ملامح الصفقة القطرية المصرية
بقلم/ حسام الدجني
طالعتنا صحيفة هآرتس العبرية اليوم الأربعاء ملامح صفقة فلسطينية داخلية شاملة تتبلور الآن، ستوقع حماس وفتح في اطارها على اتفاق مصالحة، وسيطلق سراح الجندي الاسير في قطاع غزة جلعاد شاليط ويفتح من جديد معبر رفح والمعابر مع اسرائيل.
وتضيف الصحيفة العبرية أن أمير قطر شخصياً يعمل على انجاز الصفقة بموافقة ورضا مصري.
أعتقد أن البيئة السياسية المحيطة بالخبر تدلل على صحته وواقعيته، حتى لو نفي من قبل الجهات المعنية، الا أن الواقع الذي نعيشه يتطلب منا العمل على كافة المستويات لإنجاز المصالحة الوطنية لمواجهة التحديات الاسرائيلية، وتحديداً القرار رقم 1650، والتي سيكون له تداعيات تؤثر على الامن القومي العربي وخصوصاً الاردني والمصري.
هناك أيضاً مؤشرات كشف عنها النائب في مجلس الشعب المصري مصطفى بكري، حول تشكيل حكومة مصرية جديدة، لذا ترغب الدبلوماسية المصرية من تحقيق انجاز سياسي يسجل لمصر والخارجية المصرية بموجبه يحافظ السيد أحمد أبو الغيط على حقيبة الخارجية.
أضف الى ذلك أن تدهور الاوضاع في قطاع غزة ليس مصلحة مصرية، وأن إسقاط حكم حماس أصبح من الماضي، وأن استقرار وإزدهار غزة هو هدف للأمن القومي المصري.
أضف الى ذلك المأزق الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية في رام الله، وحركة حماس في قطاع غزة، قد يدفع الطرفين الى المرونة في تحقيق المصالحة، لأن كلا الطرفين تيقنا من أن الحكومة الاسرائيلية الحالية هي حكومة عنصرية لا تريد السلام، وأن مشروع الدكتور سلام فياض هو خطر استراتيجي على القضية الوطنية الفلسطينية، ولذلك أصبحت المصالحة الحقيقية هي بوابة الأمان لحركة فتح وحماس لبناء نظام سياسي وطني فلسطيني، يحافظ على الثوابت الوطنية.
أن ملامح الخطة القطرية المصرية التي تحدثت عنها هآرتس والتي أعتقد أن سوريا والسعودية هي جزء مهم في هذه الخطة، والتي تشمل صفقة شاليط، حيث المعلومات تفيد أن سوريا تعمل بشكل سري للغاية على انضاج ملف شاليط بالتعاون مع الألمان.
أعتقد أن الأيام القادمة قد تكون حبلى بالمفاجآت السياسية، والتي من الممكن أن تعيد وتؤكد على الوحدة الجغرافية والسياسية الفلسطينية في مواجهة الأوامر العسكرية الاسرائيلية، والمشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية والتي يقف خلفها نخب وقيادات فلسطينية.
حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)