مناشدة عاااجلة للامام الصادق المهدي وقيادات حزب الامة القومي
محمد حسن العمدة
29 يناير 2011
mohdalumda@gmail.com
لقد طرح حزبنا ومنذ ليلة الثلاثين من يونيو المشئوم وعبركم رؤيته للحل السياسي لكافة مشكلات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية وتقدم بمذكرة قدمتموها الى الانقلابي العميد عمر حسن البشير ورفض النظام حينها أي طرح قدم من الحزب في سبيل ايجاد مخرج قومي وذهب في غيه بتكوينات هلامية وهمية اسماها سمنارات ومؤتمرات الخ الخ وامام اصرارنا علي الحل السلمي كان في المقابل ان استخدم ضدنا النظام كل انواع القهر والقمع من تعذيب وتنكيل بنا وبكل ابناء الشعب السوداني وزج بالشرفاء في المعتقلات وشرد الاف الاسر بالفصل التعسفي من الخدمة المدنية في اول سابقة خطيرة تجتاح مؤسسات الخدمة المدنية في السودان والتي كانت من اميز وانظف الدواوين الحكومية في عالمنا المحيط ان لم نقل في العالم الثالث اجمع .. لم ننكسر ولم نزل ولم نتراجع رغم ما استخدمه النظام ضدنا وضد ابناء شعبنا ... الى ان وصل الامر بالنظام المتجبر اعلان الحرب علي الجميع وانه جاء بالقوة ولن يعترف الا بمن ينازعه القوى .. وقالها كبيرهم الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا ... والبلاقيك متحزم لاقيه عريان ... قبلنا التحدي ووقفنا بقوة في وجه النظام سواء عبر العمل السياسي المواجه في الداخل او عبر العمل المسلح عبر جيش الامة للتحرير ... وامام العمل العسكري والتعبوي السياسي في الداخل والدبلوماسي في الخارج وتفجر الصراع والنزاع بداخل النظام استجاب للحوار فكانت جنيف - جيبوتي نداء الوطن وعودة قطاع الحزب بالخارج للداخل رغبة منا في حقن الدماء وايجاد حلول سلمية ولكن ماذا كانت النتيجة ؟!!
عمل النظام علي افراغ كل مضامين اتفاقاتنا معه والقاها ارضا والغاها من اولوياته السياسية بل عمد الي شق الحزب عبر الدخول في مفاوضات دائرية ثنائية مع الحزب ورفض الحل القومي ... فبدلا من ان نوحد السودان تحت سقف واحد وجدنا انفسنا مقسمين الى عدة احزاب وبينما عمل علي مواصلة استنزافه لحزبنا دخل في مفاوضات ادت الى تقسيم السودان وستؤدي حتما الى تقسيم المزيد من دولة السودان ... سعينا نحن بكل قوة وقهر للمستحيل مع بقية القوى الديمقراطية في توحيد القوى الوطنية من جديد واعادة الاصطفاف لمواجهة التحديات التي تفاقمت من جديد واصبحت اكثر واشرس واكثر صعوبة وانتشرت المليشيات المسلحة في كل مكان حتى داخل العاصمة وفي حين انفصل جنوبنا الحبيب باتت حتى العاصمة مهددة بالانفجار وللاسف التهديدات نفسها تصدر كل يوم من اعلى الهرم التنظيمي للحزب الحاكم ..
اننا امام كل ما لاقيناه في سبيل هذا الوطن مستعدين لبزل المزيد من التضحيات مهما غلا ثمنها وصعب امرها واذا هذا فانه ومن خلال خبرتنا الطويلة في التعامل مع هذا النظام الكاذب المخلف لوعوده المماطل في كافة مساراتها وبعد ما عملنا طوال السنين السابقة تفاجانا باللقاء الذي تم في يوم السبت الموافق 22 يناير 2011 أي قبل ثلاثة ايام فقط من اليوم الذي طال انتظارنا له لاقتلاع هذا النظام الفاسد .. اننا كاعضاء وكوادر في هذا الحزب العملاق نقول الاتي :
اولا : ان التجربة اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان هذا النظام اللئيم لا يستجيب الا اذا ما علم تماما مدى التهديد الذي يواجهه فهو طوال تجاربنا معه كلما اشتد به الامر سعى للتفاوض ثم يعود من جديد اذا استيقن فترة بقاء ولو ثانية واحدة
ثانيا : ان النظام اليوم في اسؤا ايامه على الاطلاق فهو قد فشل فشلا زريعا في الحفاظ على وحدة البلاد كما انه فرط في تراب الوطن حيث تم احتلال اراضي عزيزة علينا من تراب الوطن من حلايب والفشقة والقلابات وهمشكوريب وعوينات وغيرها ..
ثالثا : اصبح النظام عبر رئيسه المطارد دوليا بموجب اتهام المحكمة الجنائية الدولية بل اصبح اكثر انظمة العالم صدرت في حقه قرارات دولية لتهديده للامن والسلم الدوليين وصار السودان يحكم بموجب الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة .
