المحور الأول:محور مفاهيمي
تصريف العولمة
العولمة ثلاثي مزيد، يقال: عولمة، على وزن قولبة، واللفظ مشتق من العالم، والعالم جمع لا مفرد له كالجيش والنفر، وهو مشتق من العلامة على ما قيل، وقيل: مشتق من العِلم، وذلك على تفصيل مذكور في كتب اللغة.
فالعولمة كالرباعي في الشكل فهو يشبه (دحرجة) المصدر، لكن (دحرجة) رباعي منقول، أما (عولمة) فرباعي مخترع ـ إن صح التعبير ـ.
فإن هناك جماعة من اللغويين يقولون بجواز اختراع ألفاظ وكلمات في اللغة العربية على وزان الألفاظ والكلمات الموجودة فيها، كما يقولون بجواز الزيادة والنقيصة على حسب الزوائد أو النقائص اللغوية الأخرى، مثل: صرف الباب الثلاثي إلى باب الانفعال، أو التفعيل، أو المفاعلة، أو الاستفعال، وكذلك أبواب الرباعيات ونحوها، فإنه كما يقال: عولمة، يقال: تعولمنا، وتعولمتُ، وتعولمتِ البلاد وهكذا، من قبيل تدحرجنا، وتدحرجتُ، وتدحرجتِ الكُرات وما أشبه ذلك.
مفهوم العولمة لغة واصطلاحاً
إن العولمة على ما سبق مشتق من العالم، أي: صرنا عالميين، ومعنى العالمية: أن تتحد كل شعوب العالم في جميع أمورها على نحو واحد وهيئة واحدة في الجملة، فيكونوا كبيت واحد، وأسرة واحدة، فلا يكون هناك شعب فقير وشعب غني، ولا شعب أمي وشعب مثقّف، ولا شعب تختلف اقتصادياته أو سياسياته أو ثقافياته أو اجتماعياته أو سائر شؤونه ـ كشؤون التربية والسلوك وما أشبه ذلك ـ عن شعب آخر، أي: كما كان عليه الحال قبل الآلة الحديثة، حيث الأسفار البعيدة، والاتصالات المنقطعة أو شبه المنقطعة، وإنما يكون الانتماء للعالم كلّه كالانتماء إلى دولة واحدة كلها، فكما يقال: بغدادي وبصري، يقال: عراقي ومصري، أو شرقي وغربي أو ما شابه ذلك، فإن البلاد وإن كانت مختلفة ولم يتصل بعضها ببعض، لكنّ الفكر يكون واحداً، والاتصال موجوداً، ويبقى الاختلاف قليلا وبشكل جزئي في بعض النقاط وفي المناطق الصغيرة من أطراف العالم.
أما الاختلاف في العالم وعلى نحو عام وكلي فلا يكون، حيث تتداخل السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع وغير ذلك بعضها في بعض، وتؤثر جميعاً على حياة الإنسان في الأرض أينما كانوا وحيثما حلوا ونزلوا، وذلك من دون اعتداد قابل للذكر بالحدود السياسية لدول ذات السيادة، أو الانتماء إلى وطن محدّد أو لدولة معيّنة، ومن دون حاجة إلى إجراءات حكومية خاصة، ولا إلى تعديل الإجراءات وتوحيدها أو تعديل الحكومات وتوحيدها، لأنها رغم كثرتها وتعددها تكون واحدة من حيث السلوك والأسلوب نوعاً ما، وإذا كان بينها اختلاف يكون الاختلاف عندها من نوع الاختلاف في الولايات، لا كالاختلاف في الدول.
إذن: العولمة التي أصبحت اليوم كلمة شائعة في العلوم الاجتماعية، ومستخدمة كثيراً في الأدب المعاصر، يمكن تعريفها بما يلي: إعطاء الشيء صفة العالمية، من حيث النطاق والتطبيق.
