مواضيع اليوم

مملكة الدموع

صابرين الصباغ

2010-09-04 01:23:29

0

حادثٌ بشع التهم صديقي مضغ شبابه و ابتلع عمره .!
لأنه قريب إلى قلبي تركت كل شئ لأكون في حضرة توديعه ..ذهبت مع أخيه لإنهاء الإجراءات الخاصة بتسلمه من ثلاجة الموتى ودفنه
كنتُ أجمع إمضاءات رحيله كل إمضاء كان يزيح غطاء قبره برهة ؛ استعداداً لابتلاعه .
كلما قربنا من الانتهاء شعرت أن الفراق يضغط بيديه ـ كلتيهما ـ على مشاعري يخنقني فأنزف دمعاً مدراراً .
في نهاية المشوار ...
كان بالداخل يُغسَّل لم أشأ أن أحضر غُسلَهُ ؛ لأني كنت قد عاهدته أن أكون معه يوم يغتسِل لعُرسه ، أقسمت ألا أُبدِل هذا .. بذاك .
وقفتُ وحيداً باكياً ، أرى الدموع تتصاعد في كل مكان بمظاهرة جماعية لتأييد الحزن ليعتلي عرش القلوب.. تتناثر الدموع هنا وهناك  بين جدران بُنيت من أحجار الشجن ..
يدخل رجل غريب الملامح - تخيلته شحاذاً - ضخم البنية كأنه هارب من معبد فرعوني بعدما انسلخ عن جدرانه !
يختارني من دون الموجودين ، يمسكني من معصمي حتى إنه آلمني.
يسألني :
- أين أنت غداً .. ؟
- اللـه وحده أعلم ..؟
- ستكون هنا بالداخل يُغسلونك.
يتركني ـ وقد أخرسني بحديثه ـ كأن يده كانت على معصم لساني ... أفقدتني النطق .
أُصبح فجأة منفياً في زوايا الخوف وفوق الدموع غصة تحرق جوفي لا أقوى على الخلاص منها .
تتم مراسم الدفن .......
أتبعثر لا أجد من يجمع أشلائي ..أنظر إلى القبر: هل يمكن أن أكون من أهلك غداً .. ؟
يمر اليوم .............
يأتي الغد ـ ثقيلاً مترهلاً ـ كأنه كسيح ............... ومازلتُ أنتظر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !