مملكه بنو حوا 3

مملكه بنو حوا .. الحلقه الثالثه ...
وانتظمت الحياه في الجزيره تماما وأصبحت مملكه النساء مملكه عظيمه بحق كل شيئ مرتب ومنظم وكل واحده تعرف ما لها وما عليها فالحقوق والواجبات كفلها الدستور الذي يقدسه الجميع والنظام والنظافه هما السمه الرئيسيه لها …
وكان بين الفينه والفينه تمر السفن التجاريه من أمام الجزيره فتخرج المراكب من الجزيره للقيام بعمليه التبادل التجاري في البحر حيث كان لا يسمح للرجال بوطئ الجزيره حتي أنهن أي النساء اشترين سفن كبيره تصلح للحروب وأسلحه متعدده بخلاف ما صنعنه بأنفسهن حتي أصبحت مملكه النساء كامله متكامله وابتدأت شهرتها تنتشر في الافاق …
ووسط كل هذا نسيت أو تناست النساء العلاقه الحميميه بالرجال ولم يعدن يفكرن فيها علي الاطلاق ولكن ذات يوم أثناء اجتماع الملكه مع مستشاراتها ومع المرأه العجوز مفتيه الديار الملكيه أثارت المرأه العجوز معضله كبيره الا وهي أنه أمام الموت والذي سيحصد الارواح تدريجيا سوف يأتي يوم تخلوا تماما الجزيره من سكانها لانه بدون مواليد ستنقرض النساء ذات يوم وتنقرض معهن مملكه النساء ..
وكذلك من ستكون وليه العهد القادمه والملكه لم تنجب .. هذه المعضله أرقت الجميع وبدأن في البحث عن حلول لها استغرقت وقت طويل وسط اقتراحات كثيره وتفنيد لها ...
فالاقتراح الاول هو تخصيص بعض النساء من الشابات اليافعات للقيام بعمليه الحمل وانجاب الاطفال علي أن يسمح لهن أثناء التبادل التجاري في البحر بممارسه الحب مع البحاره …
وقوبل هذا الاقتراح بالرفض ففكره السماح لبعض النساء دون الباقيات بممارسه الحب سوف يخلق حساسيات شديده بين النساء وسوف يتخلله محسوبيه وربما رشوه مما سيتسبب في زرع عوامل الانهيار الداخليه في المجتمع وهو مخالف للدستور …
الاقتراح الثاني كان أن تقوم سفن أسطول الجزيره بعمليات قرصنه داخل البحر وأسر الرجال وحبسهم في سجن بالجزيره وتخصيصهم كأدوات امتاع للنساء كما كانوا يفعلوا هم بالنساء في الماضي وأيضا قوبل هذا الاقتراح بالرفض لأن النساء ان فكرن في الاستمتاع بالرجال ستحتجن الي عدد مهول من الرجال بالاضافه الي تكلفه تغذيتهم والعنايه بهم كما أن القرصنه عمل غير أخلاقي اختص به الرجال …
الاقتراح الثالث كان أن يتم السماح للنساء بالسفر في رحلات سياحيه ترفيهيه الي الخارج ومن تحمل منهن فلا ضير …
وأيضا قوبل هذا الاقتراح بالرفض لانه ان فتح هذا الباب فستسافر كل نساء الجزيره في أول رحله وربما تجد بعضهن وليفا لهن ولا يعدن علي الاطلاق كذلك سوف تسافر الموسرات من النساء عده مرات في السنه وأما المعسرات فلن يستطعن اليه سبيلا …
الاقتراح الرابع كان أن يتم انشاء منطقه للتجاره الحره علي أحد جوانب الجزيره علي أن يكون التبادل التجاري بين الجزيره والممالك الاخري في تلك المنطقه الحره بدلا من البحر علي أن يتم التيسير في كل شيئ والتغاضي الشرطي عن أي ممارسات جنسيه …
وأيضا قوبل هذا الاقتراح بالرفض لانه سوف يسمح للرجال بالتواجد المستمر علي الجزيره والذين من خلاله يمكن لهم التسرب الي داخل الجزيره والقيام بعمليات تخريبيه لعقول النساء كما أن شرطه الجزيره سوف تنحرف عن أداء المهام المنوطه بهن ...