رابعا : اشتدت الازمة الاقتصادية في البلاد وليس باخرها الزيادات الاخيرة في اسعار السلع والخدمات والتي ستعقبها زيادات اخرى تزيد من المعاناة الموجودة اصلا
خامسا : تفشت البطالة بشكل لم تشهد البلاد له مثيلا مما فاقم من الازمات الاجتماعية والاقتصادية وتفتق النسيج الاجتماعي للوطن وتفشت الجهوية والعرقية وغيرها من أمراض التخلف الاجتماعي ..
سادسا : تخبط النظام في الفترة الاخيرة خاصة بعد ثبوت انفصال الجنوب فتارة يصرح قادته بانفرادهم بالحكم تحت قوانين قمعية اسموها زورا الشريعة الاسلامية يستحلون بها ضرب النساء وقمع الرجال وتارة يتنادون بحكومة عريضة لا وجود لها الا في مخيلتهم.
سابعا : توقع انفجارات امنية في كافة مناطق التماس امام عجز شريكي الحكم لايجاد حلول واقعية ومنطقية لمناطق التماس تكفل حقوق مواطني تلك المناطق ..
سابعا : توقع انفجار الاوضاع في دارفور خاصة بعد تفرغ المجتمع الدولي لحل المشكلة وربما راى في نيفاشا نموزجا جيدا يقتدى به لحل مشكلة دارفور ونعلم جيدا ان النظام لن يهمه من الوطن الا بالقدر الذي يحكم في سيطرته وينشر فيه فساده ..
ثامنا : التحركات الشعبية في الدول الاقليمية والتي غيرت من طبيعة الانظمة القائمة سواء بالانتخاب كما في ساحل العاج او الانتفاضة كما في تونس وما يحدث من تحرك في كل من الجزائر والاردن واليمن
تاسعا : تنامي المد الشعبي الداخلي في جميع أنحاء الوطن الممزق مثل مدن مدني الفاشر سنار الكاملين بابنوسة العاصمة الخرطوم وتململ واضح في بقية انحاء الوطن ..
كل ذلك يجعل من الموقف العام للنظام موقفا صعبا ولذلك عمل قادته على اصدار التصريحات والعنتريات والتلويح باستخدام العنف عبر المؤسسات السياسية وتلك المفترض انها امنية تسهر علي امن المواطن وليس ارهابه .. ولكن بعد القرار القوي والشجاع والوطني الذي اتخذته قيادة حزب الامة بتاريخ محدد يحسم مماطلة النظام تجاه الحل السياسي الشامل سلميا او الاستعداد للانتفاضة الشعبية والتي توفرت كافة اسبابها ومتطلباتها .. ذهب النظام الماكر بنفس حيله السابقة لعقد لقاء معكم في كل الاحوال سيحقق منه النظام الاتي :
اولا : محاولة احباط التعبئة الكبيرة التي قام بها الحزب والحماس القوي الذي قابلت به جماهير الحزب وقواعده قرار رئيس الحزب الاخير
ثانيا : محاولة زعزعة الثقة بين الحزب وبقية القوى السياسية والمدنية الاخرى
ثالثا : محاولة الغاء او تعطيل او تخريب او افراغ احتفال الحزب بذكرى تحرير الخرطوم وما يمكن ان يحدث فيه من نتائج النظام غير جاهز لها تزيد من التعبئة الشعبية
رابعا : محاولة زرع فتنة داخلية جديدة للحزب بين من يميلون الى الحوار ومن يتمسكون باقتلاع النظام
خامسا : ادخال الحزب من جديد في دوامة حلقة دائرية من الحوار لا نهاية لها لاكتساب فترة جديدة من الاستمرار في الحكم
سادسا : زرع بذور التشكيك في قيادة الحزب وسط قواعده بالتاكيد على تردد القيادة وتشويه صورتها باعتبار انها متزعزعة ومتناقضة القرارات
ان النظام يعلم جيدا ما هي الاجندة الوطنية التي ينادي ويطالب بها حزب الامة القومي وقد تم طرحها من قبل في لقاءات ثنائية كثيرة بل وتم النقاش في تفاصيل الاجندة عبر ما يسمى بالتراضي الوطني الذي وصفته قيادة الحزب في اكثر من مرة بالميت والذي شبع موتا .. ما تم طرحه هي نفسها النقاط التي تم قتلها حوارا من قبل عبر لجان ولجان بين الحزب والنظام .. ولذلك فان تهرب النظام من الرد الفوري بدعوى التفكير والرد لاحقا ما هي الا محاولة للهروب للامام وادخال الحزب في حلقة مفرغة باجترار نفس الاخطاء السابقة والمحصلة الصفرية في نهاية الامر لذلك نرى انه لا فائدة ابدا من الحوار مع النظام واللقاء معه الا في ساحات المواجهة الشعبية واقتلاعه من جزوره وانقاذ البلاد منه ومن شروره ومحاسبة و محاكمة كل اطرافه وقادته ومؤسساته محاسبة عادلة ومحاكمة ناجزة ...
التعليقات (0)