مواضيع اليوم

ملفات العهد الجديد في مصر

سـامي جلال

2011-02-12 15:21:48

0

اليوم بعد ان رضخ الرئيس مبارك لأرادة الشعب المصري ، و تنحى عن السلطة لتبدأ عملية مراجعة الحسابات و الملفات الداخلية المتراكمة جراء قانون الطوارئ الذي اثقلت كاهل الحياة السياسية المصرية و مظاهرات الشباب نجحت بأمتياز في تحريك الشارع المصري لنقل ملفات الوضع الداخلي على الطاولة لتكون السبب الرئيس في زعزعة كرسي الرئاسة و رحيل مبارك.
الذين يأملون بأعتلاء وظيفة المسئولية الأولى في البلاد تنتظرهم ملفات اكثر سخونة من الملفات الداخلية ، المطالب الشعبية بحرية التعبير و الممارسة الديموقراطية في تداول السلطة يحتاج لدعم اقليمي و دولي كي يتسنى لهم ادارة البلاد بعيدا عن الأضطربات و انجاح عملية تفعيل الأقتصاد المصري لتجاوز الفساد و البطالة و الأنتقال النوعي في التنمية البشرية و حقوق الأنسان.


سقوط الرئيس مبارك ، لم يكن بسبب سياساته الدولية و لم يكن كذلك لمواقفه القومية العروبية ، مطالب المتظاهرين من خلال ما شاهدناه على اليافطات و الجدران و ما سمعناه عبر وسائل الأعلام ، كانت مطالب على المستوى اسلوب ادارة الدولة و الملفات الداخلية بكافة مسمياتها و قانون الطوارئ و الأستفراد بالسلطة ، لم تكن مطالب في تغيير السياسة الدولية و ألغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل ، و لم تكن ضد مواقف مصر من القضية الفلسطينية.


مصر بشعبها و قياداتها الجديدة ليست بحاجة اليوم لدخول في صراعات اقليمية او دولية ، و لا يمكنها العودة للماضي في استنزاف الأقتصاد المصري و الموارد البشرية في اعادة حالة الحرب و اللا حرب مع اسرائيل، المهمة الأولى لابد ان تكون في تهيئة الأسستقرار و استباب الوضع الداخلي لتعزيز الأمن في الداخل من المخاطر التي واجهت مصر من الأرهاب الذي استهدف اقباط و مسيحي مصر و السياحة المصرية و اتفاقية السلام مع اسرائيل. الحالة اليوم تتطلب بناء الوضع الداخلي بما يوازي استقرار سياسات و ألتزامات مصر الدولية، الجيش اليوم لا يمكن له ان يلعب دور السياسي ، فمهنية الجيش لعبت دور مهم في حماية الشعب المصري من الداخل و لديها الأمكانية لذات الشئ على الحدود، لكنه يحتاج لمن يترجم ذلك الدور على المستوى السياسي اتجاه القضايا التي ارتبط بها النظام السابق و التي فعلا اعطت تواصلا مستمر لدور مصر بحكم الظروف لكافة المراحل التي مرت بها مصر منذ تأسيس الجمهورية.


تبقى اولويات الشعب المصري في تحديد سياسات وطنه من خلال ممثليه في مجلس الشعب القادم و دستوره الجديد المنتظر ليعالج الحالة الداخلية و التزامات مصر اتجاه محيطها العربي و الغير عربي في القارة الأفريقية و حماية مصالحها مع او ضد الولايات المتحدة الأمريكية و دول اوربا.

مع تمنياتنا لشعب مصر و كل شعوب العالم المضطهدة بالحياة الحرة الكريمة....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات