مواضيع اليوم

ممنوع أولى من حرام

Riyad .

2016-01-16 15:32:17

0

ممنوع أولى من حرام

في الثقافة الدينية القائمة على النسخ واللصق وإهمال البحث الفقهي يحتل التحريم المؤقت مساحة كبيرة ما تلبث حتى تضيق ويٌصبح الحرام حلالاً بعد انتفاء موانع التحريم .

في الزمن الماضي حٌرم التعليم على الفتيات وما أن اتضحت الصورة حتى تراجع من أصدر الفتوى وأخذ يٌنادي بضرورة تعليم الفتيات أمور الدين وترك الدنيا وهنا مساءلة غاية في السذاجة فحث الناس على الالتحاق بالدار الآخرة وترك الحياة الدٌنيا لا يمكن ربطه بدين يحث على عمارة الأرض وعدم نسيان النصيب الدنيوي فالعقل المحدود المٌحاط بأسلاك شائكة هو من حدد وليس الدين القيمة الإنسانية الكٌبرى ؟

 تحرم المحللات ومختلف الظواهر الطبيعية البشرية جريمة لا تنال من تعايش المجتمع وتماسكه وتنميته بل تنال من المقدسات عبر تشويه حٌكم شرعي فالتحريم حٌكم رباني واستخدامه بلا ضابط يزرع بالعقل صورة مغلوطة فتنشئة الأجيال على التحريم المؤقت يٌنذر بكارثة اضطراب الشخصيات ويٌعزز من وجود الجهل والتجهيل , لماذا لا يتم استبدال كلمة مٌحرم بكلمة ممنوع طالما القضية تقع ضمن إطار الاجتهاد وضمن أٌطر الحياة المدنية والتفاعل الاجتماعي , هناك فرق كبير بين الحرام الواضح الصريح وبين الحرام لأسباب تقع ضمن دائرة درء المفاسد مٌقدم على جلب المصالح , قضية قيادة المرأة للسيارة وقضية الهوية الوطنية للنساء والمشاركة النسوية في ميادين الحياة المختلفة الخ قضايا تقع ضمن دائرة درء المفاسد وليس جلب المصالح وإعطاء كل ذي حقٍ حقه , الاجتهاد الفقهي غائبٌ عن الواقع بل ميت وهذا سببٌ جعل من التحريم المؤقت يحتل مساحة بارزة في الحياة اليومية للمجتمع , التحريم المؤقت لا يستمر طويلاً نظراً لتعدد الأصوات المعارضة وتفاعل المجتمع مع مختلف القضايا وفق رؤية مغايرة لرؤية الواعظ أو الفقيه فالمجتمع ليس بجاهل أو ساذج لكن ذلك التفاعل المجتمعي يتعرض لموجات مد وجزر من بعض أفراد المجتمع ممن يظن أنه يحسن صٌنعا وهو في الحقيقة يمارس خطاءً بحق نفسه وبحق مجتمعه وبحق دينه ؟

الٌشبهات والأخطاء والتجاوزات لا تزول وتنتفي الا في ظل وجود حزمة من الأنظمة واللوائح والقوانين التي تصون علاقة الأفراد بعضهم ببعض وتعٌطي كل ذي حقٍ حقه , القوانين الرادعة للمتحرش ومن يٌضايق المرأة بأي شكلٍ من الأشكال أو ينتقص من إنسانتيها ستكون بداية لانتفاء تحريم قيادة المرأة للسيارة وحرية العمل والتنقل والمشاركة المجتمعية الخ ذلك من الحقوق الإنسانية , أيضاً تجريم من يستغل الدين وأحكامه لأسباب ايدلوجية والمراجعات والتعددية الفقهية عوامل ستفضي إلى حفظ أحكام الدين ونصوصه , كلمة ممنوع تعني وقوع العقوبة المنصوص عليها لمن يقع في الممنوع أما كلمة محرم فتعني ارتكاب إثم عظيم وبالتالي فإن لعنة السماء والناس ستحل على من أرتكب الإثم ؟ استبدال كلمة ممنوع بدلاً من محرم ليس واجباً بل فريضة خاصة في هذا الزمن الذي أصبح فيه التحريم يستهدف كل شيء , قلة الوعي والجهل وغياب البحث والتعددية الفقهية وغياب القوانين واللوائح وسطوة الخطاب الوعظي المؤدلج عوامل جعلت من التحريم أداة تضييق وزراعة خوف وتعطيل لحياة الناس وفي ذلك تشويه للدين وقيمه وتعاليمه السمحة  .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات