أغضتُ حياءً حينما قابلتها
وبسحر أيام الهَنا ذكَّرتُها
وقفَت يغالبها الأسى في حيرةٍ
عرفتْ بأني عامداً أهملتها
وصَرَفْتُ طرفي عن ملامح حسنها
ومَدحتُ أتراباً لها فأثرتها
نظرتْ وفي العينين لاحتْ رغبةٌ
شدَّت حنيني للهوى فسألتها
من أنتِ؟ واستعصى الكلام على فمي
فعّبرتُ دربي قاصداً وزحمتها
فتأوهتْ حيرى الظنونِ شجيةً
لمّا رَجِعْتُ وبالهوى صارحتها
أترعتُ من أهدابها كأس الطِلى
وبنشوةٍ غيرى الجنونِ رشفتها
نامتْ على كَتفي كأروع طفلةٍ
وبرائعِ الوردِ النديّ غمرتها
قلدتها تاجاً يرفُ به السنا
وعلى الزهورِ أميرةً توَّجْتُهَا
أدخلتُها حرمَ البيانِ عروسةً
وعلى الرياضِ مَلِيكةً نصَّبْتُها
وبنيتُ محراباً لها متألقاً
وبموطن القلب الوفي أسكنتها
يا حلوتي تلك الليالي أورقتْ
أبهى الخمائل بالدموع سقيتها
كم ذبتُ في حسنٍ يزفُ وسامةً؟
فلأّنْتِ ذكرى في الجفون حملتها
ما زلتِ في عينيَّ أجملَ طفلةٍ
ما بينَ أرْوِقَةِ الضلوعِ حَضَنْتُهَا
أبحرتُ في عينيك أستجلي الرؤى
ورَكرتُ ألويتي هنَاكَ غرستها
رفيّ بها بين النجومِ شموخةً
لكِ للسُّها سمراءُ قد أهديتها
فأنا بحبك يا مليحة هائمٌ
صورُ الجمالِ على العيون رسمتها
لا تعتبي إني كرهتُ من الصبا
دنيا العذابِ وفي لقاكِ عشقتها
ولقدْ هجرتُ الحبَّ بعدكِ طائِعاً
ورسائلُ الأحباب قَدْ أَحْرَقْتُهَا
التعليقات (0)