انتقد المهندس الاستشارى والناشط السياسى د. ممدوح حمزة مشروع "ممر التنمية" الذى يطرحه العالم د. فاروق الباز قائلا: "إن هناك العديد من المآخذ العلمية والهندسية والفنية على المشروع، ولا أرى جدوى اقتصادية من مشروع ممر التنمية الفاشل".
وطالب حمزة الباز بالتوقف عن شرح وتسويق المشروع إعلاميا قبل دراسته واستقبال الملاحظات بشأنه من العلماء والمتخصصين. مؤكدا على استحالة تنفيذ المشروع لأن الهضبة الغربية لنهر النيل مرتفعة عن مستوى سطح النهر وهى هضبة جيرية لايمكن أن توجد بها مساحات زراعية تصل الى مليون فدان ، كما يستهدف المشروع ، إضافة الى شح المياه وصعوبة توصيل مياه النيل دون استخدام محطة رفع عملاقة مثل تلك التى تستخدم فى مشروع "توشكى".
وأعرب حمزة عن استعداده لإجراء مناظرة علمية مع الدكتور فاروق الباز حول جدوى مشروع "ممر التنمية" من كافة الجوانب،ومدى استفادة خطط التنمية والتوزيع الجغرافى فى مصر من هذا المشروع.
وأوضح حمزة أستاذ الهندسة المتفرغ بجامعة حلوان أن نقل 20 مليون مواطن مصرى من الوادى الضيق الى الأراضى الجديدة حول الطريق هدف غير قابل للتحقيق ولن يحل مشكلة الوادى ، كما لم تستطع المدن الجديدة فى 6 أكتوبر والشيخ زايد وغيرهما اجتذاب أعداد كبيرة من المصريين للانتقال اليها ،حلا لمشكلة التكدس السكانى فى القاهرة الكبرى.
وأشار إلى أن المحاور التى ستربط بين طريق ممر التنمية والمدن فى شمال مصر وجنوبها ستخلق مدنا جديدة حولها تمثل عبئا على الوادى ولن تحل مشكلة التكدس السكانى فى المدن القديمة ، إضافة الى مساحات الأراضى المنزرعة التى يتم نزعها من الفلاحين لإنشاء الطريق والمحاور،"ناهيك عن فروق المناسيب بالنسبة للمياه والتكلفة العالية للمشروع والتى تصل الى 24 مليار دولار أو ما يوازى نحو 180 مليار جنيه مصرى.
ولفت إلى أن تمويل المشروع لن يكون من خلال الحكومة ولكن المصدر الأساسى له سيكون من الشعب،فالمشروع ملك الشعب،وذلك عن طريق إصدار سندات من البورصة تحمل إسم المشروع بقيمة تصل الى جنيه واحد فقط، مضيفاً أنه فى حالة عدم اكتمال المبلغ من تلك السندات، فالمشروع قابل لمشاركة المستثمرين سواء محلية أو أجانب.
ومن المقرر أن يلقى د. ممدوح حمزة مساء غدا الأحد محاضرة بمكتبة الاسكندرية بعنوان إعادة التوزيع الجغرافي للسكان وتنمية الصحراء الغربية"، يتناول خلالها الأسباب العلمية والهندسية لاعتراضه على مشروع "ممر التنمية" .
يذكر أن مشروع "ممر التنمية" عن إنشاء طريق طولى يربط بين شمال مصر وجنوبها فوق الهضبة الغربية لنهر النيل بعيدا عن ممر النهر بمسافة تتراوح بين 8-10 كيلومترات ليتفادى فى طريقه منخفض القطارة وينحرف شرقا ثم غربا لتفادى بحيرة قارون فى الفيوم، ويتم ربط هذا الطريق بالوادى من خلال محاور عرضية تربطه بالمدن المصرية المختلفة فى الوادى والدلتا.
يستهدف المشروع استيعاب 20 مليون مواطن مصرى وزراعة نحو مليون فدان يتم ريها من خلال المياه الجوفية ، أما الاستخدامات المنزلية والبلدية فيتم توفير المياه لها من النيل عبر أنبوب يقوم بسحب مياه النهر الى محطات على طول الطريق .
تجدر الاشارة إلى أن د. فاروق الباز أكد أن دور الحكومة فى تنفيذ مشروع "ممر التنمية" سيقتصر فقط على سن القوانين لحماية المشروع..لافتا إلى أن البنية الأساسية للمشروع تحتاج 450 ألف عامل يتولون حفر الترع أو تسوية الشوارع ورصفها..مشيرا إلى أن المشروع يجب أن تتبناه الدولة كسياسة ،وألا يقتصر على حكومة بعينها أو وزير بعينه.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية ممدوح حمزة: ممر التنمية "فاشل"
التعليقات (0)