خمسون عاما يا وطن
وأنا طريد
واليوم أحزم ما جمعت
من حزن ماضي العتيق ...
فلقد قرأت
عما يسمى بالسلام
فبكيت من فرحي الشديد
وحزمت أمتعتي لكي
أنهي الرحيل ،
وركبت طائرة السلام
حتى أعود ..
لكن وللأسف الشديد
قاموا بتأجيل السفر ....
قالوا هناك مشاغبا
في وسطنا
وعلينا نيله قبل أن
يصبح بعيد ...
فحمدت ربي مرة
وشكرته ضعف العدد
فكلامهم يعني لنا الحرص الشديد
لحياتنا ...
قالوا انزلوا لنعدكم
فنزلنا طوعا للمطار
قالوا قفوا خلف الستار
فظننت خوف الاحتقار
ووقفت في وسط الجميع
أخذوا هويات الجميع
نادوا بأسماء الجميع
وصرخت عند اسمي نعم
قالوا لغم .....
أنت اللغم ....
سحبوني من وسط الحشود
أدخلت غرفة الانتظار
وبقيت وحدي أنتظر ....
خمسون ساعة قد مضت
وأنا وحيد ...
جاء الفرج !!!
دخل المحقق واقترب
مترنحا من فرحه
فلقد سبا ندّا عنيد ...
وأنا أحملق لا أعي
سر الجمود
وهوا بكفه كي يزيل
عن جلد وجهي أي جلد
فغرقت في نوم عميق
وصحوت في قبو مخيف
وقرأت أسمائي وقد
خطت بدم
من عصر تسويق العبيد ....
دخل المحقق حفرتي
فسألته عن تهمتي
قال : الكثير .... !
الأولى إسمك ثائرا
والعمر خمسون مضت
هذي الجنح
أما الجناية يا ولد
أن اسم أمك نكبة
وأباك من نسل الشهيد
والآن ممنوع السفر
عد للبعيد .....
عد لن تعود.
التعليقات (0)