ملوك الصدفة... الظاهر بيبرس انموذجا
بقلم احمد السيد
عندما يصل الامر بالامة الاسلامية ان سلطانها وحاكمها واميرها عبدا مملوكا لايعرف له اصل ثابت وبالرغم من ذلك يتدرج في المناصب من مملوك يباع في اسواق النخاسة الى عبد الى خادم الى سلطان الى خليفة المسلمين في حين ان هذا الخليفة السلطان لم يتوقع يوما من الايام ان يكون حرا يحلم ان يشتريه احد ويحسن اليه كي يخلصه من التجوال به في اسواق النخاسة لكن الصدفة والغباء والابتعاد عن طريق الحق واهل الحق جعلت من هؤلاء ملوكا على رأس من هجروا عقولهم ونكروا اصولهم و استبدلوا الذي هو خير بالذي هو ادنى ولا ادري ماسبب سكوت المجتمع المسلم آنذاك على هكذا سلاطين بعد تمكنهم من البلاد واظهارهم الوجه الحقيقي هل هو الخوف ام الطمع بالمناصب والى الان تماثيل هؤلاء المماليك عامرة ويفتخر بها . فبغض النظر ان كان شجاعا او شهما يجب ان تكون هنالك ضوابط لاختيار وتنصيب السلاطين مقرونة بالتقوى والاصالة والشجاعة والحكمة , وهل عقمت بطون العربيات المسلمات من ان يلدن قادة وسلاطين حتى يختاروا خلفاء وسلاطين عديمي الاصل خمارين سفاحين و مخربين ؟ ولعل ابرز اسباب وصول المجهولين الى الحكم هو استمرار الخلاف الدائر بين الملوك والسلاطين وانقلاب بعضهم على البعض مما ادى الى ضعف الدولة وانهيارها فاستغل هؤلاء الفرصة واستفادوا من تقريب الملوك لهم , كما وان من اهم الاسباب الرئيسية هو وقوع زوجات وبنات السلاطين في حب وعشق هؤلاء المماليك وخصوصا فان اغلبهم من اصول تركية يتميز بالجمال وطول القامة وزرقة العيون وهذا ما لم تجده الاميرة في مجتمع اغلبه باللغة العامية العراقية (اجلح املح) فتتآمر العاشقة الاميرة الملكة مع المعشوق المملوك وتقضي على زوجها او ابيها او اخيها الملك فتقتله وتنصب العشيق ملكا وسلطانا وبادارة وتنسيق للخطط من قبل الطابور الخامس التيمي . ومن ضمن هؤلاء المماليك الذي اصبحوا فيما بعد ملوكا وسلاطين على الامة الاسلامية هو الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البُنْدُقْدارِي الصالحي النجمي لقب بـأبي الفتوح. ، بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام وانتهى به الأمر أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط. لقّبه الملك الصالح أيوب في دمشق بـ"ركن الدين"، وبعد وصوله للحكم لقب نفسه بالملك الظاهر. ولد بيبرس نحو عام 620 هـ / 1223م، حكم بيبرس مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت واغتيال السلطان سيف الدين قطز من سنة 1260 , وذكر بأنه وصل حماة مع تاجر وبيع على الملك المنصور محمد حاكم حماة لكنه لم يعجبه فأرجعه وذهب التاجر به إلى سوق الرقيق بدمشق وهو في الرابعة عشر من عمره، وباعه هناك بثمانمئة درهم، لكن الذي اشتراه أرجعه للتاجر لعيب خلقي كان في إحدى عينيه (مياه بيضاء)، فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري (صاحب الخانقاه في بركة الفيل بالسيدة زينب). ثم انتقل بعد مصادرة ممتلكات سيده علاء الدين أيدكين إلى خدمة السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة. ثم أعتقه الملك الصالح ومنحه الإمارة فصار أميراً. كان بيبرس ضخماً ، وصوته جهوري وعيناه زرقاوان، ويوجد بإحدى عينيه نقطة بيضاء، وبعدفترة من الانقلابات بين المماليك وصل الحكم الى بيبرس وصار السلطان اي