مواضيع اليوم

مملكة الحنين البشير عبيد

البشير عبيد

2010-06-19 11:37:55

0

مملكة الحنين

البشير عبيد

الى آمنة ...أما و رمزا للتحدي

حاملا في يدي  زوايا الحروف

و دمي منساب على زقزقات النوارس

احتفي بالمساء المتالق بالبياض

و أختفي عن عيون الشاردين

هي ذي البساتين الواسعة قائمة

في تفاصيل الانبعاث

و الولد المهاجر إلى أقصى البقاع

يكفكف دمعي

سنبلة الشرق تترصد مباهج

العشق، و القلم ها هنا

على قمة صدري يبعد ياقة الخراب

و يؤسس مملكة للقرنفل

القادمة من وراء الصحاري

حملت جثتها على جناح الحمام

و الدماء التي غمرتها المياه

سكنت لترى بؤبؤ العين

و الجسد الكرملي ..

لامست عيناه عوسج الروح

للفتيان العطاشى أن ينبتوا

السنابل

في صقيع المدائن الساكنة

و لي أن أتفحص وجوه الصبايا

اللواتي انتحرن على عتبات الذاكرة

و لهم أن يعانقوا الورقات المهترئة

و لي أن أحاور الحمام اليتيم

دموع الأرصفة أذهلتني

و كان المكان الخرافي ساخرا

 من نشاز الصراخ

و إن بدا هذا الفتى ماثلا للحداد

فبعض الشبيبة تمادى في الهذيان

في الغرف الحمر

                  طباشير و ماء و حلوى                                  

على الجذع الشمالي صوت ضئيل

و أجساد باهتة على الضفة

أوراق على المائدة مبعثرة

         الحدائق مكتظة بالهدوء 

         والعذابات الفسيحة

يسألني شرطي المرور :

 يداك تحالفتا  ضد النعاس

 و أهداب أحزانك تلاشت

قرب الساحات المضاءة  بالهتاف

كيف إذن، تمتد الأيادي

باتجاه الحرير

و المدائن حبلى بالضجيج السريع

الشاطئ أضيق بمساحات الفرح

و الفتى لم يرى ومضة النور

في المرآة

لم يشته قبلة على خد إحدى البنات

و جمرة حيفا التي منها انبثق الكلام

ترتمي في أحضان الغزاة 

ها هم أطفالها قادمون

بيضا و حمرا و سمرا ...

يجلس أصغرهم ماسكا دفترا للمديح

الفصيح

تبتدئ الأناشيد وصفا لعسف

لن تستمر دقات قلبه

حينما ترتفع أصوات من كانوا

هنا على تلال الانكسار

على الغصن المكسور تلتهب جمرات

                                   النهوض

حيث استوي البحر و الزبد

الصوت و الصدى

الروح و خلايا الجسد

فجأة يهمس الفتى باسما :

                                                                    

            

من هنا لن يمروا

 و لن يرتشفوا القهوة كما اعتادوا

و لن يفروا

أوراق اللوتس تحاصرهم

و عيون اليمام تقاتلهم

لم لا يدخلون نسيج العنكبوت؟

و لم لا يخرجون من مرايانا؟

رماد، حمام، سماد، نملة

بالياقوت تتأنق

لست حزينا و ليس لي ماء و لاخبز قديم

و لا مكان لي هنا في مناخات القلق

يمسكني الضابط الغامض

في الخامسة صبحا :

     -    أ أنت الولد المشاكس للياسمين

أما كفاك رجم البياض بالحصى

-          مازلت أبغي المزيد

                و لنا موعد هذا المساء

و إنني العاشق سلفا للشمس و الكلام

الشريد

قبيل انزوائي كنت أرى في المنام :

ولدا بلا ذاكرة

بلدا بلا قتلى

و امرأة بلا

              جسد ظامئ     

            باقية مياه الخريف 

           و باق " شغب" القرى ..

