إن لفظ (إثيوبيا) هو اسم قديم جاء ذكره في كثير من الكتابات الإغريقية القديمة وغيرها من المراجع التاريخية والدينية المهمة ، أما المقصود بإثيوبيا والإثيوبيين هنا هو المعنى العام لكلمة كما أطلقه اليونانيون على الشعوب التي تسكن جنوب أسوان وحتى آخر حدود الصومال وتعني السود أو ذوي الوجوه المحروقة .
كما كتب (بدج) كتابة عن تاريخ إثيوبيا بدأ حديثه عن تاريخ مملكة النوبة على أساس إنها جزء من إثيوبيا اعتماداً على المراجع القديمة للإغريق وهنالك من اعتبروا أن بلاد إثيوبيا كانت جزءاً من مصر الجنوبية ، بينما ذهب العالم الجغرافي (ستراك) إلى أن إثيوبيا كانت جزءاً من بلاد مصر وتقع إلى الجنوب منها . والبعض يقول أن اسم (إثيوبيا) تشمل مصر ، السودان ، وبلاد الغرب ، وفلسطين ، وبلاد الهند . وعلى الأخص تلك الشعوب التي تسكن شمال وادي النيل وجنوبه . يقصد بعض المؤرخين القدامى باسم إثيوبيا مملكة النوبة ، ومروي أكثر مما يعنون غيرها ، وحدود عاصمتها الأولى (نبتا) والثانية (مروي) وكلتاهما في شمال السودان ( ) .
فقد ذكر المؤرخ (هيرودوتس) بلاد إثيوبيا بأنها البلد الذي تبدأ منه بحيرة ناصر حالياً ، وإنطلاقاً من ذلك تحدث البروفسور عبد الله الطيب عن وحدة السلالات التي سادت في هذه المنطقة منذ القدم .
وقد قسم بعض الكتاب الإغريق إقليم إثيوبيا إلى قسمين :
(1) إثيوبيا العليا :
يعنون بها إثيوبيا الحالية بشكل عام وكانت عاصمتها اكسوم .
(2) إثيوبيا السفلى :
يعنون بها إثيوبيا المملكتين التين سادتا في السودان وهما مملكة نبتة ومملكة مروي وكانت تشملان معظم مناطق السودان الشمالي ، ووسطه ، وقد يطلق على هذه المنطقة تسمية ممالك النوبة وفي المخطوطات يطلق عليها ممالك إثيوبيا ولم يكن اسم السودان وقد ظهر في ذلك الوقت ( ) .
إن تاريخ إثيوبيا قبل انتظام ملكها يعود إلى عهد الدولة المصرية من 3-7 ق.م إلى سنة 1600 ق.م وحدودها تمتد من الشلال الأول عند أسوان إلى أقاصي الحبشة شمالاً وجنوباً ، ومن سواكن ومصوع على البحر الأحمر إلى صحراء ليبيا ، وشرقاً وغرباً وهي تشمل بلاد الحبشة ومعظم بلاد السودان.
كذلك فقد بين (هيرودوت) في خريطته المشهورة موقع مدينة مروي صحيحاً ، وكتب على يسار المدينة كل مساحة السودان وغرب إفريقيا حتى المحيط الأطلسي وحتى الهضبة الإثيوبية .
وقد عرفت إثيوبيا باسم الآثار المصرية كما عرفت في التجارة باسم (كوش) وعلى ذلك تتوقف المصادر القديمة على حدود معلومة للبلاد التي تطلق عليها اسم إثيوبيا وقد ارتبط هذا الاسم باسم (كوش) الذي يعني نفس الشعوب ونفس المناطق . وكان أول من سكن هذه البلاد هم السود وقد اختلف العلماء في أصلهم ، فمنهم من قال إنهم نشأوا في القارة ، ومن قال إنهم هاجروا إليها من أسيا عن طريق البحر الأحمر ، ومنهم من قال إنهم كانوا سوداً بل كانوا بيضاً فسودتهم حرارة الشمس وطبيعة القارة على توالي الأجيال ، وقيل (أولاد كوش) بن حام هاجروا إلى إفريقيا بعد الطرقات فاستولوا عليها قسمين باسمهم وكانوا الإثيوبيون في أول أمرهم قبائل شتى لا تجمعهم كلمة ولا تربطهم جامعة رأيهم الاشتقاق وشن الغارات بعضهم على بعض ، ومن هذه القبائل المدونة أسمائهم عل الآثار المصرية هي :
(1) الأوايو : قد سكنوا الصحراء الشرقية حيث العبابدة اليوم .
(2) المازايو : سكنوا جنوبهم إلى طريق بربر وسواكن .
(3) البوانيت : وقد أقاموا بين طريق بربر وسواكن وجبال الحبشة .
(4) الدنقس : وهم أقزام يعيشون جنوبي البوانيت ، وقد سميت بلادهم ببئر الإطلال وهي البلاد المعرفة باسم (نبجاي) بين الحبشة وزنجبار . وقد كانوا في حرب دائمة مع الأحباش والممالك الإثيوبية القديمة المشهورة مثل مملكة (نبتة) ومملكة (مروي) ومملكة (اكسوم) .
أما اللغة السائدة هي اللغة النبوية إلى سكان النوبة السفلى وقد قال فيها بعض العلماء اللغات إنها من أصل إفريقي ، لأنها لا تتوافق مع اللغات السامية ولغة البجا هي اللغة الحامية ، وبظن (ليسيوس) إنها لغة مروي القديمة .
أما الدكتور (هيس) الألماني المقيم في مصر الذي درس لغة النوبة يقول أن هذه اللغة هي اللغة المروية القديمة بدليل إن بعض كلماتها الأسياسية كالماء ، النور ، والأرض تشابه ما ورد من الأسماء في تاريخ مروي ، أما لغة الجئز فهي لغة أكسوم .
إن اسم (كوش) في التوارة في الآثار المصرية القديمة وكان قدماء المصريين يستعملون هذا الاسم للدلالة على السكان اللذين كانوا يعتقدون أنهم من سلالة أبناء نوح عليه السلام دعاء على أبنه فأسود لونه.
وقد استوطنوا البلدان الواقعة جنوب مصر حتى الصومال بعد ان نزحوا إليها في فترات تاريخية قديمة يطلق على بلادهم اسم كوش ، وهي تشمل إثيوبيا الحالية وإرتريا ، والسودان والصومال . ولقد كان العنصر الكوشي سائداً في المنطقة قبل مجيء السامين من جنوب الجزيرة العربية ، وقد كان قدماء المصرين يطلق اسم كوش على المنطقة الواسعة المعروفة حالياً باسم القرن الإفريقي . ويطلق الكوشين على أهلها . وهي بلاد الصومال ، وجيبوتي ، وإثيوبيا ، وإرتريا ، والسودان حتى أعالي مصر .
التعليقات (0)