ملف أداب

من داخل أسوار السجن العاليه ولياليه الطويله الحالكه السواد حيث تقضي "ٍسماح" وهذا ليس اسمها الحقيقي فتره العقوبه بعد أن تم ضبطها ضمن شبكه دعاره وصدر بحقها الحكم بالحبس وأودعت السجن لتقضي فتره العقوبه …
وسماح فتاه رائعه الجمال وان كانت ملامح هذا الجمال قد ذبلت ولكن بالنظر اليها تستطيع أن تلمس ما كانت عليه من قبل هذه الملامح والتي كانت فعلا تحتاج الي ليوناردوا دافنشي أخر ليصنع منها موناليزا أخري .. سماح القي القبض عليها داخل احدي الشقق التي كانت تدار للاعمال المنافيه للاداب ضمن شبكه كامله من الفتيات ومن محبسها تروي سماح حكايتها فقد نشأت في أسره محافظه ذات أصول ريفيه وكان ترتيبها الثالثه بين ثلاث بنات هن كل ذريه والدها والشقيقتان الكبيرتان لم يكملن تعليمهن وتزوجن أما هي فقد رفضت كل العرسان الذين تقدموا لها وأصرت علي استكمال تعليمها الجامعي ..
ووالد سماح يعمل بالتجاره وقد من الله عليه بالكثير من فضله واتسعت تجارته كثيرا لالتزامه وتدينه فهو بالرغم مما وصل اليه من ثراء لا يترك فرض من فروض الدين .. وأمها بالرغم من أنها أيضا لم تكمل تعليمها الا أنها أم لم تعرف في حياتها سوي بيتها وأسرتها الصغيره تعيش لهم وبهم حتي المتزوجات من بناتها ترعاهم كما لو كن لم يتزوجن بعد ..
وكانت نقله أسره سماح من أحد الاحياء المتوسطه بالقاهره الي الفيللا الفاخره باحدي الضواحي الجديده حول القاهره سببا مباشرا فيما وصلت اليه حيث أتاحت لها السكني الجديده التعرف علي "جروب" جديد من الاصدقاء عرفتهم عن طريق زميله جاره لها في الفيللا المجاوره لفيللتهم وكل الجروب طلبه في كليات التعليم الخاص وطبقا لهذه الموضه التحقت سماح باحدي هذه الكليات والتي أصبحت لدي البعض موضه وليس تعليما للدلاله علي الثراء المادي …
وفي هذه الكليه قضت سماح أوقات طويله مع الجروب كافيتيريا ورحلات وشوبنج وبارتي وخلافه حتي أمسكت سماح أول سيجاره في يدها وبسرعه أدمنت التدخين وفي احدي الرحلات بدأت سماح مشوار الادمان الطويل ب "كيميا" أو أحد الاقراص المخدره أعتطها اياه صديقتها عندما أصابها صداع واعتادت سماح علي هذه الاقراص كلما أصابها الصداع والذي أصبحت نوباته متكرره وبدأت في شراء الكيميا بنفسها وأصبحت ملازمه لها ولا تخلوا حقيبتها منها علي الاطلاق ..
حتي جائت الليله المشؤومه بارتي عيد ميلاد صديقتها في الفيللا المجاوره لفيللتهم حيث هاجمت نوبه الصداع سماح فبحثت عن الاقراص في حقيبتها فلم تجد فسألت صديقتها ان كان لديها كيميا والتي اعتذرت ولكن الصديقه سألت باقي الجروب فاعتذر الجميع .. لا يوجد لديهم كيميا الا أحدهم والذي أجاب بأن لديه "ملوكي" ان كانت ترغب .. فرفضت سماح وأصرت علي الرفض ولكن مع تزايد حده الصداع والحاح صديقتها عليها وبعد أكثر من ساعه وافقت سماح علي مضض أن تأخذ جرعه صغيره جدا عن طريق الانف وليس الحقن حتي تتخلص من الام الصداع الشديده ..
ويبدأ المشوار .. رحله الضياع .. عقب الاستنشاق جائتها نشوي غريبه جميله لم تمر بها من قبل حلقت في سماء النشوه بل انها ابتدأت في الرقص كما لو كان قد مسها جان ولم تتورع عن الرقص الماجن وهي الفتاه الخجوله وتنتهي الليله .. وبعد أن ينتصف النهار تستيقظ سماح من نومها ورأسها ثقيل وجسمها كله منهك .. تحاول استعاده نفسها فلم تستطع ثم يبدأ الصداع في التسرب الي رأسها .. تسارع الي الكيميا قرص ورا قرص بلا فائده .. تتصل بصديقتها .. تطلب منها الصديقه الحضور .. تهرع الي صديقتها .. لا حل سوي جرعه صغيره مماثله لجرعه الامس ومجانيه من الصديقه .. انتهي ..
رحله الادمان القصيره الطويله .. تتسارع وتيره أحداثها .. مصروف سماح غير كافي .. تبدأ في بيع مصوغاتها الذهبيه قطعه قطعه .. تبيع ممتلكاتها أيضا .. مصاريف الادمان باهظه .. تسرق من أمها ومن أبيها .. يكتشف أبوها السرقات ويكتشف الادمان .. يحبسها في المنزل .. يرسلها لمصحه لعلاج الادمان .. تعود .. تهرب من المنزل .. تسكن لدي الشله .. الشله تتوقف عن امدادها بأي جرعه مجانيه .. تذهب الي تاجر المخدرات وتطلب مخدرات .. يطالبها بالثمن .. لا تملك أي نقود .. ينهش جسدها مقابل للمخدر .. يمل منها بعد فتره ويلقيها في الشارع .. تتلقفها أيدي مدربه علي الاصطياد .. يتم ضمها لشبكه دعاره .. يتم القبض عليها ضمن الشبكه .. تودع السجن .. يعلم الاب بالقصه لا يحتمل ويسقط صريعا بأزمه قلبيه ..
أما سماح فقد جفت مقلتاها من كثره البكاء ولكنها لا تتوقف عن البكاء ولكن ماذا يفيد الندم وقد دمرت كل شيئ حتي أباها …
مجدي المصري