الاقتراح الخامس كان أن يتم انشاء منتجع سياحي عالمي علي الجزيره يمكن من خلاله تواجد الرجال في المنتجع بالاضافه الي الربح المادي من التسويق السياحي …
وهذا الاقتراح أيضا قوبل بالرفض لان صوره المملكه ستسوء بين الممالك الاخري لانها ستصبح جزيره البغاء وسوف يأتي الرجال من كل فج عميق لممارسه الجنس حاملين كافه أنواع الامراض الي الجزيره …
ثم حتي وان تم تنفيذ أحد الاقتراحات السابقه فان ولدت النساء ذكورا فما العمل حينها ؟
هل يتم وئد الأطفال الذكور في المهد أو يتم القائهم في اليم لأنهم ان تركوا سوف يتكاثرون مع الايام وسوف تتغير معالم الجزيره الانثويه بمرور الأيام …
لم تصل النساء الي حل مرضي للجميع مما أصاب الملكه بالاكتئاب فاعتكفت في قصرها حزينه علي نفسها وعلي مملكتها وحاولت النساء اخراجها من عزلتها دون جدوي حتي جاء يوم استيقظت نساء الجزيره فيه علي بوق الانذار فهرعن كلهن الي الشاطئ ليتبين الأمر واذا بأسطول عظيم من سفن القتال يقترب من سواحل الجزيره ثم ينقسم الي ثلاثه أقسام قسم في الميمنه وقسم في الميسره وقسم في القلب ويتمركز علي هذا الحال …
أسرعت نساء الشوري ومعهن المرأه المفتيه وقائده الجيش الي الملكه وعقدن مجلسا للحرب .. جاء الرجال للغزو هذا اليوم الذي ترقبنه وانتظرنه طويلا وأعددن العتاد والعده الكافيه والاستعدادات والخطط الحربيه والتدريبات الشاقه له .. وبسرعه بدأن في مناقشه الخطط واتفقن علي أن خير الدفاع الهجوم وعدم ترك الفرصه للغزاه بأن تطأ أقدامهم أرض الجزيره .. فان يبدأن بمهاجمه القلب ولكن هنا ستطبق الميمنه والميسره علي المهاجمات وان هاجمن الميمنه وصلت الميسره الي الجزيره والعكس صحيح …
وأخيرا توصلن الي أن أنسب الحلول هو تحريك السفن الموجوده علي الجانب الاخر من الجزيره للفت الانظار اليها وجرهم الي ملاحقتها وجرهم الي المجري المائي الضحل ثم يتبع ذلك الاستعانه بالعوامات اللاتي يغطسن تحت الماء ويصعدن الي ظهر السفن ويقطعن أحبال أشرعتها ليصعب التحكم بها ثم مهاجمه سفن الميسره بقوارب النساء العاريات …
وجمعت الملكه النساء المقاتلات وخطبت فيهن قائله أيتها النساء الماجدات الابيات الحرائر بنيتن مجدكن وحضارتكن بسواعدكن ودمائكن واليوم جاءكم الرجال البغاه ليضعونكن علي المحك فاما أن تدافعن عن مجدكن ومكتسبات المرأه التي صنعتموها بأرواحكن وكفاحكن واما أن تعدن الي ملك يمين الرجال ثانيه جواري واماء لهم .. الالهه كلها تتقدم خطاكم فلا تهنوا ولا تضعفوا أقتلوهم حيث جاءوا ليقتلوكم اجعلوا من أجسامهم طعاما لاسماك البحر ولا تنسوا ما ستغنمونه من سفنهم والذي سيكون خالصا لكم وحدكم ولا تنسين من سيقع منهم في أسركن .. الي الامام ...

مجدي المصري