نائب الخليفة العباسي وممثله في مصر والشام . كان شعار دولته "الأسد" فوصل الحال بالاستهزاء بالعرب المسلمين الى تمكين هذا المملوك على جميع ما يملكون و نقشت صورته على الدراهم واصبحت العملة الرسمية للمسلمين سكت النقود بصورة هذا المملوك . هذا حال الامة الاسلامية بعد تخليها عن الامام الحقيقي الخليفة المفترض الطاعة من الله تعالى ماذا تتوقع غير التخبط والانقياد الاعمى لامة هجرت الامام والخليفة الفعلي الضامن لهم الامن والامان والفوز بالجنان وذهبوا خلف من لا يمت الى الاسلام بصلة فتجد قصورهم عامرة بالمغنيات والفاجرات والخمر والغناء ويتوسطهم ائمة التيمية ليبرروا لهم اعمالهم القبيحة ويضعوها في خانة الجهاد وهذا ماتأسف له المرجع الصرخي وذكره في محاضراته العقائدية من بحثه الموسوم ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) اخرها المحاضرة الثامنةوالعشرون التي القاها مساء يوم الجمعة المصادف 24\3\2017م تطرق الى ذلك بألم وحسرة على ضياع البلاد الاسلامية وانحراف الرعية خلف سراب المماليك تاركي رحمة الله في الارض خلف ظهورهم فنتج عن ذلك مزيدا من القتل والنهب والدماء والاموال وخراب القلاع والحصون والذي يدفع الضريبة العظمى دوما هو المجتمع الاسلامي المنبطح لحكم هؤلاء العبيد فماذا تتوقع من عبد كان مملوكا لك بعد تحرره قد مليء قلبه من الحقد والكراهية والاحتقار فيصبح ملكا غير الانتقام منك ومن دولتك ورعيتك . هؤلاء السلاطين خدموا الصليبيين اكثر مما خدموا المسلمين بل كانت سيوفهم حادة وقاطعة ومسلطة دوما على رقاب المسلمين لكنك تجد هذه السيوف نفسها عمياء بالية على الفرنج والصليبيين وفي ختام هذا الكفاح المسلح من الجهاد على الطريقة التيمية يستشهد هذا الملك السلطان العبد على يد اشرس واقبح عدو للانسانية يستشهد بعد سنين من الجهاد والتخريب على يد كأس النبيذ الذي لم يفارقه لحظة وقبل مراسم دفنه وفي نفس اليوم يعين مملوكا اخر ليحل محل السلطان المجاهد !!
الان الحال ليس باحسن من قبل فعندما تأتي الى الدواعش التكفيريين وتبحث عن اصول قادتهم تجدهم ايضا مرتزقة ومماليك وعبيد وعجم تجد فيهم الامير ابو عمر الشيشاني وابو قتادة القوقازي وابو طلحة الروسي وابو الدرداء التركي وهلم جرا من الجنسيات والقوميات جاءت بهم الظروف القاهرة والمجاعات التي اصابت مناطقهم فلم يجدوا سبيلا للخروج من واقعهم الا بالانخراط في تشكيلات الدولة الخرافية الداعشية وبالحال ينصبوا قادة وامراء هؤلاء هم امراء وسلاطين الدولة الاسلامية في العراق والشام دولة الخرافة والنفاق دولة المرتزقة وقطاع الطرق دولة الشيطان رب التيمية المجسمة الامرد الجعد القطط . نتمنى من الشباب المسلم الواعي وكل طبقات المجتمع ان يعيدوا النظر ويدققوا في التاريخ الاسلامي ويتعظوا من سالف الاقوام جراء تطبيقاتهم للطاعة العمياء والانقياد خلف من لا يستطيع قيادة نفسه , ولنكن امة متوحدة داعية ومطبقة للاسلام الحقيقي نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر نستمد القوة من قادتنا الحقيقيين نمتثل لاوامر الرسول صلى الله عليه واله وسلم ونواهيه وتوصياته وليكن لنا اسوة حسنة عندها سنكون الامة المرحومة .
http://store6.up-00.com/2017-03/149042913218671.jpg
لمتابعة المحاضرة الــ 28 كاملة للاطلاع على اهم الوقفات التاريخ%D
أضف تعليق
التعليقات (0)