كل حكم يحمله القران الكريم له ساحات تطبيق واتباع في كل زمان ومكان فالنص القراني حامل للتأريخ وليس محمولا به والتوهم بتأريخية احكام العبيد وملك اليمين ناتج عن تلفيق الكثير من الروايات ونسبها الى الرسول ص وعن التفسير التأريخي المغلوط للايات القرانية الخاصة بهذه المسالة ,احكام مسألة ملك اليمين لم تنتتهي ولن تنتهي لأنها تعني حالات اجتماعية طارئة موجودة في كل زمان ومكان وحتى لوافترضنا – جدلا – ان هذه المسالة تأريخية كما يـُزعم , فنحن تعنينا تبرئة القران الكريم مما ينسب اليه من احكام ظالمة لايحملها ابد ولا باي شكل من الاشكال,
مسالة ملك اليمين هي لاتصف جنسا محددا من البشر وانما تصف حالات اجتماعية طارئة قد يقع في ساحتها اي انسان ويخرج من ساحتها اي انسان,
ملك اليمين تعني بالمجمل العام :ماوقع تحت اشرافكم ومسؤليتكم ورعايتكم وتربيتكم وادارتكم وعلمكم, هي ببساطة مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الاخرمهما كان ومهما دان, ومعناها ليس محصورا بمعنى محدد ولكنها قد تعطي معنى في ايه وقد تعطي معنى اخر في اية اخرى على حسب سياق الاية وهي بالتأكيد ليست الجواري والعبيد الي يصر فقهائنا الغير اعزاء على الصاقها لصقا بها ,فمسالة ملك اليمين وردت ايضا بصيغة (مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ) ولو اخذناها بالمعنى الذي يريد الموروث التأريخي اخذنا اليه او التراث الجمعي الذي يريد الصاقه به لكان من حق المرأه شرعا ان يكون لها عبد تأمره ان ينكحها مع زوجها على نفس قاعدة الرجل الذي يملك عبدة او جارية ويملك ان يطئها مع زوجته وهذا خلاف العقل وخلاف القران, فمسالة ملك اليمين لاتصف جنسا محددا من البشر وانما تصف حالات اجتماعية طارئة قد يقع في ساحتها اي انسان ويخرج من ساحتها اي انسان
وملك اليمين لها عمقان:
1-عمق مادي حسي ,يكون فيه الانسان فقيرا عاجزا ماديا ولايملك المؤهلات المادية والاجتماعية لأدارة شؤنه فيقع تحت ولاية انسان وتحت رعايته وتربيته واشرافه ريثما يتمكن من ادارة شؤنه المادية والاستقلال بذاته.مثال المتقاعدين وكبار السن من الذين لاعائل لهم, او الاشخاص الذين يتربون في دور الرعاية والشؤن الاجتماعية اودور الايتام وغيرها,
2-عمق معنوي,يكون فيه الانسان واقعا تحت الولاية الارشادية والتربوية والدينية بحيث لايملك من الوعي والرشد مايؤهله لقيادة نفسه في المجتمع او يكون منتميا لدين اخر ولكنه تحت العلم والنظر والاشراف بحيث نملك تقيمه و نملأ ايدينا منه ومن معرفة اخلاقه وسلوكة, ويمثله اولئك الاشخاص الذين لايملكون المؤهلات الذهنية لشق طريقه لوحده بسبب نفسي او عقلي,ربما هم اولئك المعاقين ذهنيا اونزلاء المستشفيات النفسية,
ولا نريد ان نقع اسراى للتأريخ وعبيد وجواري له مثلما وقع به الاخرون فلنحذر فأن التاريخ مستنقعات آسنه وبحر من الرمال المتحركه وكهوف سحيقة ومغارات تائهه.!
ولا نريد ان نغلف افكارنا ونلفها بقطع القماش التأريخي حتى نصبح كالمومياء فلانرى الا قطعة القماش التي تلف بها اعيننا! فلا تتكلم الا بروايات التاريخ ولاتنظر الا بالتأريخ ,كما لانريد ان نرى الحقيقة بتلك النظارات السميكة من البغض والكراهية والمذهبية والطائفية والتطيف والتخندق التي يصر بعضنا ان يضعها فوق انفه فلايرى الحقيقة الا بتلك المناظير والتي اتمنى فظلا لا امرا خلعها لنكون اجمل محليا وارقى عالميا, فمازالت تلك المنظير بين عيني الرجل حتى تأكل قلبه وتلغي عقله فيكون كالرقيق عبد او جارية لغيره,
ان صيغ ورود مسألة ملك اليمين في القران الكريم جائت:
1- بصيغه فعلية وليست بصيغه اسميه بمعنى انت عندما تقول (كأس) هذه صيغه اسمية واضحة ولكن عندما تقول (أكلت )هي صيغة فعلية تبقى مسألة الاكل مبهمة ,؟ أكلت ماذا .؟ وعندما تضيف (أكلت تفاحة) مثلا تتوضح المسالة , بمعنى ان الصيغ الفعلية لاتعطي معنى محددا لمعرفة ماهية الاكل المعني الذي تم اكله - الا -من خلال السياق المحيط الذي يدل على ماهية الشئ المأكول
2- جائت مسألة ملك اليمين بالفعل الماضي حصرا عبر اقتران مشتقات الفعل الماضي مـَلـَكَ باضافات مسالة ملك اليمين
3-استمد مسالة ملك اليمين دلالاتها من السياق القراني المحيط فلكل سياق قراني دلالات يتم اسقاطها على عبارة ملك اليمين في ذالك السياق (مَـلَـكَتْ أَيْمَانُكُمْ) (مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) (مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ) (مَلَكَتْ يَمِينُكَ) لو كانت مسألة تصف جنسا من الناس يتصفون بها بشكل مستمر لأتت عبارات ملك اليمين في القران الكريم بالصيغة الاسميه او على الاقل بصيغه الفعل المضارع
في مسالة النكاح لافارق بين الايامى والعباد والاماء وبتالي كل لقاء بين امرأة ورجل خارج اطار عقد النكاح الشرعي هو خروج على احكام كتاب الله تعالى وبالمناسبة النكاح هو العقد الشرعي بين الرجل والمرأة وهو يسبق الدخول ولايعني مجرد الوطئ فلربنا يحصل نكاح دون وطأ فأنتبه.! اما يذهب اليه الذاهبون ان الأمه تطأ بغير عقد فهذا يخالف نصا قرآنيا صريحا وخذ الدليل : (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) فعطفت عبارة (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) على عبارة (الْأَيَامَى مِنكُمْ) لتأخذ حكما واحدا وهو النكاح (وَأَنكِحُوا) وعليه يكون عقد النكاح شاملا المحصنات المؤمنات وماملكت ايمانكم ,
ملك اليمين تعني فيما تعني :
1- زوجة مسلمة لرجل مسلم:
ترتبط معه بعقد نكاح شرعي, مثال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ) فماملكت يمينك لاتعني فرقا بين جنس النساء او ان الزوجات من طبقة عالية وملك اليمين من مرتبة اقل منهن لا لا تعني ذالك بالمره ولكن الفارق هو ان الزوجات تم دفع مهر لهن في حين ان ملك اليمين لم تدفع لهن المهر بل بفئ من الله تعالى فالفرق هو في حيثيات المهر وليس جنس النساء
مثال(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) هنا الرب عزوجل يتحدث عن المحرمات الاتي لاتحل للرجل حيث ذكر في الاية التي قبلها حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم ووو ثم تاتي هنا العبارة القرانية (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء ) هي من ضمن السياق القراني الذي يحرم عقد الزواج على المتزوجات عموما وبالمطلق وهذه العبارة المطلقة تشمل كل المتزوجات على وجه الارض ومن ضمنهن ازواج المخاطبين بهذه العبارة القرانية كونهن متزوجات منهم ثم وهنا الملحظ الدقيق تاتي مباشرة العبارة(إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) لأستثناء زوجات المخاطبين بهذا التحريم العام كاستثناء من مجموعة المتزوجات على وجه الارض .!!! بمعنى انه يحرم عليكم جميع النساء المحصنات احصان زواج بعد نكاح شرعي الا ماملكتم وطأهن بعقد نكاح شرعي وهن ازواجكم المحللات لكم فلولا هذه العبارة القرانية (إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) لحرمت على المتزوج زوجته..! اما ما تم الذهاب اليه من ان العبارة القرانية (إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) تعني الا المتزوجات اللاتي يتم سبيهن بالحروب فهذا تفسير فاسد اعتقد اننا نرى فساده بأم اعيننا...!
2- مرضى نفسيين :
قد تعني( ملك اليمين) اولئك الاشخاص الذين وقعوا تحت مسؤولياتنا بسبب نفسي او عقلي مثل الابله الذي لايعرف شيئا ,اوالاحمق الذي لاهمة له ، او الخنثى الذي لايعرف جنسه ,هم اولئك الذين نملك العلم فيهم والطمأنينة من انهم كشهوة وغريزة وميل للنساء لايختلفون عن الاطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا عن التابعين غير اولي الاربة من الرجال وخذ الدليل:
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء)
فالعبارة القرانيه(مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ) تعني الذين تم العلم والتأكد والطمأنينة بأنهم لايأتي منهم اذى تجاه احكام هذه المسألة كونهم لاميل عندهم للنساء ولا شهوة تجاههن فشرط طهارة القلوب وعدم الايذاء الذي تحملة هذة المسألة الكاملة متحقق فيهم
3- فقراء ومساكين محتاجين:
وقد تعني (ملك اليمين) اقرب مايكونون لليتامى وليسوا يتامى لأن اليتامى ليس شرطا فيهم الفقر على عكس ملك اليمين الذين يقع فيهم حتمية الفقر, كما لايشترط فيهم شرط السن مادون سن الرشد على عكس اليتامى المعروفين, هم اولئك الذين كانوا تحت ولاية انسان ريثما يكبروا ثم يريدون الانفكاك من هذه الولاية بعدما اصبحوا قادرين على ادارة شؤنهم بأنفسهم, اوهم اقرب مايكونون للمساكين ,هم اولئك الذين ينقصهم تعلم حرفة أوادارة انفسهم واحوالهم بسسب فقرهم او ينقصهم الوعي والرشد والصلاح وبتالي يكونون تحت ولاية انسان اخر اي تحت رعايته واشرافه ريثما يتمكنون من الاعتماد على ذاتهم وهولاء يامر الله تعالى بتزويج الصالحين منهم بعد بلوغهم الرشد والصلاح ويامر بعدم تميزهم عن الايامى ففقرهم لايجعل منهم جنسا اخر لايحق له تملك حق النكاح كباقي البشر وخذ الدليل
( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)
اذن فعبارة (مما ملكت ايمانكم) تعني الذين يريدون الخروج من تحت الولاية المادية فيطلبون منكم تعليمهم حرفة ما او صنعة ما أو مساعدتهم بقرض مادي لفتح مشروع صغير بعدما بدت عليهم انهم امتلكوا القدرة على النفقة والاعتماد على الذات فالله هنا يامر باجابة طلبهم شريطة اليقيين من انهم اصبحوا قادرين على ادارة انفسهم وشؤون حياتهم, ويامرنا بمساعدتهم واعطائهم من اموالنا التي آتانا الله اياها, وهنا ملحظ دقيق هو ان الخصوصية التي تميز ملك اليمين هنا عن اليتامى هو ان ملك اليمين لايشترط فيهم الصغر في السن كما هو الحال في اليتامى وهم بشكل عام افقر من اليتامى حيث اليتامى لايشترط فيهم الفقر ولذالك يامرنا الله ان ناتيهم من مال الله الذي آتانا اياه بدليل (وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)
4- امرأه كتابية غير مسلمة يتزوجها رجل مسلم:
مثال (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) هنا يحدد ربنا نوعي النكاح فاحدهما مسلم بمسلمه أو مسلم بكتابيه والسر ههنا في كلمة أو الاختيارية التي تفيد التخيير وليست (و) الذي يفيد الجمع والعطف بمعنى قد افلح المؤمنون الذين لفروجهم حافظون الا على ازواجهم المتناظرين معهم بالزوجية الدينية( الطرفين من دين واحد)- أو- المتناظرين بالزوجية الانسانية(الطرفين من دين مختلف) فهم غير ملومين, فمن ابتغى وراء هاذين النوعين من النكاح فهو من العادون المعتدون,
مثال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) يعني واحده امراه مسلمه( أو ) واحده امراه كتابيه, ولو كانت الكتابيه(ملك اليمين) مستثناة من العدل بين الزوجات لتم العطف بحرف العطف (و) بدل كلمة (أو) ولذالك ولجمع الاثنين بحكم واحد, بمعنى لوجاءت الايه على شكل (فواحدة – و- ماملكت ايمانكم) لكان المعنى فان خفتم ان لاتعدلوا فواحدة مسلمه – و- واحدة كتابية فيكون المجموع أمرأتان وهذا اختلال في المعنى والمراد..!