صديقي الذي فاجأني بكاس النبيذ

هو الآن جالس حذو المروج

تداعت أمامي مرايا الجلوس

و خافت يداي من العسكري الوسيم

 

 

فجأة يسألني : كيف صارت حيفا حضن اليتامى؟

و عبن المدائن

عروس من الثلج تهادت ورائي

و ماء من الضوء سال خلف السحاب

أكان الفتى خرافي الملامح؟

أم خريفي الضحكات

دمي لا غبار عليه

و لا دخان على جثتي

من إذن، من الفتيان الذين يجيئون

 بلا مواعيد إلى البلفدير

يريحني من سؤالي

و غسل الدماغ ...

تظل البساتين حبيسة الرذاذ

و المطر ابعد مما ترى العدسة

مقعدين شاغرين و لا ضوء ينير الفراش

جمر في الأيادي

و خمر كثير على المائدة

الفساتين تتورد بكحل التلال

الضابط الغامض حصن

أسوار البلاد من غضب

قد يجيء مرتسما بالصياح

ثلج طشقند تساقط على الينابيع

و الدموع تسيل شمال الغليان

الشواطئ صامتة

و الشجر قاحل

أقمصة النبلاء لم تسقط

هذي الظهيرة

               ... الآن يحق للفتى أن ينام ليلتين

                   و أن يبحر في التفاصيل

                   صباحا و خلسة اخمدوا صوت الفتى الغجري

                   و اغرقوا في الثناء على سلالة

                  الموت

 

 

العاشقة التي أعمتني تسألني :  

أكان صمت المشاغب غزيرا

و دمع ماسح الأحذية، في الأزقة تسكع

هنا باقون، نقرا لوركا

و نمنح الدفء لجذع تكسر

ليس المكان ما تحتويه الزوايا

و ما الضوء إلا ضلال الينابيع

لم الرفيق مبتئس ؟

و هم ساقطون غدا أو بعد غد

أو قبل المساء

سقف من القرميد تداعى

على جسد ترهل

و أمي التي اختفت اثر انسحابي

تطعمني فاكهة الانحياز

أقول لها :  وحيدا أمام القرى

يمر الفتى، عله ينحني لطقوس المشهد الآخر

                           ها هو الآن قابع قرب الحصار

                           ريثما يأتي الشريد مسكونا بالجنون

                            تماديت في الضحك حتى العراء

                           و لم تصغ الشعوب لآهات الأصابع

                           من يحاكي خطى السلحفاة؟

 

-          أولادنا  الذين سيأتون

و أسرى الحروب التي مضت قبل

أن يمر الغمام

سنبلة، غداة  الواقعة أشفقت عليهم

كانوا أهش من اللوز

و اصلب قليلا من هندسة العنكبوت

لست ادري أكان الفتى صامتا

أم الخوف من قهقهاته الساخرة

أربك لغة السياط؟

فجأة يستفزني العسكري بصفعة دقيقة

فلا أبالي

و العاشقة التي تعرت تماما

تعد لي فنجان الحليب

و حبري أريق على ورق لا يستكين

المدائن تهتز فجرا

و كيفما شاء طقس الفصول

يفنى الجسد

            و لا يموت الولد

أتعبني الرحيل و أقلقني التعب

و إن أخفيت شتات ذاكرتي

تفضحني الأزقة

الولد الكرملي تنامت غربته

                                 في الشوارع...

شاسعا كان كحلم الصبايا

هازئا يقرا صحف الصباح

و شاردا يخترق غبار الزحام

- لماذا فارقتني الحمائم؟

و مات السؤال غريبا على شفتيها

و لم تسعفني غمامات الضواحي

أقلت كلاما شبيها بالرذاذ؟

و لم احتف بمقدم العذارى

قليل من الفوضى و التبغ و الزهر

على الطاولة

و مزهرية فاتحة قرب الأنامل

                      على الجليد ترتسم مواجع حيفا

                            و الطقس ذاهل

                            سويعات النهار انتهت

                            و نامت قرب النافذة الرمادية

                            امرأة الخريف التي لاطفتني

  ماذا لو يصير السجن ملاذا للعابرين؟

و المقصلة فاتنة العاشقين؟

التضاريس غارقة في السكون

الصبي العنيد يستعد لنشر الغسيل...