من تعار يف العولمة أيضاً
ولقد عرفوا العولمة بتعريف آخر، قالوا: (العولمة اسم شمولي مصطلح للدلالة على حقبة نفوذ تتميز بأدوات أوسع من الأدوات الاقتصادية، تهم الثقافة والحضارة حتى البيئة ـ مع احتفاظ الاقتصاد بعمودها الفقري ـ لديها قدرة التأثير على العالم، وذلك بغلبة من الرأسمالية الغربية التي تجتاح العالم وتسيطر على أسواقه المالية والفكرية.)
وعرفوا العولمة بتعريف ثالث، قالوا: (العولمة هي الحركة الاجتماعية التي تتضمن انكماش البعدين: الزماني والمكاني، مما يجعل العالم يبدو صغيراً إلى حد يُحتّم على البشر التقارب بعضهم من بعض.)
وعرفوها بتعريف رابع وهو: (التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسية والثقافة والسلوك، دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة، أو انتماء إلى وطن محدد، أو لدولة معينة، ودون حاجة إلى إجراءات حكومية)
فقالوا: إن المفهوم الدقيق للعولمة يعني هيمنة نمط الإنتاج الرأسمالي وانتشاره في الصميم مضافاً إلى انتشاره في الظاهر أيضاً، وبعبارة أخرى واضحة يعني: هيمنة النمط الرأسمالي الأمريكي، ليتلازم معنى العولمة في مضمار الإنتاج والتبادل المادي والرمزي، مع معنى الانتقال من المجال الوطني أو القومي إلى المجال العالمي أو الكوني، وذلك في ضمن مفهوم تعيين مكاني جغرافي: وهو الفضاء العالمي برمته، وتعيين زماني تاريخي: وهو حقبة ما بعد الدولة القومية، أي: الدولة التي أنجبها العصر الحديث إطارا كيانينا لصناعة أهم وقائع التقدم الاقتصادي والسياسي، والاجتماعي والثقافي.
مفهوم الثقافة
- إن مفهوم "الثقافة" في اللغة العربية ينبع من الذات الإنسانية ولا يُغرس فيها من الخارج. ويعني ذلك أن الثقافة تتفق مع الفطرة، وأن ما يخالف الفطرة يجب تهذيبه، فالأمر ليس مرده أن يحمل الإنسان قيمًا-تنعت بالثقافة- بل مرده أن يتفق مضمون هذه القيم مع الفطرة البشرية. 2 - إن مفهوم "الثقافة" في اللغة العربية يعني البحث والتنقيب والظفر بمعاني الحق والخير والعدل، وكل القيم التي تُصلح الوجود الإنساني، ولا يدخل فيه تلك المعارف التي تفسد وجود الإنسان، وبالتالي ليست أي قيم وإنما القيم الفاضلة. أي أن من يحمل قيمًا لا تنتمي لجذور ثقافته الحقيقية فهذه ليست بثقافة وإنما استعمار وتماهٍ في قيم الآخر. 3 - أنه يركز في المعرفة على ما يحتاج الإنسان إليه طبقًا لظروف بيئته ومجتمعه، وليس على مطلق أنواع المعارف والعلوم، ويبرز الاختلاف الواضح بين مفهوم الثقافة في اللغة العربية ومفهوم "Culture" في اللغة الإنجليزية، حيث يربط المفهوم العربي الإنسان بالنمط المجتمعي المعاش، وليس بأي مقياس آخر يقيس الثقافات قياسًا على ثقافة معينة مثل المفهوم الإنجليزي القائم على الغرس والنقل. وبذلك فإنه في حين أن الثقافة في الفكر العربي تتأسس على الذات والفطرة والقيم الإيجابية، فإنها في الوقت ذاته تحترم خصوصية ثقافات المجتمعات، وقد أثبت الإسلام ذلك حين فتح المسلمون بلادًا مختلفة فنشروا القيم الإسلامية المتسقة مع الفطرة واحترموا القيم الاجتماعية الإيجابية. 