلك شعر ابن الجنوب أنه إذا سكت إزاء ما يجري فإنه سيصبح، مع الوقت، لا معنى ولا وجود له وبالتالي هذه هي حماقات النظام، ولذلك جاء الحراك كرد فعل، ورغم التباينات والاختلافات داخل الحراك، فإن هناك هدفا استراتيجيا لدى الجنوبيين في الداخل والخارج وهو استعادة حقوقنا وأن هذه الحقوق لن تأتي بـ«الفيدرالية» أو غيرها، وإننا إذا أردنا أن نعيش كجنوبيين في أرضنا، وهذا رأي الأغلبية، فعلينا أن نطالب باستعادة دولتنا وقد تحدث خلافات بشأن تطبيق آلية وممارسة الوصول إلى ذلك، بسبب بعض «الشطحات» أو المزايدات هنا وهناك، أو حب الذات لدى بعض الشخصيات، لكن الجميع مجمع على أن لا يبقى الجنوبيون على وضعهم الراهن، إلا باستعادة الدولة الجنوبية، وباختصار النظام القائم اليوم هو من ضرب وقتل الوحدة اليمنية بيده، وما زال يرتكب، يوميا، الحماقات ويصر على أنه على حق، بينما الناس يرون أمورا لا يمكن لأي شخص يعتز بيمنيته أن يسكت عنها، وإذا استمر النظام في تصرفاته في الجنوب ولحج، من ملاحقات واقتحام للبيوت في أنصاف الليالي، فإن الناس يمكن أن يخرجوا عن طوعهم ويقوموا بتصرفات دون تمييز بين صديق أو عدو.
التعليقات (0)