مملكه بنو حوا 6

مملكه بنو حوا .. الحلقه السادسه …
بمرور الايام بدأت النساء يعتدن علي تواجد الرجال في كل الأمكنه علي الجزيره ما عدا بعض الأماكن التي حظر عليهم تماما ارتيادها كأماكن اللهو وحمامات البخار وصالونات التجميل وشواطئ العاريات مع منعهم عن الاعمال التي يحدث فيها اختلاء بالنساء مع التشديد التام عليهم بتغطيه أجسامهم بالكامل والتسربل في أرديه فضفاضه تستر عوراتهم وتحول دون اغوائهم للنساء وعند السير في الشارع تكون الوجوه مطأطئه والعيون تنظر الي الارض وكذلك منع تعاطي الخمور والمسكرات علي الاطلاق ويتعرض المخالف منهم للعقوبه المشدده العلنيه في قلب الشارع علي مرئي ومسمع من الجميع وحتي يكون عبره لغيره من الرجال …
سارت الاحوال منتظمه وعلي ما يرام وكل شيئ منضبط علي الجزيره وبمرور الايام بدأت تتواتر الأخبار أو بمعني أدق تنتشرالنميمه بين النساء عن حدوث حالات حمل متفرقه بين النساء وأن حكومه الجزيره تخفي الأمر عن عامه النساء وتحيطه بهاله من السريه التامه وأنها أي الحكومه خصصت أحد الأبنيه والتي كانت تتبع الاستراحات الملكيه وتحت حراسه مشدده لاخفاء النساء الحوامل عن الأعين حتي يضعن حملهن ويخرجن بعدها ولكن لا يخرج الاطفال من المكان ومع مرور الوقت تكاثر عدد الاطفال ولم يعد ممكنا اخفائهم أكثر من ذلك وبعد الشوري صدر القرار الملكي بأن كل امرأه تحمل يجب أن تقبع في "دار الحوامل" كما تم تسميته حتي يكتمل حملها وتضع مولودها فان كانت المولوده بنت تأخذها أمها وتخرج بها علي أن تنسب الطفله لأمها وان كان المولود ولدا يتم ايداعه في "دار العبيد الذكور" ليتربي علي العبوديه منذ الصغر ويكبر عبدا ويظل عبدا لدي النساء طيله حياته ولا يعرف له أما …
وبعد أن أصبح موضوع الحمل من المواضيع المعتاده الحدوث في الجزيره أشار مجلس الشوري علي الملكه بوجوب الحمل حتي تلد "وليه العهد" التي تحكم الجزيره من بعدها وأنه لابد من الاسراع بهذا الامر حتي لاتفوتها فرصه الانجاب لتقدم العمر بها …
وقد كان واستجابت الملكه للمشوره وانتشرت الاخبار بأن الملكه حامل واحتجبت الملكه تماما في قصرها طوال فتره الحمل ولم تظهر في العلن علي الاطلاق حتي حان موعد الولاده وأنجبت الملكه وكانت المفاجئه الكبري فالملكه ولدت ولدا …
وطبقا للقانون السائد في الجزيره والتعليمات الملكيه لابد أن يوضع هذا الولد في "دار العبيد الذكور" ولكن هذا الولد ابن الملكه وكذلك ربما لا تلد الملكه مره ثانيه وكانت معضله كبري في المملكه ولم يذاع خبر ولاده الملكه لعده أيام حتي استردت عافيتها واجتمعت بمجلس شورتها ومفتيتها واستقر الرأي علي أن يعلن الخبر ولكن يذاع أن المولود بنتا أي وليه للعهد علي أن يكون ظهور المولود في العلن محدودا جدا وبملابس البنات ويعامل معامله البنات داخل القصر الملكي .. ويترك المجال للملكه ربما تحمل مره ثانيه في أنثي …
مرت الايام ولم تحمل الملكه مره أخري وكأن الالهه رفضت الا أن تنجب الملكه ولدا واحدا وسارت أمور المملكه من أحسن الي أحسن وبلغت شهرتها كل الممالك وخاصه بعد الانتصار المدوي والذي حققته النساء علي أسطول واحده من أكبر امبراطوريات زمانها …
وعرفت النساء أن البحر يحيط بهن من كل جانب وان حياتهن متوقفه علي البحر فارتبطن بالبحر وبرعن في فنونه وكبر أسطول النساء وزادت سفنه زياده عظيمه وأصبح له صيت وشهره بلغت الافاق فأبحرت النساء في اتجاه الجزر الأخري المأهوله وتبادلن معها السلع والمنتجات .. والجزر الغير مأهوله استخرجن منها المواد الخام وأخضعنها لسطانهن ولم تجرؤ أي مملكه علي مهاجمتهن أو حتي التحرش بهن وتوافدت النساء الي الجزيره أفواجا أفواجا هاربات من ظلم الرجال ولم يجرؤ أي رجل علي اقتفاء أثرهن عندما يعلم أن وجهتهن جزيره النساء فأساطيلهن أي النساء تجوب البحار شرقا وغربا وكل يؤثر السلامه …
وكانت رايه النساء كافيه بمجرد رفعها علي أي سفينه أن تسبغ عليها الحمايه حتي سفن القراصنه كانت تتحاشاهم بعد أن لقنت النساء مجموعه من القراصنه السود المشهورين بوحشيتهم درسا لن تنساه البحار فقد احتجز القراصنه السود احدي سفن الحاويات التابعه للنساء فما كان من النساء الا أن أخرجن أسطول عظيم واقتفوا أثر القراصنه السود حتي وصلوا الي ساحل بونت الذي يختبئون فيه وهاجموه بشراسه وانتهت المعركه بافناء كل القراصنه والاستيلاءعلي ممتلكاتهم وسفنهم وتحرير نسائهم وسفينتهم وكذلك أخذ نساء القراصنه للعيش في الجزيره وتأمين المجري الملاحي …

مجدي المصري