4 - أنها عملية متجددة دائمًا لا تنتهي أبدًا، وبذلك تنفي تحصيل مجتمع ما العلوم التي تجعله على قمة السلم الثقافي؛ فكل المجتمعات إذا استوفت مجموعة من القيم الإيجابية التي تحترم الإنسان والمجتمع، فهي ذات ثقافة تستحق الحفاظ عليها أيَّا كانت درجة تطورها في السلم الاقتصادي فلا يجب النظر للمجتمعات الزراعية نظرة دونية، وأن تُحترم ثقافتها وعاداتها. إن الثقافة يجب أن تنظر نظرة أفقية تركيبية وليست نظرة رأسية اختزالية؛ تقدم وفق المعيار الاقتصادي -وحده- مجتمع على آخر أو تجعل مجتمع ما نتيجة لتطوره المادي على رأس سلم الحضارة. وقد أدت علمنة مفهوم الثقافة بنقل مضمون والمحتوى الغربي وفصله عن الجذر العربي والقرآني إلى تفريغ مفهوم الثقافة من الدين وفك الارتباط بينهما. وفي الاستخدام الحديث صار المثقف هو الشخص الذي يمتلك المعارف الحديثة ويطالع أدب وفكر وفلسفة الآخر، ولا يجذر فكره بالضرورة في عقيدته الإسلامية إن لم يكن العكس تمامًا. ووضع المثقف كرمز "تنويري" بالفهم الغربي في مواجهة الفقيه، ففي حين ينظر للأخير بأنه يرتبط بالماضي والتراث والنص المقدس، ينظر للأول -المثقف- بأنه هو الذي ينظر للمستقبل ويتابع متغيرات الواقع ويحمل رسالة النهضة، وبذلك تم توظيف المفهوم كأداة لتكريس الفكر العلماني بمفاهيم تبدوا إيجابية، ونعت الفكر الديني -ضمنًا- بالعكس. وهو ما نراه واضحًا في استخدام كلمة الثقافة الشائع في المجال الفكري والأدبي في بلادنا العربية والإسلامية؛ وهو ما يتوافق مع نظرة علم الاجتماع وعلم الاجتماع الديني وعلم الأنثروبولوجيا إلى الدين باعتباره صناعة إنسانية وليس وحيا منزلاً، وأنه مع التطور الإنساني والتنوير سيتم تجاوز الدين..والخرافة!! أما في المنظور الإسلامي فمثقف الأمة هو المُلمُّ بأصولها وتراثها. وعبر التاريخ حمل لواء الثقافة فقهاء الأمة وكان مثقفوها فقهاء.. وهو ما يستلزم تحرير المفهوم مما تم تلبيسه به من منظور يمكن فيه معاداة الدين أو على أقل تقدير النظر إليه بتوجس كي تعود الثقافة في الاستخدام قرينة التنوير الإسلامي الحقيقي، وليس تنوير الغرب المعادي للإله، والذي أعلن على لسان نيتشه موت الإله فأدى فيما بعد الحداثة إلى موت المطلق وتشؤ الإنسان.
مفهوم الهوية
الهوية هي الذاتية و الخصوصية و هي القيم و المثل و المبادئ التي تشكل الأساس النخاع للشخصية الفردية أو المجتمع، وهوية الفرد هي عقيدته و لغته و ثقافته و حضارته و تاريخه، وكذلك هوية المجتمع فهي الروح المعنوية و الجوهر الأصيل للكيان الامة . الهوية أيضا هي الوعي بالذات الاجتماعية و الثقافية، وهي ليست ثابتة و إنما تتحول تبعا لتحول الواقع، بل أكثر من ذلك هناك داخل كل هوية هويات متعددة ذوات مستويات مختلفة فهي ليست معطى قبلي، بل إن الإنسان هو الذي يخلقها وفق صيرورة التحول
وإذا كانت الهوية – اصطلاحا- حديثة العهد بالتداول و الاستخدام، لما صارت اليوم مضمونا ذا دلالات عميقة تشمل كل ما يجعل من الفرد و المجتمع شخصية قائمة الذات و على قدر كبير من التميز. و الجدير بالذكر أن مصطلح الهوية لم يكن متداولا في الحياة الثقافية و الفكرية في مطلع هذا القرن فلم تكن الهوية من ألفاظ الثقافية و الفكر و لا من أدبيات العمل السياسي، إنما ترد على أقلام الكتاب ومفكرين و على ألسنة المتحدتين و كانت العبارة التي تدل على هذه المعاني هي الأصالة الوطنية و الشخصية الوطنية بل إن مفهوم نفسه كان ينطوي على هذه المعاني و يعبر عنها أقوى تعبير و أعمق الدلالة.