مثال (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
اولا:
في مسالة النكاح لا فارق بين الايامى والعباد والاماء وبتالي كل لقاء بين امرأة ورجل خارج اطار عقد النكاح الشرعي هو خروج على احكام كتاب الله تعالى وبالمناسبة النكاح هو العقد الشرعي بين الرجل والمرأة وهو يسبق الدخول ولايعني مجرد الوطئ فلربنا يحصل نكاح دون وطأ فأنتبه.! اما يذهب اليه الذاهبون ان الأمه تطأ بغير عقد فهذا يخالف نصا قرآنيا صريحا وخذ الدليل : (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) فعطفت عبارة (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) على عبارة (الْأَيَامَى مِنكُمْ) لتأخذ حكما واحدا وهو النكاح (وَأَنكِحُوا) وعليه يكون عقد النكاح شاملا المحصنات المؤمنات و ماملكت ايمانكم
ثانيا: لتفسير هذه الاية يجب توضيح حقيقة قرانية تم تغييبها وهي ان عقدالنكاح يتكون من نوعين:
:1- عقد نكاح يتصف بالزوجية:
اي بالتماثل بالعقيدة بين طرفي عقد النكاح(يعني الطرفين من دين واحد) وهنا صفة الزوجية لا تلغي كون الزوجة امرأه لزوجها ,فكلمة زوج في القران دلالاتها واسعة تتجاوز الساحة التي نلقي الضوء عليها
.2- عقد نكاح لايتصف بالزوجية اي لاتماثل في العقيدة بين طرفي العقد(رجل مسلم وامراه كتابية مثلا) مثال (اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ) وحين ذاك لاتسمي المرأه زوج الرجل انما تسمى امرأته فقط وهنا بهذه الحاله يسمى عقد ملك يمين بمعنى عقد نكاح لملك الوطأ دون تحقيق الزوجية من تناظر وتماثل في العقيدة, وهناك شرط وجواب شرط في الاية فالشرط هو (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ) وتعني من لم يستطع نكح المحصنات المؤمنات(وهنا تعني تحديدا المسلمات) كما ان الاحصان هنا يعني احصان بسور الاسلام(احصان انتماء الى الاسلام) وعكسها غير المسلمات او لكتابيات ,هناك انواع من الاحصان (فهناك احصان بسور العفة والشرف وعكسها غير العفيفات واحصان بسورالزواج وعكسها العزباء) وماتريده الاية قوله هنا انه من لم يستطع منكم يامسلمين القدرة على نكح المسلمات لسبب من الاسباب فلا بأس ان ينكح مما وقع تحت استطاعته واشرافه وعلمه من الفتيات المؤمنات من غير المسلمات ممن تعرفون اخلاقهن وهو جواب الشرط (فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ)
5- تعني (ملك اليمين) آليات النكاح:
او حيثيات في انواع المهر وطرق التزويج وليس جنس النساء:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ) فماملكت يمينك هنا لاتعني فرقا بين جنس النساء اولاسامح الله ان هناك زوجات من طبقة عالية(الحرائرمثلا) وهناك ملك اليمين من مرتبة اقل منهن(عبيد وجواري ورق) او ان هناك فرقا بين زوجات النبي ص فأحداهن حره والاخرى عبده او جارية تباع وتشترى او ان هناك طبقية او عنصرية او عدم عدل بين زوجات النبي ص لا لاابدا لاتعني ذالك نهائيا ولكن الفارق هو ان هناك زوجات تم دفع مهر لهن في حين ان هناك زوجات لم يتم دفع مهر لهن هذه النوعية من الزوجات التي لم يتم دفع المهر لهن بل بفئ من الله تعالى يـُسـَمـِين ملك اليمين , مثال على نوع الزوجات الاتي لم يدفع لهن مهر(ملك اليمين) أمرأه وهبت نفسها للنبي وقد ذكر في القران الكريم(وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ومعنى الفئ هو مايأتيك من غيرتعب او عنت, فالفرق هنا هو في حيثيات المهر وليس جنس النساء ,
اعرف ان الموضوع صعب قليلا لأن منظومنا الفكرية ملئت اوهام واغلاط كبيرة عبر التأريخ واتمنى ان لا ننجرف بعوامل التعريه للتأريخ لأننا سوف لن نصل الى شئ فأن جائنا شخص بأثبات من التأريخ سوف نأتيه بنفي ومن التأريخ نفسه ولن نصل الى شي ونبقى ندور بذات الدائره المفرغه.!
وهكذا نرى كيف وضعت بعض المعايير التأريخية التي تمت صياغتها من تصورات بعض السابقين لتستخدم في كل زمان ومكان كمانعة صواعق ومانعة تفكير هدفها الحيلولة دون انهيار منظومة ثقافة عبادة الاصنام وانشاء مجتمع تحكمة معايير تأريخية وعقل تراثي يعيش الماضي ويلبس ثوب الحاضر, ان الاستمرار على لبس اقنعة التاريخ يحـّوله ورجالاته الى مقدس على حساب قدسية كتاب الله تعالى ,ويحاول عباد التأريخ دفع كل متدبر لكتاب الله الى ان يكون هدفا لأبواق الشياطين وسهامهم وبتالي يغيبون ويـُغـَيـبون الكثرين عن حقيقة الاسلام مقدمين اسلاماً لاعلاقة له بالاسلام لامن قريب ولا من بعيد,وترجمة بائسه جدا عن القران الكريم , وطبعه متخلفه جاهله وقاصره ومزورة غير الطبعة الاصلية..!
التعليقات (0)