مواضيع اليوم

مملكه بنو حوا 2

مجدي المصري

2009-10-12 18:46:53

0


مملكه بنو حوا .. الحلقه الثانيه …
قضت النساء أولي الليالي علي الجزيره في احتفال عارم حيث أوقدن نارا عظيمه وظللن يرقصن حولها طيله الليل فرحات مهللات ويصرخن صرخات عظيمه تشق سكون الليل وسكون الجزيره معلنه عن ساكناتها الجديدات ولم يتوقفن عن الرقص والاحتفال الا مع تباشير الصباح الاولي وقد أنهكهن التعب تماما فارتمين كلهن علي الارض في مطارحهن ورحن في ثبات عميق …
وعندما مالت الشمس الي المغيب بدأن في الاستيقاظ وركضن متتابعات الي المياه للاستحمام فامتلأ الجرف المائي المحيط بهذا الجانب من الجزيره بهن تماما في منظر نادر الحدوث لهذا الكم الكبير من الاجساد العاريه السابحه وعندما استكفين من الماء بدأن في الخروج تباعا والاستلقاء علي الرمال الناعمه للشاطئ في بانوراما نسائيه متفرده حتي أقبل الليل عليهن …
وبدئن في جمع الحطب لاشعال نار مره ثانيه .. وعندما أشتعلت النار صاحت فيهن المرأه العجوز ليتجمعن ثانيا للتباحث فتجمعن في حلقه عظيمه علي رمال الشاطئ ووقفت المرأه العجوز في المنتصف تخطب فيهن وقالت :-
بنات حواء عشتن وعاشت أمهاتكن وجداتكن حياه الأسر والذل والهوان تحت نير الرجال وظلمهم وسلطانهم وجبروتهم واستغلوكم بأسوأ ما يكون الاستغلال فكنتن لهم الخادمات المطيعات تغسلوا لهم ملابسهم وتنظفوا لهم بيوتهم وتطهون لهم طعامهم وتمسحوا لهم قاذوراتهم وتحيكوا لهم وتخبزوا لهم وتسهروا علي راحتهم وقد اتخذوا من أجسامكم وسيله لاشباع غرائزهم ومن أرحامكم وسيله لانجاب أولادهم وحفظ سلالتهم البشريه ولم تلقوا منهم لا جزاءا ولا شكورا فقط كل تحقير وازدراء …
بنات حواء عشتن الحلم كما عاشته أمهاتكن وجداتكن .. حلم الحريه والتحرر وامساك زمام أموركن ولكن الاقدار لم تشأ الا أن تهب لكن الحريه فهل أنتن أهلا لها ….
فهتفت كل النساء نحن لها نحن لها نحن لها …
فقالت لهن المرأه العجوز .. الحريه لا يهبها البشر للبشر علي الاطلاق ولا حتي يهبوها للحيوانات فقد فطرتهم طبيعتهم العدوانيه علي حب امتلاك واستعباد الأخر وسلب حريته قبل سلب ممتلكاته لذلك لم تتوقف الحروب بين البشر وبعضهم البعض منذ بدء الخليقه ولن تتوقف حتي انتهاءها بأن يفني البشر بعضهم البعض تماما …
لذلك الحق أقول لكم لن يسمح لكم الرجال بهذه الحريه والتي جبلوا علي استعبادكم .. سوف يحاربوكن سوف يقتلوكن ويسحلوكن وسوف يجعلون منكن عبره لكل نساء الأرض الي أبد الأبدين .. سوف تأتيكن الجيوش الجراره من كل حدب ومن كل صوب كل يريد أن يظفر بأجسادكن وبأرواحكن فماذا أنتن فاعلات ؟؟
وأسقط في يد النساء فبدأن في البكاء والعويل وتعالت صرخات وأنين الحزن الي عنان السماء ذهبت الفرحه وعلا الحزن علي القسمات وكسي الوجوه .. فانبرت احدي النساء القويات شاهره سيفا وقالت …