و يشير لفظ الهوية إلى عدة معان و يعود بنا إلى عدة مجالات من التفكير منها الفلسفة و الميثافزقيا ثم المنطق، و العلوم النفسية و الاجتماعية، كما أن لهذا اللفظ باللغات الأوروبية معاني لا تطابق تمام المطابقة مع ماهو مقصود منه باللغة العربية. و إذا أخدنا لفظ الهوية من حيت اللفظ العربي الذي يقابل اللفظ الأوروبي "Identité " فسيكون المعنى الأساسي الذي يتضمنه هو المطابقة، إذ نعلم أننا عندما نقول شيئين أنهما متماثلان أو متطابقان نستخدم النعت " Identique" فهذا النعت يعني التماهي بين الشيئيين أي تطابق هويتهما. عندما نستخدم عبارة هوية باللغة العربية نقصد هذا المعنى جزئيا لا كليا، فالهوية تعني المطابقة حقا، غير أن المطابقة فيها لا تكون مع
شيء أخر بل تكون أساسا بين الشيء و ذاته فهوية الشيء هي ما يكون به مطابقا بذاته و يستمر به كذلك في وجوده. هوية الشيء هي ما يكون به الشيء هو ذاته متمايزا عن غيره، وأم ماثله في بعض الخصائص أو اشترك معه فيها.
المحور الثاني:محور علائقي علاقة ناضلة بين مفهومي الهوية والثقافة وبينهما العولمة
العلاقة بين العولمة والهوية الثقافية
• تسعى العولمة نحو الوحدة والنمطية، بينما تدافع الهوية عن التنوع والتعدد
• تهدف العولمة إلى القضاء على الحدود والخصوصيات المختلفة بينما تسعى الهوية الى الاعتراف بعالم الاختلافات وترفض الذوبان.
• الهوية هي انتقال من العام إلى الخاص ومن الشامل إلى المحدود بينما تبحث العولمة عن العام والشامل واللامحدود واللا تجانس .
أنها علاقة صراعية تصادمية بين العولمة والهوية الثقافية.فالعولمة تشبه القناص والهوية تشبه الطريدة .ملاحقة ومطاردة.فهل ستنجو الطريدة وتحافظ على بقائها ؟؟؟الواقع وانتظارات المستقبل ستجيب.ولكن ماهي فرص نجاة الهوية من العولمة في ظل سيادة وسائل وأدوات تحاول سحق الهويات والخصوصيات؟؟؟؟؟
العلاقة بين الهوية والعولمة وهو ما يدعونا للقول بأن السياحة هي احدي أهم أشكال الاتصال بين الأنا الجمعية الوطنية لجماعة ما، في مقابل الجماعة الإنسانية المتنوعة المناحي والأفكار. لكن ترى كيف يمكننا الدخول في فعاليات العولمة والمشاركة الايجابية معها وفيها مع التمسك بجوهر الهوية مسلحين بثقافتنا ومزكين انتماءاتنا وثوابتنا بل كيف نحافظ على تراثنا وعلي تنمية السياحة معا. يتحقق ذلك بعد التسلح بالوعي وملامح هذا العالم الجديد ومفاهيمه وملامحه وأن نكون على أرض صلبة وواعية لأمراض العصر مثل الإيدز كمرض بيولوجي، وأمراض السوق الحرة كمرض اقتصادي وأن تصبح ثورة المعلومات إلي جانبنا وليست ضدنا، بالمشاركة في وسائلها التكنولوجية والتأهيل العلمي والمعرفي لاستيعاب المعلومات والتعامل معها موضوعية علمية للاستفادة منها بأكبر قدر وليس الوقوف أمامها. نحن في حاجة إلي آفاق للتعامل والمعرفة قبل أي شيء آخر و مسلحون بحب الوطن، بالانتماء الموضوعي الايجابي وليس العنصري مع الاحتفاظ بمجموعة الثوابت القيمية العليا وأن نعلم أن مرجعيتنا هي القيم الدينية، والآن ماذا علينا أن نفعل؟ ما سبق هو جانب فكري هام لكن ما هو الجانب الإجرائي كي نحقق التوازن بين التراث والتنمية السياحية؟ العلاقة بين التراث والسياحة التراث هو ما ينتقل من جيل إلى جيل ويصبح ميراثا يعتز به سواء علي شكله المادي أو غير المادي. كلمة تراث من الفعل ورث يرث ميراثا أي انتقل إليه ما كان لأبويه من قبله، وصار ميراثا له. وقد اهتمت الدول حديثا بالنظر إلى أشكال التراث للحفاظ عليها والعمل علي تأصيلها وتنقيحها والتنقيب على المزيد من المادي منها، لذا تم إنشاء العديد من الهيئات والمؤسسات الراعية للتراث مثل: مراكز التسجيل والرصد ومراكز البحوث والدراسات ومراكز تحقيق التراث بالإضافة إلى المطبوعات والدوريات المتابعة لكل جديد وأصبح علي شبكة الانترنت الآن العديد من المواقع التي تسعي لتنشيط الوعي بأهمية التراث مع عرض الكثير من الأخبار والدراسات حوله. لقد اهتمت بعض الدول إلى حد إنشاء وزارة خاصة بالتراث تضم تحت إشرافها كل ما يتعلق بالتراث من جديد وقديم، داخليا وعالميا. لهذا كان من الطبيعي أن تروج للمعارض التراثية سواء الخاصة بالفنون والموسيقي الشعبية أو للصناعات الحرفية واليدوية التي كادت أن تندثر بفعل التقدم التكنولوجي أو للمخطوطات التراثية في الفكر أو الأدب أو للملابس الشعبية وتاريخها وغيره من المعارض المتخصصة في كل فروع التراث المتاحة. بينما يعد إنشاء وتطوير المتاحف من أهم المنجزات التي يمكن لدولة ما انجازها. لقد أصبح للمتاحف الآن دورها التربوي والتعليمي والسياحي والترفيهي والثقافي بعامة، وقد تعددت وأصبحت أكثر خصوصية بعضها متخصص في حقبة زمنية ما وبعضها متخصص في تاريخ نشاط بشري محدد قديم أو جديد "مثل النشاط العسكري والمتاحف الحربية" أو متخصص في تاريخ العلوم لإبراز دور الأجداد والأبناء وهكذا.
صورة للمظاهر العولمة
صورة للمظاهر العولمة
تحديات أمام حماية الثقافة والهوية
المدوّنات الشبابية.. منابر الكترونية للحرية الفكرية
ترتبط تجربة المدونة بشريحة الشباب تحديداً، إلى درجة تعريفها بـ "مدونات شبابيّة" و"شباب المدونات". ومع الزيادة المطردة في أعداد المدونات، التي أصبحت تمثّل منبراً إلكترونياً يستقطب شريحة كبيرة من القراء يوماً بعد يوم، برز في الجهة المقابلة، مؤيّد ومعارض ومراقب، وكثير من المخاوف والاتهامات. لكن، لماذا تُتهم المدونات والمدونون؟ وماذا يقول الشباب عن تجربتهم في التدوين؟ وكيف يدافعون عن مدوناتهم؟
المدونة، هي موقع شخصي يقوم صاحبه بتدوين كتاباته عليه، بحيث يحقّ لأي شخص الاطلاع عليها. تحمل المدونة طابعاً شخصيّاً، يكتب المدون فيها تجاربه وخبراته وآراءه الفكرية والسياسية بحريّة، فهي عالمه الخاص، بعكس ما هو سائد في المنتديات أو غيرها من وسائل الإعلام التقليديّة، التي تخضع لرقابة أكثر، لأن المدوّنة دائماً لا تخضع لـ «مقصّ الرقيب». لذلك يُضمّنها الشباب ما تفيض به قلوبهم من رغبة في الثورة، على الواقعين السياسي والاجتماعي عبر الفضاء الافتراضي، ضد الإهمال والتخلف مِن حولهم.
من انجاز:عبد العزيز بهوش
التعليقات (0)