كرم الثلجي: يبدو أن حقيقة عقارب الساعة لا تسير إلا الوراء فعالة وناجعة عندما يتم الحديث عن المستوطنات والاستيطان، كما تبدو الصورة واضحة وجلية في تتبعات ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في حل أزمتها الإسكانية بإقامة 4300 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع المستوطنات المقامة في القدس المحتلة الأمر الذي يهدد بإجهاض أي محاولة أو جهد لإحلال السلام في المنطقة.
الغريب بالأمر أن من يتحدث اليوم عن الاستيطان والمستوطنات في محاولة منه إلى لفت الأنظار، أحمد قريع أبو العلاء عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون القدس، وربما كانت تلك الكلمات للظهور الإعلامي حيث طالت مدة غيابه على وسائل الإعلام منذ منح ابنته الهوية الإسرائيلية، وربما كانت تلك الكلمات اليوم ليسجل حيزا إعلاميا بين الأحداث المترامية في الشأن الفلسطيني خاصة أنه ركزت بالفترة الأخيرة حول الهجمة المتخفية من مكتب الرئاسة على عضو اللجنة المركزية محمد دحلان.
كمان أن حقيقة عقارب الساعة ثابتة لا مجال للتغيير فيها فالشعب أيضا لم ينسى أبطال ممولي جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل بالأسمنت،جدار ما زالت جاثم على الأرض الفلسطينية ابتلع الأراضي وهجر عائلات ودمر البنية الاجتماعية لشعبنا الفلسطيني فلأجله مازالت الإعتصامات في بلعين وغيرها ، قدم لأجله الشهداء والجرحى من اجل إزالته، كما لم ينسى أبدا مدى تقربك من تسيبي ليفني لمنح منى ابنتك بطاقة هوية مقدسية فحصلت عليها، واليوم تطل علينا وتتحدث عن الاستيطان والمستوطنات.
صدق المثل القائل " باب النجار مخلع" فهنا لا يجوز لنا أن نتحدث عن مستوطنات واستيطان في ظل تزويدنا للاحتلال بما بني شرخ في الأراضي الفلسطينية ، ودمر حياة إنسانية وجعلها قضية فلسطينية إسرائيلية تضاف لقائمة القضايا الخلافية، ولا نعلم هل سيعلمنا التاريخ بتفاصيل خفية حول تلك الصفقات أم ستقوم اللجنة المركزية بفتح تحقيقات خفية علها تخفي بعض عوراتها الشيطانية لأجل شن حملاتها على قيادات فتحاوية سواء كانت هجمتها ايجابية أم أنها لم ترضي الفئة القوية.
إسرائيل ماضية في استيطانها وإقامة مستوطناتها ولا تشدد على شي لم تملك فيه قرار يلزم إسرائيل بشي، لا يهمها إقامة الدويلة الفلسطينية ولا يهمها أيضا شخوص القيادة الفلسطينية ، ويبدو أن الحديث عن القدس متأخر قليلا حيث مرت فيه أحداث جمة فالمستوطنات ليست بالشي الجديد للحديث عبر وسائل الإعلام ، فلا تنسي تجريف المنازل الفلسطينية بحجة عدم الترخيص وتجريف المقبرة الإسلامية وهدم بعض المنازل لمنتزة، واحتلال المستوطنين لبيوت مقدسية والأمر يطول حول الحديث عن طرق الاستيطان في القدس وغيرها.
وأخير وليس أخرا إن كنا نعتقد بان هناك قوانين وأعراف دولية لا زلنا نتمسك بها لدى الأممية المتحدة ، فنحن جميعا نعلم أن العدالة في السماء ، والحديث عن سياسة إسرائيل واستهزائها بتلك الأعراف والقوانين ما هو إلا نوع من الترويج الإعلامي لا أكثر ، فهي مستمرة منذ أن جئنا عبر أوسلو ومنذ البدايات الأولي لوجودكم بالحكومة الفلسطينية ولا جديد فإذا راجعنا الزمن الإعلامي للبدايات سنجد نفس التصريحات والكلام المعنون في صفحات الصحف والمجلات الآن.
التعليقات (0)