ممانعوا الأمس في كلِ وادِ يهيمون
مع بدء سريان قرار قيادة المرأة للسيارة خرج ممانعوا الأمس مباركين ومهنئين بنات ونساء الوطن على قيادتهن للسيارة وأن ذلك حقُ لهن لا مساومة فيه أو عليه ، لو لم يصدر القرار من السُلطة السياسية لبقي ذلك الحق مُعلقاً بين فتوى وموعظة ولبقيت عبارات التهكم والتخوين والتفسيق تُلاحق كل من يُطالب به ، ممانعوا الأمس في كل وادِ يهيمون لا قرار لهم يتلونون وبتلونهم فقد أفسدوا على المرأة فرحتها بنيل حقِ من حقوقها المهدورة بإسم الدين والتقرب إلى الله ، تسابقت القنوات الفضائية على استضافة ممانعي الأمس ليصبغوا الأمر بصبغةِ شرعية مثلما أصبغوا الممانعة بصبغةِ شرعية في سالف الأيام ، المجتمع بات على قدرِ عالِ من الوعي فلم يعد يُقيم لتلك الفئة البشرية أي وزن لأنه يعلم علم اليقين أن تلك الفئة ما هيّ إلا شخصيات تُتاجر بالدين وتضع العراقيل المصطنعة أمام المجتمع وتُقدم سد الذرائع على قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة ، للأسف لولا حزم وعزم القيادة السياسية لما تغيرت مواقف تلك الفئة البشرية المسكونة بالخوف المهوسه بجسد المرأة الطامحة لجعل الناس نسخة واحدة تسمع ولا تُناقش ، حزم وعزم القيادة جعلها تنتقل من أقصى اليمين إلى الوسط وستقف بالوسط كثيراً ليس رغبةً منها بل خوفاً من العِقاب وتهميش المجتمع لها بعد سنواتِ من السيادة والريادة والتحكم في المشهدين الثقافي والاجتماعي ، ليس كل الممانعين غيروا من مواقفهم فهناك من بقي على موقفه الذي باتت الكُتب وأسطوانات التسجيل تحتضنه بلا قيمةِ تُذكر على أرض الواقع ، قيادة المرأة للسيارة ليست فسقاً ولا باب شر ولا طريقاً يؤدي إلى الدعارة ولا تؤثر على المبايض كما يقول أحدهم بل هي حقُ مدني تُقره الشريعة الإسلامية التي ركزت على حفظ مصالح العباد بكل زمانِ ومكان ، ها هيّ المرأة السعودية قادت سيارتها ولم يحدث لها أي مكروه فالممانعون شوهوا الدين بآراء اضحكت كلُ شيطانِ رجيم ..
التعليقات (0)