عابثا بالريح و الصقيع

كلما خاطبته الفيافي

تسبقه الدمعات

و حينما تأتي العواصف عاتيه

تحط على كتفيه صباحات الرؤى

تذكر الخد و العين و الضفائر

و لم ينس ضحكتها الدافئة

قرب شباك التذاكر

- شريط هذا المساء، لاذع كأجمل ما تكون

الفاجعه !

و الرموش أحيانا تحارب

لا بد لي من شموع و ماء و عوسج

و إن جف الحبر

و مزقت الورقات

                    فلا تموت الأسئله

                   ما بين بيروت و حيفا :

                  أطفال من رخام و نار

                  و فتية لا تريد سوى هدوء الثكنات ...

مرة باغتتنا شظايا الاشتعال

فكان على الفتى أن يعد النغم الحليف

لانكسار الهشاشة

و لما حاصرتنا خطوط الجفاف

ارتمت على آهات الجسد

تضاريس المكان

الذي تهاوت بقاياه على راحتي

و ماء يدي خلاصة عصور

الجواري

...............................

عن سرور سجاني

سألتني الحقول قبيل اندلاع الحريق

و المواجع أسستني بوصلة للرياح

ريثما تأتي هتافات الفاتحين

للغصون عناقيد و ماء

و للروح عربدة الزنوج الأوائل

و للصبايا اللواتي على برتقالة تهافتن

لهن ما أردن :    

                ضباب العاصفة و صخب الأزقه

 

من غرفة النوم إلى مكتب التحقيق أمعنت

في لعن اللحظة الأولى من عناقي

للينابيع

كأني الولد الوحيد الذي صمته لا يحتمل

وورائي تركت الوليد الوديع

و ضمة  الصديقة التي انسحبت اثر اختفائي

و على بعد مترين من الشوك

لامستني الغيوم

لماذا إذن اختفوا خلف الستار

و لم أر منذ التواريخ  المستباحه

شعوبا بلا صياح

سنابل بلا مقص ..

عنيدا عرفته الشوارع

كم ضاعت خطاه في العواصم

و لم تربكه غمامات الغروب

الأصابع أبت إلا أن تكتب

تفاصيل النشيد

 لم لا يكون الفرح هو الحلم و المتكأ

و الرصيف ملاذ الفصول

و الخريف نواة الانبعاث

باقون هنا، نقرأ قصائد لوركا

و في الروح نبعث الحيرة على ضفة الساحل

لنا إيقاع العناصر

و أسئلة الحارات الناعسه

أولادنا في عواصم الثلج

كقطط الليل

و الولد الكرملي، ليس حريصا

على نفض الغبار

                     و ذر الرماد

                   على العيون الوسيعة

                    تذهل العين و ينبجس في النقاط النائيه

                   شعاع المصابيح 

و الفتى متسائلا يكشف خيوط

اللعبه :

-          "من ذا الذي بيته من زجاج تقذف الحجارة يداه"

-          رفقا بهيكل أحلامنا

ولم كل هذا الوعيد المباغت

ا كان الشتاء ساخنا...

ا م الحيف المؤثث بالقداسة

اتسع للكلام الزئبقي

لا نريد شيئا غير المزاح

و بضعة ثوان للتنزه

عند بدء الصباحات التي رتبنا

دقائقها

هل فاجأنا النوم ليلة الغزو

أم الوقت لم يكن سانحا للنعاس

و لو دقيقة واحدة

لكل غصن ثمار و رائحة

و لكل بلاد قاسية حدث

ها هي ذي أنامل حيفا تصيح :

قد يمتد الغمام

لكن ...

محال أن يختفي ضوء الهلال

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !