كانت لضميرك الفرصة في الحياةِ قبل أزيد من أربعين سنة ، لكنك دفنته واخترت أن تحيا بدونه .. وبدأت مذ ذاك في التألّه ، واستعباد شعبك واغتيال إنسانيته .. واختزال كل أدواره ووظائفه في الحياة ، في خدمة إشتراكية التساوي تحت مواطئ قدميك ، وتمجيد إسمك وتعظيمك وعبادتك ! ..
وكانت لبدنك الفرصة في النجاةِ قبل أن تبيع روحك للشيطان .. وقبل أن تدين له بالولاء وبسفك الدّماء .. وقبل أن تقوم مقامه في نشر الخراب والدّمار والفساد والرذيلة !.. فأنت ضالٌ جدا وشرّير ، لذلك تأمر أبالستك بأن يُجبروا الآباء على إغتصاب بناتهم ، والأبناء على إغتصاب أمّهاتهم !.. فلا رفع الله عنك إن كانت تلك حقائق .. رغم أن الشياطين كما عبادهم من الإنس ، لايتنفسّون ، ولا يستطيبون ، بل ولا يؤمنون بغيرالآثام والأكاذيب ! ..
أمّا اليوم وقد إستنفذت كل فرصك في النجاةِ وبأي شيءٍ ـ حتى بتحالفاتك الشيطانية التي ذبحتَ على (لاشرفها) رقابا من شعبك الشريف في مُناسبات كثيرة ، والتي دعمَت دمويتك حتى آخر اللحظات ، بإكتفائها بالفرجة (بعد حظر مدروس) للطيران ، و(بعد وقفٍ مزعومٍ) لقصف المدنيين الأبرياء من المجال الجوّي ، وتركها للمجال الأرضي أمامك فسيحا ، لتواصل ممارسة طقوس إبادة (جرذان مجاريك) و(المتمردون على دجلك) و(الواقفون في وجه مصالح .. ومطامع .. ومآرب تركيا وروسيا .. وحلفاء شرٍّ أُخر) ، وطحنهم بالدبابات ، ودفنهم تحت أنقاض الصواريخ والرّاجمات ! ـ فماذا تُراها ستكون دفاعاتك عن نفسك في قفصك هنا ، أو في جحيمك هناك ؟! ..
أيا ساديًّا يتعذّب في الحياة كما يُعذِّب ! .. لن تنعم يقينا (إن مُتّ على الضلال) بطيبِ ولا بسكينةِ تلك الحياة حتى بعد عذابات هذه الحياة ! ..
فأنت ستظل تتعذّب.. لأنك لن تنال الخلودَ ربًّا ظالما ومعتوها أبديا لليبيا وشعبها .. ولا ملكا لأفريقيا .. ولا عميدا لملوك العالم .. وفي النهاية لن يكون مصيرك ولا شأنك ولا منتهاك ولامآلك ولا ذكرك ، أكثر وأعلى وأكبر من شأن وذكرى أحقر حشرة في أنتن مستنقع على وجه الأرض ينطفئ عمرها بعد لحظات معدودات من فقسها (كالبعوضة) !.. ولأنك تريد البكاء لكن دموعك تأبى أن تُطفئ حرقتك على عمرك الذي أفنيته في إضطهاد شعبك وإستصغاره وإحتقاره وتقزيم إرادته .. ولم تجني من كل ذلك سوى الخيبة ، وغضب الرّب !.. ولأنك تريد التوبة وأرواح شعبك المقتولة ظلما والمُعلّقة برقبتك ، تحجب عن ناظريك أبوابها وسُبلها ! ..
وأنت تعذِّب كل صاحب إحساسٍ مُرهفٍ لايُطيق النظر في وجهك الدّميم الدّموي ! .. وكل صاحب ضمير حيٍّ يشعر بالأسى لما يرى من جرائمك ومجازرك في حق أحفاد الشهداء ! .. وكل عاقل يلحظ طفرة جنونك وقواك التدميرية ! ..
أنت يا طاغية ملعونٌ منذ زمنٍ سحيق من ملائكة السماء ، لتحالفك مع الشيطان .. واليوم أيضا أنت ملعونٌ ملعونٌ حتى مِن شياطين الأرض ، مِن الطليان والأمريكان ! ..
فبأيّ نيرانٍ ـ تُراك يا أنت ـ في النهاية ستحترق ؟.. أبنيران ملائكة الأرض ، أم بنيران الشياطيـن ؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 07 . 04 . 2011
التعليقات (0)