ملصقات الظلام
لا ينسى كم مر على العراق من نكبات وانكسارات وصدمات ...لكن تصدع الإنسان العراقي وانكساره كان من أهمها
حتى انعكس ذلك على رفضه التام لكل مظاهر الحياة السياسية في إفرازها لنمط جديد لم يتعود عليه من قبل... بدا من رفضه لكل المظاهر المصاحبة لها والتي ما انفك الساسة الجدد في تحويلها الى بازار كبير.... فيه كل لون من الطيف الطائفي والقومي وحتى العشائري فالكل يجمع الحطب من اجل تنوره وقرص رغيفه وليذهب الآخرون الى الجحيم ....
وذلك بعد أن استشرت ظاهرة تعزيز المواقف الشخصية والفئوية والحزبية على حساب المصلحة العليا للعراق وعلى حساب أهدار المال العام وثروته ... وباختصار على حساب الإنسان العراقي البسيط.... فهو بالنهاية من دفع فاتورة الثمن راغما ...
وبودي لو استثني من ذلك السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق ...فقد اثبت ومنذ توليه منصب الرئاسة بأنه شخص يخص الجميع دون دون استثناء ويخص العراق وحده ,,,,ولا شى غيره فهو لم ينحاز الى طائفة دون أختها
بل تعالى على طائفته من اجل ان يبحر مركب العراق الكبير في طوفان نوح الذي غمره بالاحتلال وقد عمل جاهدا وفي ظروف قل نظيرها من التشتت والتمزق الذي هدد وحدة العراق وانذر بتمزيقه الى عشائر وإقطاعيات مسلحة
وذلك عبر إرسائه دعائم المصالحة الوطنية التي كانت والى وقت قصير بمثابة قميص عثمان الذي رفعه البعض لأسباب باتت معروفة ولوحوا به في وجه العملية السياسية من اجل تعطيلها لكنه دفع الضرر بالتي هي أحسن فبالنهاية لا يصح إلا الصحيح وبقاء العراق هو من يهم الجميع وحتى الرافضين للعملية السياسية برمتها انحازوا في النهاية الى العراق وحده ...
وانأ في هذا المقال....لا اقصد أن امتدح السيد نوري المالكي بغية الترويج له في عملية الانتخابات التي حمى وطيسها ألان
وان كان يشرفني ذلك...
لكنها كلمة حق ...كانت تقف في فمي منذ فترة طويلة ...وامتنعت عن قولها لأني ضد مبدأ المديح
المهم أن هذه الحملة التي استعر أوارها ألان ...تفتقر الى دقة التوقيت فالعراق لم يتعافى بعد ولم يتعرف الناس الى مرشحيهم .... ومعظمهم مجهولون للآخرين ولا اعرف ما الغاية من انتخابات لا تأتي بجديد لشعب العراق فما زال العراق يتعافى ببطىْ كما ان جل المرشحين ليسوا معروفين من العامة وخاصة من الطبقة الفقيرة والمتوسطة ...تلك الطبقة التي أصبحت سواده الأعظم
هذه الطبقة.... أقصى أمنياتها أن تعيش عيشا كريما وان لا تساق الى الوعود الكاذبة مرة أخرى وان يثرى القلة من اللذين فازوا على حساب أصواتها التي لا تملك غيرها ...واعتقد أنها شى ثمين لو أدليت عن وعي ودراية بالمرشحين اللذين يمثلونها
وما حصل في الانتخابات الماضية يعد كارثة حقيقية
لم تجلب لشعب العراق غير الحسرة والندم على أصابع لطخت بالحبر فقط لكنها نقلت آخرين الى طبقات عليا
وعملت على بقاءه دون مستوى خط الفقر والتخلف ...فلا ينكر ان التخلف يعد رديفا للفقر أين ما حل
فهنالك من صار نائبا في البرلمان ولم يمثل غير طائفته وحزبه فقط
وهنالك من استولى على وزارات كاملة حسبت على الحزب الذي يترأسه الوزير ناهيك عن تحول تلك الوزارات الى ما يشبه الإرث والملك الصرف لطائفة الوزير فلان ا وعلان
وهنالك من سهل للفساد الإداري بحيث شمل جميع القطاعات الخدمية وبشكل هرمي
وبعض هذا الفساد وصل الى حد الاستيلاء على المخصصات الكاملة لبعض المحافظات
حيث ذهبت بشكل عقود وهمية مع مقاولون وسماسرة صغار لمشاريع خدمية بحتة كالتبليط ومد شبكات المجاري أو مد شبكات الماء الصافي
وهذا ليس كلاما وهميا بل هو شائع ومتداول من العامة .فمعظم تلك المقاولات قد انتهت بهروب المقاول الكبير ب(حقيبة الفلوس )
وبقيت تلك المشاريع ناقصة غير كاملة ...وقد أضرت بالبنية التحتية لجميع المناطق التي جرت فيها تلك المشاريع الوهمية
ألان قد وصل الفرد العراقي وحتى الطفل العراقي ....وانتبهوا أيها السادة
الطفل العراقي ...
الى مرحلة متدنية جدا من اليأس من شى اسمه انتخابات فكل ما يتعلق بها مرفوض منه ولا يأتي بالجديد
فهي بنظره لا تجرى من اجله ..... بل من اجل ان تأتي بأناس ... متسلقين على كتفه ....ومتنعمين بماله ...والدليل على ذلك هو في تمزيق الصور والإعلانات عن المرشحين في حال لصقها على الجدران وحيطان البيوت
وقد رأيت بأم عيني احد الأطفال وهو يمزق الصور بحماس كبير ويقوم بعد ذلك برميها بالأحجار..باستهانة كبيرة ودون أن يكلفه احد بذلك ولم يكن الطفل الوحيد فقد سبقه الكثيرون إلى ذلك الفعل واعتقد جازمة أن من يحرك هولاء الأطفال ... هو الخوف من هولاء المرشحين والخوف من المستقبل والخوف من الحاضر ومن كل ما يمت الى العملية السياسية
وبودي لو اسأل فقط ...من رشح هولاء ؟؟؟؟؟؟؟الناس ؟أم الكفاءة ؟أم عمل الخير ...؟أم ماذا بالضبط ؟
من سمح لهم بتمثيل العامة ؟؟؟؟؟؟من سمح لهم بانتهاك حرمات البيوت دون أذن أهلها وفي جنح الظلام ليلصقوا عليها صورهم الانتخابية المزوقة ؟؟؟؟؟
لم لا يحترم الإنسان العراقي ويعامل وكأنه ناقص الإدراك وبحاجة الى الوصاية ؟؟؟؟فهولاء المرشحين لم يمشوا في وسط الناس وفي وضح النهار بل تصرفوا كاللصوص فاستأجروا عمالا من اجل لصق صورهم على الحوائط في أنصاف الليل
أو يلصقونها في النهار ويهربون على عجل
فهل مثل هولاء من سيخدم العامة عبر المجالس البلدية
فمن يختار الظلام لا يجب ان يؤتمن.. والعراقي أدرك اللعبة أخيرا ولن تنطلي عليه الأكاذيب مجددا ولن يكون لهولاء مكانة ضئيلة في قلبه وان ....فازوا فلكل شىْ بداية ......ونهاية
التعليقات (0)