ملف «أبناء غزة» في الاردن ماهر ابو طير
|
|
|
ما فعلته نقابتا الصيادلة والممرضين بشأن الترخيص لعمل الصيادلة من ابناء قطاع غزة المقيمين في الاردن منذ عشرات السنين ، بالتنسيق مع الجهات الرسمية ، امر عظيم ، فلماذا نحرم ابناء غزة من العمل في تخصصاتهم ، ولماذا ندمج بين الجانب الحياتي والانساني ، والجانب السياسي ، بشكل مبالغ فيه؟.ابناء غزة في الاردن عددهم ليس قليلا ، والتخفيف عن ابناء غزة في حياتهم ، لا يعني توطينا ، ولا بيعا لقضية العودة ، ولا تأهيلا لهم لمنحهم حقوق سياسية او ارقام وطنية. هناك قضايا حياتية يومية ينبغي اعادة النظر فيها بشأن ابناء غزة ، با عتبارهم عربا يقيمون هنا منذ عشرات السنين ، فلا هم مواطنون ، ولا هم قادرون على العودة ، ومراجعة هذا الملف ، من الزاوية الانسانية والاجتماعية والحياتية ، لا يضر احدا ولا يهدد قضية العودة.ابرز هذه القضايا قضية العمل ، وهناك بينهم اعداد لا بأس بها يحملون شهادات في تخصصات ولايمكن العمل بها. اقترح السماح بضمهم الى النقابات المهنية ضمن "مسرب خاص" في النقابات ، بحيث لا ينتخبون ولا يترشحون وتكون القضية فقط منحهم فرصة للحياة والحصول على رخصة للعمل من مستويات الاطباء والمهندسين وغيرهم ، ومافعلته نقابة الصيادلة امر عظيم مرة ثانية ، ولولا الدعم الرسمي للخطوة لما تحققت. ايضا القضايا التي تتعلق بعدم حصول الغزي على العلاج خصوصا الاطفال وكبار السن وامراض القلب والسرطان وهو ملف تمت الكتابة به كثيرا ، ولم يحدث به اي تطور ، ويضاف الى ماسبق القضايا الحياتية الاخرى من سرعة الحصول على جواز سفر مؤقت ، ورخصة القيادة واجراءاتها المعقدة ومدة صلاحية الرخصة ، واقتناء السيارة او البيت ، وهي قضايا انسانية لا تعني توطينا ولا اي شيء غير ذلك ، فمن هو منهم الذي سيبيع حق العودة مقابل رخصة قيادة؟.الاردن لم يُقصر مع غزة ، ولا مع الشعب الفلسطيني ، واخُوّة التاريخ والجغرافيا عمرها الاف السنين ، وهي بطبيعة الحال لن تزول ولن تتغير حتى آخر يوم في الدهر ، لان للتاريخ والجغرافيا استحقاقهما على الجميع. لو كان الغزيون في الاردن مثل بقية العرب قادرين على الذهاب والاياب ، وقادرين على العودة ، لكانت هذه المطالبات غير منطقية. المشكلة في ملف الغزيين انهم باقون هنا منذ عشرات السنين ، حتى يُفرجها رب العالمين على هذه المنطقة والبلاء الذي حل عليها ، وما داموا بيننا فان اخلاقنا لا تقبل ان يتعب هؤلاء من اجل رخصة القيادة او علاج الطفل المريض ، او سقف المنزل المتداعي للسقوط كما في مخيم غزة ، وفي المخيم عشرات البيوت التي سقفتها وكالة الغوث الدولية ، وهناك عشرات البيوت التي بحاجة لترميم وسقوف جديدة بدلا من هذه الحياة الصعبة. صدقوني لا تجدون اردنيا واحدا ضد الحياة الكريمة لابناء غزة في الاردن ، غير ان التداخل المبالغ فيه بين الجانب الانساني والحياتي ، من جهة ، ومخاوف التوطين ، يجعل العملية تتعرض لعراقيل شتى. وشخصيا اتفهم بعض دوافع بعض الممانعات ، لكنني لا اتفهم التضييقات تجاه قضايا كثيرة ، كملف العمل والعلاج وبعض التفاصيل الاخرى.لم يبق بيت في الاردن من شماله الى جنوبه ، ومن بواديه الى مدنه واريافه ، الا وبكى من فيه لاجل اهل غزة ، حتى نؤكد دوما على صدقية مشاعر الاردنيين تجاه فلسطين واهلها ، وعلى هذه الارضية العظيمة من النُبل التاريخي ، فاننا ندعو المسؤولين لمراجعة ملف اهل غزة المقيمين في الاردن ، فالانساني يبقى انسانيا ، ولا منطق بتحويله لسياسي ، خصوصا ، ان الاردن دولة مكتملة بقوتها وقوانينها ومؤسساتها ورؤيتها ، ولا يمكن حرف روح الدولة النبيلة ، باتجاهات لا يرضاها الاردنيون ولا الفلسطينيون ايضا ، وكل القصة هي تلطيف حياة هؤلاء قليلا.ملف ابناء غزة في الاردن بحاجة الى قليل من الانفراجات.. تخفيفا عن الناس وحياتهم.. أليس كذلك؟.mtair@addustour.com.jo
|
التعليقات (0)