وحق جميع الالهه لندافعن عما وهبته لنا الطبيعه حتي أخر قطره من دماءنا وحق جميع الالهه لنموت فداءا لحريتنا وحق ألهه المشرق والمغرب لن نستعبد ولن نذل بعد اليوم …
فهبت النساء كلهن واقفات وكلمات تلك المرأه قد أشعلت النار في صدورهن معلنات أن مراره القرون الغابره انتهت الي غير رجعه ولن تعود .. وهتفن بكل ما أوتيت الحناجر من حنق ومراره متراكمه تراكم السنين .. أرواحنا فداءا لحريتنا .. نموت نموت وتحيا حريه وكرامه وعزه النساء وحق جميع الالهه سندافع عن حريتنا بأخر قطره من دمائنا …
فقالت المرأه العجوز اهدئوا وعوا جيدا ما سأقول لكم …
أنتن الأن بصدد بناء مجد المرأه وحريتها واعاده حقوقها المسلوبه فابنوا مملكتكن وحصنوها بالقلاع ونظموا أنفسكن وتخيروا من بينكن ملكه لكم تقودكن وشكلن جيشا وتدربن علي أعمال القتال واحموا ثغوركن وابقين دائما مستعدات لغدر الرجال وكن عونا وسندا لاخواتكن من النساء اللاتي سيهربن من نير الرجال …
وكانت تلك الليله هي الليله الفارقه في حياه النساء وكانت أكبر مؤتمر للمرأه علي مر العصور والذي تم بحث كل ما يخص المرأه فيه وتم في تلك الليله اختيار المرأه التي شهرت السيف ملكه لمملكه بنو حوا واختيرت المرأه العجوز حكيم للمملكه تفتي للنساء في كافه أمورهن الحياتيه وتشير علي الملكه بالاقتراحات البناءه اللازمه للحفاظ علي المملكه قويه صامده في وجه الرجال وتم اختيار مجموعه من النسوه ذوات العقول الراجحه ليكن مجلس شوري عونا للملكه في اداره شئون المملكه وتم اقرار ما يشبه الدستور المكتوب نبراسا تهتدي به النساء وأقسمت كل النساء علي الزود عن المملكه والملكه بأرواحهن …
وفي صباح اليوم التالي تم تقسيم النساء الي مجموعات حسب ما يجدن من أعمال وبدأن في انشاء ورش العمل فهذه ورشه للنجاره وتلك للحداده وأخري لتصنيع مواد البناء وأما اللاتي كن لا يجدن أي أعمال فتم الحاقهن بالجيش وابتدء اعداد نواه الجيش من كتائب وسرايا وفصائل وبدء التدريب علي أعمال القتال تحولت الجزيره الي خليه عمل لا تتوقف ولا تكل ولا تمل .. أشهر طويله مرت علي هذا الحال يد تبني ويد تحمل السلاح يد تصنع ويد تطهوا لها حتي أصبحت الجزيره أو مملكه الجزيره مفخره لكل نساء الأرض وتم بناء قصر منيف للملكه علي أعلي ربوه في الجزيره تستطيع من خلال شرفاته أن تري كل الجزيره وأحيط بسور عالي محصن تحصين تام ثم بنيت المنازل لسكني النساء وشقت الطرق والحواري والازقه وامتلأت بورش التصنيع والتصليح ومهدن الحقول وزرعنها بكل شيئ وبين كل هذا وذاك لم تنسي النساء أنهن نساء ففتحت صالونات التجميل بل ومعامل لتصنيع أدوات التجميل والعطور وتصنيع الملابس بالرغم من عدم وجود رجال بالجزيره ليبدين لهم زينتهن الا أنهن لم ينسين علي الاطلاق أنهن نساء وأسسن المنتزهات والمنتديات وأماكن التسليه واللهو ولم يتركن شيئ الا ونفذنه في الجزيره …

مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات